احتارت في حكمة الله في سعادة من ظلمها وبكت بحرقة كيف يعيش حياته متنعم رغم ظلمه لها.
ذلك الفتى الذي يتحسر على حياته وضياع عمل أنهك قواه ليجني ثمرته ولم يجد صدى ولا تقدير وإذا تمعنت قليلا تجد تلك النماذج وأكثر ممن يتعجبون أو يتخيلون صمت الإله عن ظلمهم وكأن الله لا يسمعهم، تجد من يموت إكلينيكا للغدر الذي تعرض له سواء معنويا أو ماديا.
إذا بعدنا نظرنا عن الصورة الضيقة التي تخفي الكثير من التفاصيل نجد أن تلك الفتاة الجميلة التي لم تجد شريك الحياة رجلا وطعنت منه في مقتل ولم تلتفت لهذا العمل الذي أتى إليها مهرولا ولم تشعر بطعم النجاح في عملها الذي يتوافق مع شخصيتها وفقدت الأحساس بزملاء العمل المحبين لها.
لم ترى سوى الطرف الآخر واختارت عقابه من الله بشكل معين يتفق وجرحها لم تشعر أن العدل الإلهي تجسد في منطقة أخرى قد لا يصيب الذين يؤذوننا ولكنه يفتح لنا أبواب الرحمة ويزرع شجرة الأمل بنوافذ حياتنا ورغما عن ذلك أبينا أن نرى الثمار ومازلنا نلتفت للشجرة العقيمة التي اخترناها ونتمنى موتها كل يوم.
هذا الفتى الذي لم يلتفت إلى فرص أخرى أصبحت تطرق بابه ليغير مسار حياته ويحول حياته للون آخر وشكل جديد ما زال يبكي ويتحسر على مشروع أُخذ منه بسيف الحياء وتجد أن الآخرين يرون الصورة بكل تفاصيلها وهو يأبى أن يلتفت لهم ينتظر وينتظر عقاب ومرض وزوال نعمة لمن أذاه ولا يلتفت للنعم التي تنهال عليه ليراضيه الله بعدله الإلهي.
الضربة التي قصمت ظهر هؤلاء وهؤلاء وصاروا سجناء للعدل من وجهة نظرهم لدرجة تدخلهم أحيانا في مشاعر للتشفي ويسود الغل والحقد وتجد أن نفسك صارت مسخا مليئا بالنقط السوداء التي توسعت وافترشت قلبك ليكون مسكنا لها وأن روحك الجميلة صارت شبحا لا تراها.
لهؤلاء ولنفسي أذكركم بالعدل الإلهي الأعدل والأشمل الذي يسوقونا للمنطقة البيضاء ليحافظ على سلامنا النفسي يقدم لنا كل يوم هدية من السماء وتجد روحك الحبيسة التي تتخبط بين جدران الازمة وتعيش على دماء جرحك تجد أن هناك نافذة صغيرة بها شعاع من الإمل إذا لم تطير إليها مسرعا أغلقت وصرت حبيسا لذاتك الجريحة.
العدل الإلهي ليس له علاقة بمقاييس البشر إنه الله الرحمن الرحيم وحده من ينتشلك من الإبتلاء ليعينك على تجاوزه ويقدم لك النجاح بصور أخرى، فلنستشعر تلك النفحات والإشارات ولننتظر تفسيرًا لما يحدث لنا ربما غدًا قد نجد له أجوبة ونسترد عافيتنا بيد الله وعدله الإلهي.
التعليقات