بسبب فيديو قصير وضعته على الستوري الخاص بي أمس، أصور فيه طبق من البيتزا، جاءني نوع محدد وشائع من التعليقات "الانتقادية" والاستعجابية، وللأهمية ارتأيت أنه لا بد من احترام أصحاب هذه الذهنية المحددة، مع الاحتفاظ بحق الرد في هذه السطور:
يقول صاحب التعليق الانتقادي: "صحتين وهنا لكن "ممنوع" تنشري هيك صور وفيه ناس عم تشتهي ومو ملاقية تاكل"
جوابي: دائماً هناك من ينشر صور طعامه وحفلاته ومشاويره على السوشيال ميديا وهناك دائماً من ينتقده ويلعنه ويشتمه بسبب ذلك بحجة وجود اناس محرومين وغير قادرين على الاستمتاع بما يستمتع به هذا الشخص. ولكن لي وجهة نظر أخرى في المسألة سأقولها لكم:
كل شخص منا جاء إلى الكوكب لكي يعيش تجربة معينة مختلفة عن تجربة غيره بتفاصيلها وظروفها. بالتالي الذي يستمتع بطبق لذيذ او سفرة حلوة او برفقة حبيب يعيش تجربته الخاصة (وفق استحقاقه وما جذبه لنفسه)، والفقير او المحروم او الغاضب او الساخط او الحاسد هو أيضا يعيش تجربته الخاصة وفق نفس الشروط.
فهل يجوز أن نجور على شخص مستمتع ونقيد حريته ونملي عليه ماذا يشارك او لا يشارك من أجل الآخرين الذين لا أدري لماذا لا يدعون له بمزيد من الاستمتاع والوفرة حتى يفعّلوا قانون الانعكاس الكوني الذي ينص على أن ما يصدر منك بحق الآخرين ينعكس عليك عملاً بمبدأ: ولكم مثل ذلك!
في الحقيقة مشاهدة ما يستمتع به الآخرون من الناس على الكوكب يشكل عند الشخص الفاقد لهذه المتع حافز قوي يدفعه إلى تمني الحصول عليها، وعندما يتخيل نفسه يستمتع هو الآخر بالنعم يتفعل عنده قانون الجذب تلقائياً الذي ينص على وجوب أن يكون لدى الجاذب مشاعر قوية مشحونة بالخيال والتصورات مع اليقين وحسن الظن بالله. واحذروا، اذا كانت النية سلبية او المشاعر مشوبة بالغيرة والحسد والسخط فسيكون الجذب سلبي في هذه الحالة، أي أن الشخص يجذب ما يريد ولكن منقوصاً او به شائبة او بعد فوات الأوان فلا يستمتع به (هل أنت ممن يحدث معهم الجذب المنقوص او المتأخر كثيراً ولا تعرف السبب؟ الآن صرت تعرف فاعمل التغييرات اللازمة) .
ولا زلت أذكر ايام الطفولة حيث كنا نعيش في بلدة صغيرة بالكاد تتوفر في متاجرها المتواضعة اساسيات الحياة، وكان لدى والدتي كتاب لتعليم الطبخ فيه ما لذ وطاب من الوصفات العجيبة. وكان يطيب لي كوني احب القراءة والطعام معاً أن أتصفح هذا الكتاب واتأمل الصور واطالع الوصفات. وكنت أتساءل عن ماهية مكونات معينة مثل كريمة الطبخ وكيف هو قوامها وما هو طعمها يا ترى؟ ثم دارت الايام وتعرفت على الكريمة شخصياً فيما بعد وصرت أقتنيها وأستعملها بشكل اعتيادي في بعض الأطباق الآن.
وهذا مجرد مثال بسيط، ومن يرغب فليشاركنا تجربته مع قانون الجذب بحب في التعليقات.
التعليقات