عندما نتحدَّث عن العلماء، فإننا نقصد علماءَ الكيمياء والفيزياء والطب والهندسة والزراعة والجيولوجيا والبيولوجيا والرياضيات وعلوم الحاسب والذكاء الاصطناعي.
أما أن يظهر مَن يُسمُّون أنفسهم "اتحاد علماء المسلمين"، الذين يُجاهدون من الفنادق والقصور، ويكنزون الذهب والملايين في البنوك، وينحصر عملهم في إصدار فتاوى للجهاد، فهذا هو الباطل الذي يُزيَّن في صورة الحق!
لقد كانت تلك الفتاوى سببًا في خراب دولٍ وشعوبٍ:
- طالبوا بالجهاد في ليبيا ودخول حلف الناتو، فضاعت ليبيا.
- وطالبوا بالجهاد في سوريا، فضاعت سوريا.
- وطالبوا بالجهاد في مصر، فعانت مصر ويلات الإرهاب، وحفظها الله منهم.
ولا تزال هذه الفتاوى تُنتج جماعاتٍ داعشيةً وتكفيريةً، وما زال مسلسل تدمير الشعوب مستمرًّا!
إذا أردنا الحديث عن علماء للمسلمين في الجانب الديني، فعلينا أن نذكر علماءَ الأزهر الشريف وأمثالهم في العالم الإسلامي، هؤلاء العلماء المعتدلين غير المنتمين إلى جماعات أو اتحادات أو نقابات، ولا حتى إلى أندية رياضية!
علماءَ انتماؤهم لله وحده، لا إلى جماعات سياسية تتخذ الدين ستارًا للوصول إلى الحكم ،علماءَ يدعون إلى الحق وينهون عن الباطل والمنكر.
أما التجارةُ باختراع الأسماء والمسميات تحت غطاء الدين، فعلينا أن نتساءل:
- مَن يقف وراء هذه المسميات؟
- وهل يستطيع هؤلاء أن يتقدموا صفوف الجهاد المسلح، ويضحّوا بأموالهم وأنفسهم وأبنائهم كي يصدقهم الناس؟
في زمن الفتن، تنتشر تجارة الدين، فيظهر الدجالون وأدعياء العلم.
ليس المهم أن تلبس عمّةً وزيًّا دينيًّا، أو تقيم في فنادق الخمس نجوم، أو تتلقى الملايين مقابل فتوى تُدمِّر بها أوطانًا!
المهم أن تتقي الله، ولا تكون ممن قال فيهم ربنا في سورة الكهف:
(قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106))
صدق الله العظيم
التعليقات