صفعة ومشادة كلامية .... كانت هذه ردة فعل الممثل العالمي "ويل سميث" على سخرية الممثل الكوميدي "كريس روك" من زوجته "جادا سميث" حيث وصفها بالحالقة مبررا ذلك بعدم معرفته بأنها مريضة بالثعلبة ..... وكان هذا في حفل توزيع جوائز الأوسكار في دورته ال 94 .... حيث استلم ويل سميث جائزة الأوسكار لأول مرة في تاريخه بعد ترشيحه لها مرتين من قبل .... يتوقع الجميع أن هذه الصفعة هي التي ستخلد اسم "ويل سميث" في الأوسكار .... حيث كانت حادثة وقف عندها العالم بأسره كل حسب رؤيته، ووجهه نظره .... وفي حين بدأت أكاديمية الأوسكار في التفكير في عقاب تأديبي لويل سميث .... أعلن ويل سميث استقالته من أكاديمية الأوسكار مع اعتذاره عن أذيته لكريس روك، وعائلته، وضيوف الحفل والجماهير الكبيرة الجالسة في المنازل.

لكل متنمر مبرر ولو لم يبد ذلك؛ المتنمر ما هو إلا ضحية تنمر وسوء تنشئة ..... حيث أنه كما وصفت منظمة اليونيسيف التنمر بأنه أي إيذاء جسدي أو نفسي من فرد إلى فرد آخر أو من مجموعة أفراد إلى فرد أو أكثر .... فمن هو الإنسان الذي يجد ملاذه في إيذاء الآخر؟ متكبر، نرجسي، لديه عقدة منذ الطفولة ....

كثرت الأقاويل حول ذلك ولكن ليس هناك وصف دقيق مسلم به للمتنمر .....

كثير منا يتعاملون مع الأمر بنوع من الهزلية وكأنهم يقولون ليس تصرفنا بكبير حتى يوصف تنمرا....

"يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن" .... وفي موضع آخر "لا تنابزوا بالألقاب" كرر الله (سبحانه وتعالى) النهي عن التنمر بكل صوره للتأكيد على أن تأثيره على النفس البشرية جسيم ....؛ حيث أودي بحياة كثيرين منتحرين بعد فقدانهم ثقتهم بأنفسهم

ومع التدريج ... كبر الأمر خلف ستار "خفة الظل" ليصل الأمر إلى التنمر على المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة.....

ردة فعل ويل سميث تم وصفها بالمبالغ فيها ولكنها مبالغة لا تنفى الأصل أي أحقيته في الدفاع .... ففي تلك اللحظة لم يكن الممثل العالمي ،بل كان زوجا يدافع عن زوجته .....

كانت صفعة لكل متنمر .... ليعيد التفكير في الكلمة ألف مرة قبل أن ينطقها ولو كانت على سبيل المزاح "في الكلمة نور، وبعض الكلمات قبور"

فللجميع مكان بيننا .... وللجميع حق في عيش حياة سوية هادئة ..... الأسود والأبيض، الطويل والقصير ..... السليم والمريض، لكل شخص جمال مميز له مع اختلاف الأذواق .... فلم يطلب منك أحد أن ترى كل من في الكون جميلا .... بل نطلب منك جميعا ألا تبد رأيك في شخص لم يسألك عن رأيك .... فهذا ليس من حق أحد.

"قالو الجمال في الروح .... عشان هي اللي باقية …. مهما هتعدي السنين …. قلت الجمال إنك تشوف نفسك جميلة .... بأي شكل في كل عيب …. اختلافنا رحمة لينا …. وحكمة من حكم الحياة …. كل واحد ناقصه حاجة .... في غيره حاجة مكملاه ...."