يمكننا أن نقول ان أفغانستان منذ سبعينات القرن الماضي هي مسمار أمريكي في نعش الاتحاد السوفيتي، ولا يخفى علينا أن الولايات المتحدة استطاعت أن تجر موسكو لحرب في بلد كانت حكومته موالية للاتحاد السوفيتي، بنفس فكرة المظاهرات ضد الحكومة الشيوعية.
خصوصا وأن الولايات المتحدة استطاعت إقناع بعض الأنظمة العربية بفتح باب الجهاد في أفغانستان، للتخلص من الاسلاميين وتطرفهم وضرب الشيوعية في عقر دارها، وكان على إثرها انضمام الظواهري وبن لادن وتم هناك دمجهم مع المقاتلين الأفغان وعندما انتهت الحرب بعد ٨ سنوات، اختلفوا وانشقوا على بعض وحاربوا بعض.فكان ظهور القاعدة وطالبان.
ولم يتأخر الديمقراطيين الأمريكان حينها عن التواصل مع طالبان والقاعدة وتواصلت وقامت بتصديرهم للدول المحيطة عبر عمليات إرهابية حتى كانت أحداث ١١ سبتمبر ٢٠٠١ خرج علينا الرئيس جورج بوش وقال إن هناك "حرب صليبية ضد الإرهاب"، وقرر بعدها الهجوم على أفغانستان للقضاء على الإرهاب و أستمر تواجد الامريكان في أفغانستان قرابة ٢٠ عام .كانت اهم فترة لانتشار المخدرات والانقسام والتفكك والتخلف.
في يوليو ٢٠١٣ تغيرت قواعد اللعبة في المنطقة بثورة ٣٠ يونيو المجيدة، وفي يوليو ٢٠١٣ فتحت قطر مكتب لطالبان التي تحاربها امريكا في افغانستان رغم ان قطر فيها قاعدة العديد الامريكية، مما يعني إعادة الاخوان المسلمين لمربع التخطيط بقوة وتحويل افغانستان لقبلة لكل إرهابي لا مأوى له.
ما يحدث في أفغانستان ليس بالمفاجأة والهدف الاساسي منه هو محاصرة الصين وروسيا، وتصدير الإرهاب للعالم العربي بعد تمكينه بترسانة أسلحة أمريكانية روسية، ولا تعجب عندما تعلم ان روسيا والصين يفهمون تحركات أمريكا والرهان من يسبق الجميع في عقد صفقات من تحت الطاولة مع الارهاب الذي اصبح امر واقع.
مجمل القول إن افغانستان ستكون قبلة للارهابيين من كل أنحاء العالم، مواطنيين ناقمين على حكوماتهم، وبقايا الإرهابيين المشتتين في مناطق بالشرق الأوسط، ودواعش قدامي يبحثون عن قيادة ومنظومة يعملون من خلالها.
هناك فرح عارم بين الإرهابيين في السجون والمعتقلات، بل حتى الدواعش، فرحوا لنصرهم ودخولهم كابول.
التعليقات