تزييف التاريخ .... لعنة ملازمة لنا منذ بدء الخليقة .... في كتب التاريخ ... نجد أكثر من رواية للمعركة أو الحادثة أو حتى لشخصية .... درسنا في سنة ما الجارية الطموحة التي قتلت ابن زوجها الأول وزوجها الثاني لتصل إلى عرش مصر .... وفي سنة أخرى درسنا الملكة العظيمة الصالحة التي هددها ابن زوجها بالقتل ولم يقدر مجهودها خلال معركة المنصورة .... وكلاهما شجر الدر.
وابن زوجها ظهر في الرواية الأولى وهو ولي العهد المظلوم الذي قهر وقتل غدرا بالسيف أولا، ثم بالنار، لتكون نهايته غريقا .... وفي الرواية الثانية كان الشاب المدلل الفاسد السكير الذي لا يصلح لتولي العرش مما توجب قتله وكلاهما توران شاه.
كانت البداية منذ سنتين عندما قررت شركة سينرجي للمنتج تامر مرسي بالاشتراك مع المخرج بيتر ميمي والمؤلف باهر دويدار تقديم قصة الشهيد البطل عقيد أركان حرب أحمد صابر منسي الذي قتل في كمين مربع البرث بمدينة رفح شمال سيناء أثناء محاولته للتصدي أمام هجوم من مجموعة من الإرهابيين .... حيث تعد واحدة من أبشع الوقائع التي مررنا بها في السنوات الأخيرة .... وكذلك قدم العمل وقائع عديدة والتي سقط فيها خيرة شباب مصر .... ولاقى المسلسل نجاحا كبيرا حيث لامس جروحنا جميعا.
وفي العام الماضي كرروا التجربة مع أبطال جدد ووقائع جديدة .... منها حادثة استشهاد العقيد محمد مبروك، وملحمة الواحات التي سقط فيها الكثير من الشهداء وكان أصغرهم سنا هو البطل أحمد شوشه وكذلك الهجوم الإرهابي على كمين "البطل 14" بالعريش وقت تكبيرات صلاة العيد حيث كان أول أيام عيد الفطر المبارك ....؛ والذي سقط فيها الشهيد البطل عمر القاضي وغيره من الأبطال.
وفي هذا العام تم إصدار النسخة الثالثة من العمل بدمج أكثر من سلسلة درامية في عمل واحد .... حيث يوضح دور أجهزة مصر المختلفة .... أمن الدولة ،والمخابرات العامة ،والمخابرات الحربية .... وعلى رأس ذلك وزير الدفاع آنذاك ورئيس الجمهورية حاليا الرئيس "عبد الفتاح السيسي" في مواجهة جماعة الإخوان المسلمين أثناء فترة حكمهم لمصر منذ 30 يونيو 2012 "حيث أداء الرئيس الأسبق محمد مرسي اليمين الجمهوري أمام المحكمة الدستورية العليا" إلى يوم ٣ يوليو 2013 "حيث قيام الجيش المصري تحت قيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس محمد مرسي وتعطيل العمل بالدستور وتم هذا في بيان تليفزيوني".
الشركة المنتجة للعمل هي شركة خاصة -أي بعيدة كل البعد عن أموال الدولة- الغرض الأساسي لهذا العمل هو حماية التاريخ من أي تزييف ، والتذكير المستمر لما مررنا به من صعاب .... وللأجيال المقبلة التي لم تعش هذه الأحداث .... حتى عندما تأتى إلى الحياة تجد عملا تليفزيونيا موثقا بتسجيلات صوت وصورة تم إدماجها في جميع حلقات المسلسل ....؛ حتى يعرفوا من هو عدوهم الحقيقي ولا يتعرضوا لأي صورة من صور غسيل الأدمغة أو محاولة لاستدراجهم لأي تنظيم الغرض منه سياسي وليس دينيا .... وهدم وتدمير وليس بناء وتعميرا .... وحتى يحمدوا ربهم كل يوم على انتهاء هذه الأزمة وأنهم لم يعشوها.....
وحتى يعلموا قيمة القرار الذي خرج في يوم من الأيام وكان بمثابة إعادة الحياة لنا بعد سنة كبيسة ظننا وهما أنها صارت واقعنا وحياتنا المستقبلية.
ولسبب جاء كعنوان للحلقة الأولى من مسلسل الاختيار الجزء الثاني وهو "حتى لا ننسى".
التعليقات