(ابنك غبي جداً، فمن صباح غد لن نُدخله المدرسة) تلك الكلمات تلقتها والدة توماس إديسون كما تؤكدها عدة روايات وكيف حملت والدته على عاتقها مهمة تعليمه بالمنزل، وذلك لرفض المدرسة دخوله إليها وكيف أخفت عن إبنها مضمون الرسالة بل قامت بدفعه الى الأمام بتذكيره أنه عبقري ويحتاج إلى َمدرسة تتناسب مع عبقريته وأن تلك رسالة المدرسة إليها وأخفت الرسالة السابق ذكرها ولم يكتشفها إلا بعد وفاة والدته.
فى حياتنا من يملك روح الدعم والطاقة الايجابية من يؤمن بنا ويدفعنا للأمام مثل والدة توماس والتى مدت يدها لإبنها ووقفت خلفه بإيمان ويقين أنه يستطيع وهناك من يبخل علينا بكلمة تشجيع أوالإيمان بما نملكه من قدرات مهما كانت خفية ولا يجتهد حتى ليساعدنا على إظهارها من مكمنها مثل ُمدرسة العالم الشهير الذى غير العالم.
أجد التشابه الكبير بين هؤلاء المحبطون والقتلة المأجورين فالقاتل المأجور لا يعرف ضحيته ولا يعلم عنها شيئا تأتيه الأوامر بقتل هذا أوهذه ولا يفكر سوى فى المطلوب منه وتنفيذه واستلام المبلغ المتفق عليه.
المحبطون لنا والساحبون لطاقتنا الايجابية مثل هؤلاء القتلة المأجورين لايعلمون عنا شيئا ولا يجتهدون ليتعرفوا علينا وعلى أحلامنا بل ولا يجدون أى بارقة أمل فينا فقد يجتهدون فى إحباط أى محاولة لتحقيق أى إنتصار ولو صغير يدفعنا خارج الكهف المظلم.
المحبطون قد تجدهم فى دوايرنا القريبة أو التى تكاد تقترب منا أو تلتقى بهم فى لقاء نظمه القدر ، تجدهم يسخرون من إختياراتك التى لو كانوا مكانك لما قاموا بها وذلك لظنهم أنكم متشابهون!
تعليقاتهم لا تحتكم إلى سؤالك عن أهدافك فى الحياة ولا عن أسباب التغيير الذى حققته مؤخرا بل تجد السؤال منطلق تحت عنوان ( يعنى هتبقى إيه فى الاخر ؟) سؤال سخيف يفكر بمنطق نهايات الطرق والأهداف وقتل للأحلام وكأن النهاية لوحة يرسومونها بأيديهم ولا تملك أنت فيها شيئا.
يتناسى هؤلاء قتلة الأحلام أن الشغف بالأشياء واجب وحق وأن الحياة بدونه كأنها الموت إكلينكيا وكيف يعيش بيننا أموات يمشون على الأرض بروتين يومى مملل وقاتل ويبحثون بأعينهم عن بارقة أمل لتحقيق هدف قد لا يتوافق مع أغلبنا ولكنه حلم لهم ينتظرون فقط إشارة التفاؤل ليغامروا ويجربوا لعلهم ينجحون وأضعف اإيمان لا يندمون أنهم حاولوا ولم تفلح تلك المحاولات يكفيهم شرف التجربة.
تغيير الوضع المهنى للإنسان العربى تحديدا معقد كثيرا تحكمه إعتبارات إقتصادية وإجتماعية ويواجهه مقاومة من المجتمع غير عادية وإذا كانت إمرأة فياويلها إذا حاولت أن تكسر المحاط بها من أفكار وتكسر قاعدة المنطق والمعتاد وتجد أمامها بدلا من القاتل العديد من القتلة المأجورين لا يعلمون عنها شيئا فقط يكسرون شراع الأمل فى قلبها ويحطمون الأحلام التى تسبح فيها ليل نهار.
وهنا يجب أن نقاوم هؤلاء بالثقة واليقين بما نريد بالإبتكار فى الجمع بين ما نرغبه وماهو ممكن وماهو متاح وكيف نحقق أحلامنا بالإستغناء قليلا عن بعض الأشياء والتعلم المستمر بكافة السبل حتى نتجاوز التحديات التى حتما سنواجهها.
يجب أن نتمسك بالأبطال فى حياتنا،أصدقائنا المؤمنين بما نملكه من قدرات والراغبين فى رؤيتنا سعداء أصحاب الأيادى الممدودة دوما بالدعم والتشجيع من يمثلون شاطىء الأمان الذى نلجأ إليه حينما تهتز الارض تحت أقدامنا ونحتاج إلى حضن الواقفين خلفنا لنستريح ولو قليلا لنلتقط الأنفاس. لنكمل ما بدأناه
لنحقق حلما مهما بدا صغيرا لكنه حلم ويالا جمال الأحلام حينما نملك اليقين أننا نقدر وأننا نستطيع.
التعليقات