صدر حديثا للشاعرة والمترجمة السورية الكندية جاكلين سلام كتاب جديد بعنوان "حوارات على مرايا الهجرة" حول آداب وثقافات الشعوب والهجرة، الذي يعد الأول من نوعه عن الثقافة الكندية المهجرية باللغة العربية. وقررت الكاتبة تخصيص مبيعات الكتاب للتبرع بها لمساعدة بعض الأسر السورية.
ويضم الكتاب الذي صمم غلافه الفنان المصري ياسر عبدالقوي عشرين حوارا تم إجراؤها مع الكاتبة خلال حوالي ربع قرن، وعشرة حوارات أجرتها هي مع كتاب كنديين ومهاجرين من أصول عربية، بالإضافة إلى عشرة مقالات بحثية ومترجمة من الإنجليزية إلى العربية، بما يشكل بانوراما ثقافية فكرية اجتماعية انطلاقا من أولى الهجرات إلى كندا من بريطانيا العظمى، وصولا إلى هجرة العرب والمسلمين من الشرق الأوسط، وانعكاسات الأثر في الكتابات الأدبية على تنوع أجناسها.
وتتناول جاكلين سلام في مقالاتها وحواراتها ضمن الكتاب أعلام الأدب الكندي، والجوائز الأدبية الكندية وبعض الفائزين بها، والاحتفالات الشعبية والمهرجانات التي تقام في الشوارع والمراكز الثقافية على مدار العام، بالإضافة إلى أفكار أخرى عن الشعر والحداثة، وكندا والتعددية الثقافية، والحرية المدنية والقمع، وتحولات الكتابة النسوية عربيا ودوليا، وغيرها.
ومما يضمه الكتاب من مقولات الكاتبة تأكيدها أننا "لسنا في حاجة إلى نساء نزار قباني. يلزمنا اليوم ثورات على المفاهيم الإجتماعية والموروث الفكري الأعمى"، وقولها: "الشرق غارق في الحروب الصغيرة والكبيرة، والإبداع ضحية أخرى إلى جوار ضحايا الحرب والمناحرات بين الأفراد والأجناس والطوائف. لقد تعثرت الكاتبة العربية وتأخرت في الوصول إلى خصوصيتها إبداعيا، والمرأة العربية المبدعة ما تزال خاضعة لأحكام جائرة ورقابة مضاعفة. لابد من رفع سقف الحرية الفكرية وقبضة الرقابة عن أقلام النساء".
جاكلين سلام شاعرة ومترجمة وكاتبة صحفية، هاجرت الى كندا عام 1997، وهي عضو اتحاد كتّاب كندا، ومنظمة "القلم" الدولية الكندية لحرية التعبير، ورابطة كتّاب المنفى، وتم تدرّيس قصائدها في جامعة محمد الخامس في المغرب، وساهمت في مؤتمرات وجلسات حوار في كندا حول المرأة والمجتمع والثقافة العربية والمهجرية، كما حازت على جائزة الإبداع الأدبي واختيرت شخصية العام الثقافية سنة 2013 من جانب مجلس الأعمال الكندي، وشاركت في تأسيس العديد من المنتديات الابداعية الثقافية في كندا وامريكا، ومنها مؤسسة جذور للأدب المهجري المعاصر(2006)، ورابطة تضافر للفنون الشرق أوسطية في كندا (2004)، ونادي النساء العربيات الكنديات (2000).
صدر لها من قبل عدة دواوين شعرية، هي "تطعم الغيمات برتقالا"، و"رقص مشتبه به"، و"جسد واحد وألف حافة"، و"المحبرة أنثى"، و"كريستال"، و"خريف يذرف أوراق التوت".
التعليقات