«عليَّ أن أخبرك بما تعلمتُه، أنني أعرف الآن ما يحدثُ للحالمين لا يشعرون بذلك حين يتغيرون يستيقظون ذات يوم يرتدون ثيابهم..ويشعرون بالبرد!»
بهذه المفردات العذبة استطاعت (لويز) أن تصف حال الحالمين ومعاناتهم من خلال مجموعتها الشعرية ( عجلة مشتعلة تمر فوقنا). (لويز جليك) التي طارت الأخبار في عام 2020 مُعلنةً عن فوزها بجائزة نوبل في الآداب.
فمن تُراها تلك السيدة الأمريكية التي استحقت الجائزة من وجهة نظر الأكاديمية العريقة؟
ولدت (لويز جليك) في الثاني والعشرين من أكتوبر لعام ١٩٤٣م في مدينة نيويورك لأبويين يهتمان بالأدب والكتابة، إذ كان والدها يطمح في أن يصبح كاتبًا.. بينما تلقت والدتها تعليمها العالي في كلية (وليسلي) المرموقة، مما حدا بوالديها للاهتمام بتنشئتها منذ الصغر علىٰ محبة القراءة ودفعاها لمطالعة عيون الكتب في الأدب العالمي، هذا الاهتمام الذي أسهم في تشكيل وجدانها وساعدها على الكتشاف المبكر لذاتها الشعرية.
لم تحظ شاعرتنا بمراهقة مستقرة، إذ واجهت (لويز) أحد أكبر أزماتها عندما أصيبت بمرض (فقدان الشهية العصبي) وكان لزامًا عليها أن تواجه هذه الأزمة حتىٰ تتمكن من إكمال مسيرتها التعليمية، فاضطرت لترك مدرستها لفترة حتىٰ تتمكن من العلاج النفسي، العلاج الذي استمر سبع سنواتٍ كاملات! ونتج عن طول مدته أن لويز لم تستطع الالتحاق بالجامعة!
لكن شاعرتنا المثابرة لم يفقدها اعتلالها النفسي حماسها، فالتحقت بدورة شعرية في كلية سارة لورانس في الفترة من عام ١٩٦٣ حتى عام ١٩٦٥.
فيما بعد قامت هي بتعليم الشعر في جامعة كولومبيا.
خلال مسيرة جليك الشعرية، حاولت دومًا تجسيد المعاناة الشخصية من خلال صور متعددة فتكلمت عن أشياء مثل ( الولادة، الصدمة، الألم، المعاناة)، واستطاعت أن تصورها بشكل مركز وبسيط، وتميز أسلوبها بالتركيز علىٰ أبسط المعاني في الحياة اليومية..
في عام ١٩٦٨ نشرت لويز أول ديوان شعري لها، وسرعان ما ذاع صيت كتاباتها وصار لشعرها مريدون كُثر.
حصلت لويز جليم علىٰ جوائز عالمية مثل:
١- جائزة البوليتزر عام ١٩٩٣.
٢- شاعر الولايات المتحدة عام ٢٠٠٣/ ٢٠٠٤.
٣- جائزة الكتاب الوطني عام ٢٠١٤.
هذا، وبالإضافة لدواوينها الشعرية الكثيرة فهي تعمل أيضًا كأستاذة للغة الإنجليزية بجامعة (ييل)
ومن هذه الدواوين الشعرية نذكر بعضها مثل: (انتصار أخيل، أرارات، عجلة مشتعلة تمر فوق رؤوسنا، والسوسن البري).
لقد استطاعت لويز أن تحقق معادلة صعبة من خلال وصفها الدقيق لتفاصيل الحياة اليومية مُصوّرةً بنصوصها المعنىٰ الدقيق للألم والمعاناة مازجةً -ببراعة- تلك المشاعر بالأمل والرغبة في الاستمرار في الحياة.. ولذا تعد (جليك) من أهم شعراء الولايات المتحدة الأمريكية التي استطاعت بلغتها السهلة الممتنعة وأسلوبها الخالي من الوعورة والتعقيد أن تكتسب محبة قطاع كبير من مواطنيها، مما أهلها -عن استحقاق وجدارة- لنيل أعرق جائزة أدبية عن العام المنصرم.
التعليقات