اتعودنا نعمل حاجات كتير في حياتنا بس عشان وعينا على الدنيا والحاجات دي بتتعَمَل حوالينا.
مش ده الغرض ولا الهدف اللي اتخلقت عشانه، ما دامت لك إرادة الاختيار وجب عليك جودة الحياة.
يعني هي بإيدي؟
نعم بلا منازع.
إحنا بس موقفناش لنفسنا وقفة جد.. دايمًا الأصوات اللي حوالينا أعلى من صوتنا الداخلي؛ مبنعرفش نسمع دواخلنا؛ الدوشة حوالينا عالية أوي.
وطي الراديو واسمع صوتك.
معظم الناجحين اتعلموا السر ده بدري. أنت بتفرح لما يتوافق نجاحك مع طموحك.. صح؟
مش صح أوي؛ أنت بتفرح لما نجاحك يناسب روحك، لما توصل لحاجة حلوة كانت مدفونة جواك وقدرت تحولها لنجاح، لما النجاح يأتي بعد تعب بتفرح صحيح، بس لما يجيلك وأنت عارف بتعمل إيه بتفرق كتير.
مش مهم خالص حلمك كنت تبقى إيه، المهم لما ابتديت ومسكت خيط وصلت لإيه.
تقدر تكون حاجات كتير أوي.. امسك في واحدة بس واستمر.
بحترم جدا اللي عارف هدفه كويس، لكنه ليس المخاطب بكلامي.
أنا بتكلم عن غالبيتنا اللي لسه بيمسك أول الطريق.. أول الطريق مش لازم تكون في العشرينات؛ أول الطريق هو الوقت اللي قدرت تخاطب روحك وتوصلها وتقول لنفسك أنا عاوز وأنا بحب وأنا حعمل وأنا اليوم أبدأ.
مفيش حاجة بتجيلنا متأخر ومفيش رزق بنتحرم منه، بس فيه أرزاق بتمر علينا وتمشي ويجيلنا غيرها، الواعي منا عينه على اللي جاي مش اللي راح منه.
لما أرجع بذاكرتي ٤٠ سنة فاتوا وقت أدركت الحياة، بتكسف من نفسي إني قعدت سنين طويلة متعايشة مع الدنيا مش عايشاها.
فرق كبير إنك تكبر وعينك على نهاية الطريق وبين إنك تستمتع وأنت ماشي في رحلتك لنهاية الطريق.
أصل ربنا مش بيخلق دنيا وحياة ومياه وسماوات وبحار وأنهار وبشر في بلدان ميعرفوش بعض ولغات لا حصر لها عشان الناس تعيش ومتحسش بالعيشة وحلاوتها.
ده دورنا إحنا.
وقت أعطاك العمر وجب عليك الاستمتاع.
من أي سن وفي أي مكان حِب حياتك وقدرها وخليك هادي وأنت بتفرح وثابت وأنت حزين.
عندنا عاهات وتقاليد لازم نغيّرها. عمر سعادتك ما كانت إنك تتجوّز أو تخلِّف أو تبقى غني أوي معاك شهادات أو بتسافر كتير؛ سعادتك تشوف نفسك مرزوق.
أيوه مرزوق وبس، ساعتها النعم بتتكشف قدام عينك وكأنك عشت بلا عين وتستغرب من نفسك، عارف ليه؟
أصل النعم بتتحس قبل ما تتعاش!!
أكلاشيهات في حياتنا لازم ندمرها.. متبقاش تقليدي، شوف حياتك من جوه قايمة على إيه لو رزقت بصحة، بمال، بعيال، بصحبة حلوة، شغلانة مريحة، زوجة أو
زوج حنينين، كافة الأرزاق هي مسببات للسعادة وليست السعادة بحد ذاتها.
أنت تصنع من نعمك السعادة!!
لازم نربي أجيال تقدَّر الحياة وتتعلم أن ترى نفسها من الداخل.
علموا أولادكم تقدير النِعَم وعلموهم أن النِعَم زائلة وأن الله يعطينا بجمال قلوبنا وأن كلنا مرزوقين وأن الله وحده من يقَدِر وبيده الاستحقاق.
هات ورقة وقلم واكتب نِعَمك، صحتك، ولادك، رزقك الآمن، بيتك الدافئ، صحابك الحنينين، أهلك وحبايبك وعِشرة السنين، البنات والبنين، وبلد فيه آمنين، نَفَس بيدخل ويخرج بلا عناء، حسن الخِلقة والخُلُق، تربية أهلك تعبوا فيها سنين، عمر بتحاول تقضيه على مراد الله، خشية الله في قلبك، والأحلى والأجمل.. جنة تنتظر الطيبين.
اكتب في ظهر الورقة أوجاعك وابتلاءاتك وأحزانك؛ يهون عليك أي وخز حسيته يوم بقلبك.
الأهم اتعلم إزاي تحس بنفسك وتقدرها وتريّحها من وقت للتاني.. ادخل اسمع صوتك واتخيّل ترتيب حياتك اللي فاتت قد إيه كنت مسعود ومسنود، هنا ابتدي استمتع بالمتاح وعظّمه وقدره.
النِعَم تدوم بالحمد.
النسبة المئوية لسعادة الإنسان تتناسب طرديًّا مع قدرته على رؤية مباهج الدنيا.
مش لازم المنظر الحلو يبقى بتاعي.. أحيانًا يكفيني رزقًا إني استمتعت وعدى على قلبي منظر جميل.
يوم أن تتحول عادة الحياة لعادة الاستمتاع بالحياة، تتحول العاهات داخلنا لقدرات ويضيف الزمن لأعمارنا مزيد من التقاليد بها نتعلم حب الحياة.
التعليقات