مثل الكثيرين غيري، تابعت إعلان دولة الإمارات العربية الشقيقة عما أسمته "المبادئ العشرة"، لتحديد خطة ورؤية الدولة خلال الخمسين سنة القادمة، لتثبت الإمارات دوماً أنه لاسبيل للتقدم، إلا بالموهبة، والخروج عن المألوف، والسعى نحو الابتكار، وكل ما هو جديد، وليس فقط بإدارة نظام الحكم بشكل تقليدي.
وما وصلت إليه الإمارات خلال السنوات الماضية جاء تتويجاً لجهود مضنية في مختلف المجالات، لكن كل ذلك لم يمنعها من وضع مبادئ إستراتيجية جديدة، تستهدف النهوض بالدولة في كافة القطاعات، وتلّخص المبادئ سياستها الداخلية والخارجية، ودورها الإقليمي والدولي، حتى مسئوليتها تجاه دول الجوار.
ولاشك أن الإمارات استطاعت مواجهة تحديات كثيرة، وكانت منذ إعلان الاتحاد عام 1971 في تحد مع نفسها قبل غيرها، وليس هناك دليل أكثر من استخدام كافة المواطنين الإماراتيين لوسائل التكنولوجيا الحديثه، على الحالة التكنولوجية، ومواكبتها للتطور العلمي، وكيفية تأثيره الإيجابي على الاقتصاد وحياة المواطنين.
وحملت "المبادئ العشرة" قضايا رئيسية، حتى وإن كانت معروفة للجميع، أو تسير عليها الإمارات منذ سنوات، لتؤكد السير في طريق التقدم، وتضع قضية اكتشاف واستقطاب المواهب ضمن أولوياتها القصوى، ولم يكن غريباً أن أقرأ نصاً ضمن المبادئ يتضمن هف السياسة هو الاقتصاد وهدف الاقتصاد هو توفير أفضل حياة لشعب الاتحاد".
كذلك ما حملته المبادئ من عبارات " بناء أفضل بيئة اقتصادية عالمية"، و"تطوير كافة مناطق الدولة"، و"المحرك الرئيسي المستقبلي هو رأس المال البشري، تطوير التعليم، استقطاب المواهب، البناء المستمر للمهارات"، و" التفوق الرقمي للإمارات سيرسم حدودها التنموية والاقتصادية"، و"المساعدات الخارجية جزء لا يتجزأ من الالتزام الأخلاقي تجاه الآخرين"، و"السعي مع الشركاء لترسيخ السلام وحل كافة الخلافات".
وكل مبدأ، بل كل كلمة في المبادئ تستحق الحديث عنها في مقال منفصل، إلا أن المساحة لم تتسع إلا لذكر بعض العبارات التي أراها معبرة للغاية، وجاءت المبادئ وكأن الإمارات تعلن عن نفسها ورؤيتها لأول مرة، وليس بعد 50 عاماً على إعلان الاتحاد، بفضل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نيهان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نيهان ،ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
لقد استطاعت الإمارات أن تخطو خطوات سريعة ومؤثرة نحو الأفضل، وربما عدم الإيمان لدى قيادات الدولة بعدم تحقيق الأفضل هو العامل والدافع الرئيسي نحو المزيد من الصعود، وربما لأنهم لم يشعرون يوماً بأنهم يقدمون ما يستحقه الشعب الإماراتي.. إنه حب الوطن، والإخلاص له ولأبناء الدولة، واستكمال مسيرة الأجداد، وحفظ العهود، وبناء الوطن على أسس حديثة.
وبالتأكيد لم تكن الإمارات في حاجة لإعلان المبادئ العشرة بشأن رؤيتها، لكن ربما رسالة لبعض الدول التي لا تنظر سوى تحت أقدامها، وتتجاهل المستقبل، وهناك من يحمل رؤية لسنوات معدودة ، معتقداً أن هذا هو النجاح الباهر، في حين نرى مبادئ تتعلق بمسار الإمارات على كافة الأصعدة لعقود قادمة.
وتأتي المبادئ لتثبت للعالم أجمع إرادة الإمارات نحو الصدارة، بالعلم والتفوق والموهبة وليس بأي شئ آخر، ومن حق كل إماراتي أن يفتخر بما تحمله قيادات الدولة من خير وعمل وبناء للوطن بقواعد وأسس حديثة تتواكب مع متطلبات العصر، لأن القيادة السياسية الواعية هي التي تستطيع قراءة المشهد جيداً، وتحدد أولويات المرحلة لسنوات طويلة مستقبلاً.
كما أنه من حق كل عربي أن يفخر بجهود الإمارات في كافة المجالات، ومن حق العالم أن يعرف كيف تفكر الإمارات وشعبها، ومن حق الشعوب الأخرى أن تتعلم من التجربة، وأن تحدد أولوياتها وأهدافها التي من المفترض أنها تغيرت كثيراً عما كانت عليه من عقود، لأسباب كثيرة، لتبقى كل كلمة وعبارة في المبادئ حاملة مشروع دولة يليق بشعب الإمارات وقيادته الحكيمة.
التعليقات