عاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بسلامة الله إلى أرض الوطن مصر، بعد اختتام زيارته لدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتى شارك خلالها كضيف شرف فى القمة العالمية للحكومات بدبى.
والقمة العالمية للحكومات تعقد منذ عام 2013 في إمارة دبي تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وتأتي مشاركة الرئيس في القمة العالمية للحكومات في إطار كون مصر ضيف شرف على نسخة هذا العام، حيث يحرص الرئيس السيسي - خلال مختلف الفعاليات والجلسات الحوارية - على عرض أهم الاستراتيجيات والأولويات الحكومية المصرية على المستويين الاقتصادي والتنموي، وذلك في ظل الأزمات العالمية المتلاحقة التي يشهدها العالم.
وتعد مشاركة مصر في القمة العالمية للحكومات الأكبر على مدار السنوات الماضية، بما يؤكد عمق العلاقات الأخوية المتميزة والراسخة بين مصر والإمارات.
وتضمن برنامج الرئيس السيسى أيضاًعقد لقاءات ثنائية مع أبرز المشاركين في القمة العالمية للحكومات من كبار مسئولي المؤسسات الاقتصادية والمالية على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وشهد اللقاء تأكيد خصوصية العلاقات المصرية الإماراتية الوثيقة، والتي تنعكس على التنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، بما يساعد على دعم استقرار المنطقة العربية وإقليم الشرق الأوسط. كما تناول اللقاء سبل مواصلة تعزيز العلاقات الثنائية، وتنمية أطر التعاون في مختلف المجالات.
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال اللقاء على ما تحظى به مصر وشعبها من مكانة خاصة لدى الشعب الإماراتي، مثمناً دور مصر الرائد في الدفاع عن القضايا العربية، وبمواقف القيادة السياسية المصرية وسياستها الحكيمة على الصعيدين الداخلي والدولى .
و خلال الزيارة أكد الرئيس السيسى أن تقدم وازدهار إمارة دبي ودولة الإمارات يشكل تجربة تنموية ملهمة لكافة المنطقة؛ والتقدير للدعوة المميزة لمصر كضيف شرف في القمة العالمية للحكومات في دبي، والتي تساهم في توليد أفكار خلاقة تمثل سبيلاً ملهماً لمواجهة مختلف التحديات الإقليمية.
وأن الحرص المصري على المشاركة بها من خلال وفد رفيع المستوى برئاسة سيادته يعكس عمق العلاقات المميزة بين البلدين الشقيقين، والتي تمثل أساساً هاماً للحفاظ على الأمن والمصالح العربية في المنطقة.
أن النشاط الرئاسي للرئيس عبد الفتاح السيسي، جاء ليعكس حجم المهام التي يقوم بها الرئيس، سواء في الداخل أو الخارج، وأن حضوره القمة العالمية للحكومات بالإمارات، عقب استضافة مؤتمر عن القدس بالجامعة العربية، له دلالات شديدة الأهمية.
أن الرسائل الرئاسية للرئيس عبدالفتاح السيسي كانت شديدة الوضوح والحسم، سواء فيما يتعلق بصون حقوق الفلسطينيين، والتأكيد على أن مصر موقفها ثابت تجاه رفض أي إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع القانوني بالقدس، أو سواء في الحديث عن المشهد في مصر خلال مؤتمر الإمارات.
اهتمام الرئيس السيسي بإيضاح حقائق الأمور خلال جلسة حوارية على هامش مشاركته بالقمة العالمية للحكومات، المقامة في دبي.
الرئيس السيسي رد بكل قوة ووضوح على محاولات شق الصف العربي وإشعال الفتنة مع بعض الأشقاء؛وذلك حينما تحدث بشكل واضح.
قائلا: لولا وقوف الأشقاء العرب بجوار مصر، لم تكن لتقف الدولة على قدميها مرة أخرى، موجها الشكر للأشقاء والحكومات العربية على دورهم تجاه مصر، فيما طالب الشعوب العربية عدم الالتفات للشائعات التي تحاول هدم العلاقات بين الأشقاء العرب.
التأكيد على أن الحديث الرئاسي عن حقوق الفلسطينين وتنظيم المؤتمر في مصر يبرهن على أن القضية الفلسطينية هي قضية مركزية بالنسبة للعرب ككل ولمصر والمصريين بصفة خاصة؛ وتصريحات الرئيس السيسى تدل على قوة الدولة المصرية .
وقد ثمن الرئيس السيسى المشاركة المثمرة والتعاون البناء بين الحكومة المصرية وصندوق النقد الدولي لمواصلة تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الشامل.
وحرص مصر على الاستمرار في تعزيز الإصلاحات الهيكلية المتعلقة بالسياسات المالية والنقدية وتعظيم دور القطاع الخاص، بما يساعد على توفير مناخ إيجابي لكافة المستثمرين وأسواق المال العالمية حول الاقتصاد المصري، ويعزز من فرص الاستثمار والآفاق الواسعة التي تتيحها.
واستعراض جهود الدولة لجذب الاستثمارت وتشجيع ريادة الأعمال، فضلاً عن مناقشة آفاق التعاون والمشروعات المستقبلية الممكنة بين مصر والحضور من الشركات والمؤسسات.
وذلك في ضوء التقدم المحرز على مستوى الإصلاح الاقتصادي الهيكلي وتهيئة البنية التشريعية والمؤسسية لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
إلى جانب ما تتمتع به مصر من مقومات كقوى بشرية وبنية أساسية مؤهلة تم تحديثها والتوسع فيها خلال السنوات الماضية، ومصادر متنوعة للطاقة وسوق ضخمة.
وشهد اللقاء استعراض سبل دفع العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات. وقد أكد الجانبان عمق الروابط التي تجمع بين البلدين والحرص على الارتقاء بالتعاون المشترك في مختلف المجالات، وذلك لمصلحة الشعبين الشقيقين.
مع تشديد الرئيس السيسى على دعم مصر لكافة جهود التنمية والإصلاح بتونس تحت قيادة الرئيس "قيس سعيد" الاستعداد الكامل لنقل التجربة المصرية في تنفيذ المشروعات التنموية والإصلاحات الاقتصادية والإدارية إلى الأشقاء في تونس.
كما تم التشاور بشأن أبرز القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث تم التوافق على تكثيف التنسيق والمتابعة بين الجانبين خلال الفترة المقبلة.
التعليقات