من أجمل لحظات الأطفال من زمن بعيد غدا حلما الآن كان الكرسي الصغير أمام العجلة والمخصص لجلوسهم عليه وكيف كان هذا الكرسي المتناهي الصغر كأنه الدنيا وما فيها وتصير الحياة كالطائر يسبح في سمائها بكل الحرية التي تجملها ابتسامة الطفلة داخلي هكذا كنت أنا مع والدي ورفيقي كرسي العجلة الذي كان يتم الاهتمام به بالتنجيد والمواظبة على إصلاحه فتلك اللحظات التي كنا نعيشها معاً كانت كالرحلة لا نود انتهائها ولكن لها محطة وصول إجبارية وكبرت على هذا الكرسي الصغير ولكن مكانته داخل قلبي لم تقل يوماً ولكنا استبدلناه بأرجلنا نسير معاً يدا بيد مقود العجلة وكنا نخرج من موضوع لتسعفنا الكلمات التي لا تنتهي بالكثير من الحكايات لم أمل ولم يهملنى يوماً هذا الرجل وصارت حياتنا من مرتبة الطفولة والدلع إلى مرحلة النضج والحديث عن ميزان الحياة وكيف نتوازن مع تلك الدنيا التي لن تعطينا إلا القليل وكيف يجب علينا أن نحمده عليها ونشكره دوماً وجاءت لحظة الفراق لتلقى العلم كما كانت صعبة تلك اللحظة عليه ولم اشعر به وقتها ولكن عند أول لقاء بعد غيبة شهر كاملاً كم عرفت ماذا فعلت لهذا الرجل وكيف عذبته بدون قصد وأنا في حضنه وتمسكه به داخل قلبه بشكل لفت الأنظار إلينا وطرحت الأسئلة من هذا والاستنكار كيف أن تكون علاقتها بوالدها بكل تلك الأريحية والصداقة كيف طار بي كما يطير العاشق بحبيبته بعد غيبة وغربه كان هذا الرجل يملك عينين تتحدث بقلبه ولم استنكر يوماَ دموعه فقلبه الرقيق كان لا يحتمل الفراق وكيف بفراق ابنته التي اتخذها صديقة ولم يخجل يوماً أن يحدثها بمكنوناته أو يبكي أمامها ولم تخجل تلك الفتاة الجامعية أن تحدثه عن هذا وذاك من رفقائها بدفعتها الإعلامية يالله هل تتخيلون كيف بكى هذا الأب يوم زفاف ابنته كيف تخفى أمام مسكنها ليراها للحظة الأخيرة ومشاعره التي اختلطت بين الفرحة والخوف والحزن والترقب كيف سيعاملها هذا الرجل ؟ هل أحبها مثلى ؟ كيف سيترفق بها ؟ هل سيبكيها يوماً ؟ وسارت حياتي مثل كل البنات ولكنها تختلف عن أمنياته فابنته يجب أن تختلف هوا يراها مختلفة متميزة تملك التحدي والطاقة ولكنها لم تدرك ذلك إلا بعد رحيله بكل آسف فكانت يده وهى تربت على يدها قبل اللحظات الأخيرة وكأنه يقول لها أنى راحل لا تحزني، وكيف لا احزن على صديقا رحل ولم أدرك قوته في حياتي بهذا الشكل لا يدرك الكثيرون من حولي أنى أعمل وأنجح من أجله وأتخيل أنه يعرف ويشعر بي وأنه معي وأنا أتسلم تلك الجائزة أو يسير معي وأنا أطير فرحة بنجاحي هنا أو هناك وأنى لم انسي يوماً يده وهى تربت على يدي ومنديله برائحته يسكن جوار قلبي . لايدرك الكثيرون عمق تلك العلاقة التي تجعلني احن يوماً بعد يوم إلى هذا الكرسي الصغير لأجلس عليه وأجوب الدنيا طائرة بين يديه لا أحمل هماً ولا حزناً وأتخفف من تلك الدنيا كم انتظر تلك اللحظة التي تأخذني إليه لنسير معاً ولتشهد دموع قلبي أنى لم أنساك يا أبى يوماً وان كان في أشياء جميلة تعجب الناس فهي منك أنت ويكفى أنى ملكت تلك العينان ليس بلونهما ولكن بنبض قلبك والذي يبكى بهما طول الوقت بدموع خفية لا يرها سوى ربى . رحمة الله عليك وعلى كل أب كان صديقا وقريبا لأبنائه فأثر فيهم وأوجد للدنيا أناس مختلفين متزنين يعيشون بالطاقة القادمة من هؤلاء الآباء .
التعليقات