من الملاحظ وجود ارتفاع في معدلات (الطلاق) في الأسر العربية؛ خلال العقدين الماضيين ويرجع ذلك إلي ما تعرضت له الأسر من تحولات ومؤثرات! رافقت الحركة الاقتصادية والاجتماعية والانتشار الإعلامي.
وزيادة صور الاتصال الثقافي؛ وما يحمله من ممارسات جديدة وضعت الشباب من الجنسين في تناقض ومواجهة مع التقاليد والعادات؛ التي تحكم عملية الزواج لدي الأسر كالزواج بالاتفاق العائلي؛ وعدم الاهتمام بالفوارق العمرية والثقافية.
إلى جانب الصعوبات المالية وغلاء المهور وطبيعة عمل الرجل والمرأة ؛هذه العوامل خلقت مشكلة حقيقية لتماسك بعض الأسر.
ويتضح من نتائج تحليل عينة دراسة أن نسبة 39% أي أكثر من ثلث المطلقات ؛في عمر أقل من 35 سنة أي أنهن في مرحلة الشباب وللطلاق تأثيره النفسي والاجتماعي؛ فيهن وفي المقابل كانت نسبة 61% فوق عمر 35 سنة.
إلا أن الأعداد والنسب الواردة بالدراسة لا تعد مقياسا دقيقا لحجم المشكلة لعدم شمولية جميع حالات الطلاق؛ وللاقتصار فقط علي المستحقات للضمان الاجتماعي.
ولنا أن نتساءل ما هي الأسباب التي تدفع الرجل للهروب من بيته والتظليل علي عشه هل هو الخلل الاجتماعي؛ الذي أصاب الأسر بسبب الغزو الفكري والثقافي؛ للعادات والتقاليد الغربية التي انتشرت في وسائل الإعلام؟.
أم بسبب عدم التماسك والتلاحم بين الزوجين؛ من خلال ضعف الوازع الديني والشعور الإسلامي لقدسية الزواج؟.
ومن الأسباب التي تؤدي إلى (الطلاق) تطلعات المرأة بعد الزواج التصارع علي مستوي المعيشة ؛ونظرة الرجل إلى أمرآة أخرى؛ خارج المنزل وإهماله لبيته وأولاده .
إضافة إلى ذلك المادة التي تؤثر سلبا علي الحياة الزوجية؛ واستشارة الزوجة زميلاتها أو جيرانها في المنزل.
وهذا يتوقف على نوع العلاقة بين الزوجة والزميلة سواء كانت علاقة تؤدي إلي خراب البيت أو أعماره؛ بسبب التنافر بين الطرفين وسادها البغض والكراهية والخلافات المستمرة لم يكن هناك مفر من الانفصال.
ولابد من الترابط الأسري من خلال الحوار والصراحة بين الزوجين؛ سواء في الأشياء المادية ( مصاريف البيت )؛ والعلاقات الاجتماعية لها دور كبير في العمل علي حل المشكلات الأسرية والبعد عن (الطلاق) .
وأن من أكثر ما يدمر البيوت ؛وعجل بتمزيق شملها هو استخدام كلمة( الطلاق)؛ لما لها من وقع خطير؛ لأن مجرد النطق بها هو نهاية البداية ومؤشر الانفصال الأسري ويفسد الحياة الزوجية؛ ويعرضها للمخاطر ويهدم البيت الأسري.
ويجب أن تكون هناك توعية من جانب وسائل الإعلام؛ وتوضيح ما يخفي عن الأزواج؛ لأن تناول بعض الأمور التي تهم البيت ؛ والتي قد لا يدركها البعض لصعوبتها أو لعدم تناولها قد يمنع العديد من المشاكل داخل بيوتنا .
وأن الزواج عبارة عن مؤسسة قائمة علي معاني الرحمة والسكن؛ والقول الطيب والعشرة الحسنة؛ لأن الزواج كمفهوم ليس مجرد منزل يسكنه زوجان؛ بل هو قبل كل شيء تعاون وإيثار وتضحية.
فالزوجة تستطيع أن تجعل من بيتها جنة؛ يجد الزوج فيها السكينة والطمأنينة ؛ويجب أن تتحلى كل زوجة بالصبر والهدوء لكي تحافظ على زوجها وأولادها .
كذلك يجب على الزوج ؛أن يكون عطوفا بزوجته ومحبا لها ولا يهددها بالطلاق؛ ولابد من ضبط التحكم في الغضب والتحلي بالهدوء؛ واستخدام العقل .
وجميع هذه الأمور إذا تمت مراعاتها من جانب الزوج والزوجة؛ يترتب عليه نشأة أبناء أسوياء .
فالطلاق عادة سيئة في المجتمع؛ وتسبب الكثير من المشاكل بل لها تبعات خطيرة علي الأسر.
حيث يفترق الزوجان ويتشرد الأبناء بين والديهم وتتحول الحياة من لم شمل ورحمة ومودة وهدوء؛ واستقرار إلي شتات وهم وكرب .
وعلي كل امرأة طلقت من زوجها؛ أن تتدارك بعين بصيرة ما كان سببا في طلاقها ؛وما طرق عليها من شقاء وإذا علمت السبب فلابد لها أن تسلك السلوك الطيب ؛ وأن تتعايش هذا السبب حتى لا تقع في نفس الخطأ .
التعليقات