عشق هذا الكاتب الألماني كل معاني الديمقراطية في أحترام حقوق الإنسان ونبذ العنف والحرب والكراهية بين الشعوب والتمييز العنصري لدرجة تركه بلاده والهجرة بعيداً إلى السويد ، وذلك بعد وصول الحزب النازي الى سدة الحكم عام 1933 ميلادية في إعلان واضح وصريح عن رفضه لمبادئ هتلر النازية ، فكان الرد أشد عنفا لاتخاذه ذاك الاتجاه بأن سحب النازييون منه الجنسية الالمانية عام 1936 أي بعد مرور سبع سنوات على حصوله على جائزة نوبل.
سار توماس مان على خطى "جوته" فكان ذلك إيذانا باعتباره أحد أهم الادباء الكلاسيكين فى عصر الادب الالماني الحديث ،وكرمته العديد من الجامعات العريقة كجامعة أكسفورد وجامعة برينسيتون بمنحه درجة الدكتوراة الفخرية علاوة على اعتباره أستاذا زائرا لهما ، وتعتبر رواية الجبل السحري من أهم الروايات الكلاسيكية في الادب الألماني خلال القرن العشرين حيث ترجمت الى أكثر من أربعين لغة .
تدورأحداث الرواية الفلسفيه حول شاب (زائر) مجهول الهوية بلا أي إشاره أو دلاله لشخصيته، فهو رجل ارستقراطي ذهب لتغيير جو لدى ابن خالته المريض الذي يعانى من أزمات نفسية وأجتماعيه حيث يمكث في منتجع طبي سياحي فاخر، وكان المفروض أن تستمر زيارته لمدة ثلاثة اسابيع ليس إلا، ولكن في ذلك المنتجع انقضت الأسابيع الثلاثة كساعات ثلاثة ممتعة ولم يشعر الزائر بثقل الوقت ولا رتابة المكان، ويتحول هذا الشخص من مجرد زائر إلى مقيم دائم بلا عودة للعالم خارج المجتمع، ليخالط بشر وأناس كان يراقبهم ويحسبهم مختلفين عن البشر خارج أسوار المنتجع الطبي الفاخر، ليرى فيهم ماضيه وحاضره ومستقبله ،وكأن لسان الراوي يخاطبنا قائلا: مع أختلاف الاماكن والأزمنة يبقى البشر مرتبطين بأوجاعهم ومشكلاتهم ومسراتهم وأحزانهم مهما تبدل الزمان أو المكان .
التعليقات