كذب الكذبة وصدقها ... فكذب الجميع الكذبة نفسها حتى صارت حقيقة مسلم بها.
"الوقت لم يكف" أكذوبة صدقها الكاذب والمكذوب عليه.
لم يكف الوقت للمجيء في المعاد المحدد، لم يكف الوقت لمذاكرة هذا الكم من المنهج، لم يكف الوقت لإنهاء المشروع عند لحظة التسليم المتفق عليها.
للوقت المنظم سحر؛ نستطيع من خلال تنظيم الوقت إنجاز كل ما هو مطلوب، ولكن مفهوم تنظيم الوقت لدينا ليس صحيحا، فحين يذكر تنظيم الوقت؛ تقول سأذاكر ساعتين في اليوم من الساعة الثامنة إلى الساعة العاشرة، فإذا وصلت إلى الثامنة وخمس دقائق ولم تبدأ .... تؤجل البدء لبداية ساعة جديدة وهي التاسعة وهكذا.
فتظل تؤجل الساعتين من وقت استيقاظك حتى وقت نومك ...... فتغالب نعاسك لإرضاء ضميرك وتجلس ساعتين لا تحصل فيهما ما تحصله -وأنت في كامل وعيك- في نصف ساعة..... تجد يومك سريعا لا تجد فيه وقتا لا للمذاكرة ولا للاستمتاع، وكثير منا أدرك أنه في وقت الضغط العصبي والنفسي إذا سلمنا أنفسنا للنوم سنظل نائمين لأيام؛ لأن العقل يهرب من الوعي الذي أخفته منه.
تنظيم الوقت هو تقسيم المهمة على الوقت المتاح أو عمل خطة من البداية لإنجاز المهمة في الوقت المحدد لها.
وليكن لديك مهمة ما؛ كتاب مثلا يجب أن تنهيه بعد شهر من الآن؛ تبدأ بمعرفة عدد صفحات الكتاب وتقسيمها على أيام الشهر. فيتحول الكتاب الكبير المكون من ثلاثمائة صفحة الذي لا تعرف كيف ستنهيه في شهر إلى عشر صفحات يوميا.... يتحول إلى جزء من روتين يومك وليس مهمة تتناول شهرا كاملا من عمرك.
تحدث مع عقلك وأخبره بأنه حتى لو أنهى العشر صفحات بمجرد استيقاظه فلن يبدأ في عمل الغد أبدا وسيكون باقي اليوم فقط للمتعة وما يحبه ويريده وشاهد النتيجة.
ستجد عقلك يسرع بك للانتهاء من العشر صفحات حتى يتخلص من مهمته... ستجد لذة في كل يوم تنهي فيه هذه المهمة الصغيرة وكأنك أنهيت المهمة كلها... ستجد عندها أن هناك وقت في هذا الشهر ليس فقط لأداء هذه المهمة الكبيرة بل لمشاهدة أفلام جديدة والخروج والسهر مع الأصدقاء.
وهذا ما يعرف حاليا بنظام "اللقيمات الصغيرة" والذي ينادى به الآن الكثير من مدربين الحياة وعلماء التنمية البشرية ومن بينهم "جين سينسيرو".
الوقت كاف لكل شيء فلا تريح عقلك بكذبة... ما العمر إلا وقت يمر.... فاسع وراء كونك سعيدا حتى في قضاء مهماتك المملة.... فالجميع مشغولون؛ فكونك مشغولا ليس مبررا لبقائك مكتئبا طوال فترة العمل أو الامتحانات.
لأن ببساطة هذا ليس وقتا صعبا أو وضعا مؤقتا فهذه هي الحياة.
التعليقات