الكاحول هو شخص يتقمص هوية الآخرين قانونيًا، يوقع الأوراق الرسمية، ويتحمل المسؤولية الرمزية بدلًا عنهم، بينما يتهرب الشخص الحقيقي من الملاحقة القضائية. فهو يقوم بدور الوكيل السري أو البديل القانوني،
وفي هذا العمل، لا يأتي العنوان مجرد تسمية، بل يُشكِّل رمزًا مكثَّفًا للازدواجية والتلاعب وتضحيات تُقدَّم مقابل ثمن. فقد تمدّد حضور “المرتزقة” – كما تكشفه الرواية – ليشمل أولئك الذين يقومون بأدوار وظيفية بالنيابة عن أفراد وكيانات، بل وعن دولٍ كاملة، سعيًا لتحقيق مصالح غير مشروعة تُصادر حقوق الآخرين، وفي مقدمتها الحق في العيش بأمان وكرامة.
(وقد تم تعريفه في الرواية هو شخص يتم تستيف الاوراق باسمه وكل المخالفات والمشاكل مع إدارة الحي ثم يأخذ مبلغا من المال متفقا عليه ويختفي بعد أن يتم البناء ويكون قد قام سلفا بالتوقيع على بيع العقار وكل شيء طبقا للقانون المهم ألا يعرف له عنوان)
الإهداء
عندما يقول "إليكم" هو يتحدث إلى كل راغب في الاطلاع على فكره وإن خالفه، إلى القارئ، إلى كل من مر بحياته ولو عابر سبيل، هو لا يهدي عملًا لشخص بعينه، بل يهدي أفكاره وقناعاته وخبراته من خلال ما قدمه من أعمال سابقة يستعرض رحلته من الطفولة والمعاناة، إلى مواجهة التاريخ والمجتمع والسياسة، وصولًا إلى عرض رؤيته للأفكار والتجارب الإنسانية.
يقدّم نفسه للقارئ كمرآة متعددة الأبعاد، ليتيح لكل واحد منا رؤية انعكاسات هذه التجربة عليه، ونصبح جميعًا جزءًا من مشروعه الفكري لفهم عالم "الكواحيل".
استخدام لفظة "كواحيل" بالجمع بدلاً من ذكر اسم العمل "الكاحول" مباشرة، كما فعل في الأعمال السابقة، يجعل الاسم رمزيًا ومفتوحًا للتفسير.
فالكاحول ليس مجرد اسم، بل فكرة أو حالة شعورية وفكرية، كل قارئ يشارك فيها بجزء من التجربة كشاهد عليها أو بكونه فاعلا أساسيا كأحد "الكواحيل
- وقد اخترت المنج التاريخي في تحليل النص لسببين:
أولًا: لأن الكاتب نسج شخصياته وأحداثه داخل خيوط السياق السياسي لكل حقبة، فجاءت التحولات السياسية جزءًا عضويًا من مسار السرد، تؤثر في مصائر الأبطال وتشكّل دوافعهم وتوتراتهم الداخلية.
ثانيًا: لأن البنية السردية للرواية يغلب عليها الحضور الكثيف للتاريخ؛ إذ يُكرَّس الفصل الرابع بالكامل تقريبًا لقراءة سياسية صريحة، كما تتوزّع أحداث يناير وما تلاها على أكثر من فصلين ونصف من أصل خمسة، مما يجعل الحديث عن التاريخ والسياسة محورًا لا يمكن تجاوزه.
والمنهج التاريخي: يبحث في الظروف التاريخية التي أفرزت العمل الأدبي وكيف أثرت على تكوينه الداخلي، فصار السياق التاريخي هو العنصر المؤثر في الحبكة، وهناك مستوى آخر من المنهج التاريخي يبحث في نسب الأعمال لأصحابها الأصليين، ويشتغل هذا المنهج من الخارج إلى الداخل وتناول النص من خلال الظروف التاريخية الخارجة عن النص.
عناوين الفصول ودلالاته
الغرفة الثالثة: وهو عنوان الفصل الأول، فهي ليست مجرد مساحة ضيقة في بيتٍ مكتظ، بل هي الشرارة التي أطلقت سلسلة الأحداث كلّها. فبدل أن تصبح ملاذًا أرحب لأسرة تستعد لاستقبال طفل جديد، تحوّلت إلى نقطة انكسار؛ منها تشتّت شمل العائلة، وافترق أفرادها عن دفء البيت الذي كان وطنهم الأصغر، قبل أن ينسحب هذا الشرخ على وطنهم الأكبر ومعناه.
هذيان العشب:
في هذا الفصل يعلو صوت الوهم، ويتجسد الهذيان عبر "العشب"؛ حيث يتداخل عالمان من الهذيان؛ فهناك شلة المدمنين الذين يتعاطون المخدرات، ومن بينهم البطل نفسه، حيث يغرقون في ضباب يجمّل القبح ويؤجل المواجهة. وإلى جانب هذا العشب الذي يُفقد الوعي، يظهر عشب آخر اخترعته فاكيهة و تروّج له حميدة الدلالة، تزعم أنه قادر على منح النساء القدرة على الإنجاب، فتبيع الوهم كما لو كان دواءً مقدسًا. وبين هذيان المخدر وهذيان الخرافة، تتكشف طبقات مجتمع يقتات على الوهم، ويبحث في السراب عن خلاصٍ لا يأتي.
الحقيبة السوداء: فصل يحمل عنوانًا لحقيبة، لونها وحده يمهّد لظلام محتواها: بضائع سوداء، وأفكار أشدّ سوادًا؛ حلم الثراء السريع عبر طرق غير مشروعة. تصبح الحقيبة رمزًا لسقوط البطل الأخلاقي، حتى تغدو ثروته الوحيدة، وملاذه من صداع الحياة ومن ذاكرة لا تكف عن قرع رأسه بجراحها.
صخب الأفكار: الفصل قبل الأخير يحمل داخله معتركًا داخليًا وخارجيًا، فيه يحلل الأبطال الأحداث، ويتجادلون دون أن يبلغوا نتيجة. مناظرات تتصادم فيها الرؤى، لكنها لا تنجب يقينًا، بل تكشف هشاشة الحوار حين يغيب المنطق، ويسود الصوت الأعلى على حساب الحقيقة.
فتنة الأصداف:
هنا تتكلّم الأصداف؛ تغوي، وتستر، ثم تُعرّي. في هذا الفصل، تنكشف الطبقات المخبأة للشخصيات والأحداث، وكأن البحر نفسه يرفع غطاءه ليظهر ما أخفته الأمواج طويلًا. إنها فتنة كشف المستور، وانعكاس الحقيقة على مرايا لم تعد ترحم.
في الفصل الأول
الغرفة الثالثة
عصام الشريف و هدى المغربي وأولادهم الأربعة ثلاث بنات وسعيد بعد 15 عاما
نبيل علي الشاب الذي يعمل عنده
عم عيد السمسار
لقد كانت رغبة عصام الشريف البسيطة في غرفة ثالثة يستقبل فيها المولود الجديد ذريعةً بدت بريئة في ظاهرها، لكنها قادته من حيث لا يشعر إلى التخلي عن كل ما كان يمثل وطنه الحقيقي. فبينما كان يحلم بجمع أسرته تحت سقف واحد، انتهى به الأمر إلى التفريط في الأسرة ذاتها، وفي دفء البيت، وفي أمان الزوجة التي أُلقيت فجأة في أتونٍ لا خبرة لها به دون حماية.
وحين تخلى هو عنها، تخلى عنها العالم بأسره؛ فصغرت في عين نفسها، وانكسرت كرامتها أمام إغراء المال الذي أصبح القيمة الوحيدة التي تحكم حياتهم. ولأنها تُركت وحيدة، تاجرت بعفتها وسمعة أولادها، تمامًا كما تخلوا هم عن الأب الذي تخلّى عنهم من قبل، فافترقوا كما فرّقهم هو، رغم ادعائه أنه يسعى إلى جمعهم في مكان أرحب يحتويهم،
تركوا وطنهم الأكبر، لكنهم في الحقيقة كانوا قد تركوا وطنهم الأصغر في حضن لم يحتويهم، فكيف تحتملهم جدران خرسانية صمّاء لا حياة فيها ولا دفء؟
اللغة جزلة معبرة
-النص سلس بسيط ينتقل من الماضى للحاضر من الواقع للخيال بمنتهى السهولة تتعدد مستويات التلقي وفهم النص وتأويله
اقتباسات:
-"بجوار النافذة المطلة على الشارع يجلس يحكي لنفسه حكايته خشية أن تتوه ذكرياته، يقفز فوق طفولته، يسافر عكس الزمن.
-يتحدث عن مصر: نيلك صدأ وجيرانك يريدون احالته الى التقاعد في بلادهم
- وعن نفسه: عينك في السماء وقلبك يتدحرج أمامك على الأرض لملمك الشارع وقذف بك داخل شقتك
-راحت هدى المغربي تمسح بعينيها الشوارع.. عيناها الواسعتان تبتلعان المدينة
تحولت عيناها الى فم يبتلع المدينة لتسكن داخله وتتشربها وتصير جزءا من كيانها لا يمكن الانفصال عنه
منحدر السقوط لهدى: للبحث عن عمل اضافي لشراء مزيد من الاحجار الكريمة والعيون النهمة تنصب لها الشباك فتلبي طائعة وكلما زاد الرصيد زادت النشاط وقلت الامور صعوبة على نفسها
تقول: هل رأيت الجنة يا زوجي العزيز؟ انا رأيتها هنا. الجنة نزلت من السماء الى الارض غير ان جنة الارض يسكنها الشياطين
- ويقول: النيل ينتحر كل يوم في البحر، لا.. النيل يغتسل من التلوث ثم يعود مرة أخرى.
وكما تاه هو وزوجته وأولاده عن بعضهم البعض، ثم عن أنفسهم، في الحياة التي فرضها عليهم دون أن يلتفت إلى كلفتها، خشي أن تضيع ذكرياته أيضًا؛ فذكرياته وحدها كانت المرآة القادرة على تذكيره بذنبه، وبسهولة تسليمه زوجته لِشقاءٍ كان من حقه هو أن يتحمّله عنها، كي يمهّد الطريق لأحلامه.
ظن أن كل شيء سينقاد لخُطته، وأنه ثابت في مكانه يوجّه العالم من خلاله، لكنه لم يدرك أن الثبات لا يعني الصواب، وأنه كان واقفًا في الموضع الخطأ تمامًا. فتاهت ذكرياته، وضاع حاضره حتى غدا بلا معالم، وتشوش المستقبل أمامه كأفقٍ غائم، بعدما وجد نفسه خاليًا من أحلامه، ومن أسرته… زوجته وأولاده.
فحين يقول: "فتاة اختزلت كل نساء العالم فيها، تزوجنا، السعادة تسكن بيتنا (الصغير)، الصغير.. هي مشكلته الوحيدة رغم أنها كلمة عابرة، حتى أنجبنا الولد الرابع على ثلاث بنات لابد للوافد الرابع من غرفة ثالثة. وهي المشكلة اللي حركت الاحداث
حيث سعى جاهدًا إلى اقتناص فرصة عمل في سوقٍ يضيق بالمعروض ويتزاحم فيه المحتاجون، ثم خاض رحلة شاقة لاستخلاص أوراق القرض من البنك، تلَتها رحلة أخرى لا تقل إنهاكًا لترخيص دكان يستأجره لبيع الأجهزة الكهربائية، حلمًا بربح وفير يعيد التوازن إلى حياته. لكن الضرائب والتأمينات ومتطلبات التراخيص والأمن الصناعي استنزفته حتى أُغلق المحل، فعاد مثقلًا بالديون، يعمل فقط ليُسدّد ما تراكم عليه.
وحين ضاق به الحال، بات يعيش مع أسرته على راتب زوجته، مدرسة الجغرافيا، في المدرسة نفسها التي يدرّس فيها المواد الاجتماعية… وكأن الحياة أعادته إلى نقطة البدء، لكن مُحمّلًا بثقل واقع لم يختبر نتائجه من قبل لقلة خبرته وعدم التأني في دراسة مشاريعه قبل البدء فيها وهي المشكلة التي تتكرر دائما معه رغم نتائجها الكارثية عليه.
وتم الطلاق في 28 يناير 2011 وقت المظاهرات، يوم جمعة الغضب، هو تمرد على المستوى الشخصي والعام ، فصار يوزع الدعاوى لمزيد من المظاهرات، بينما جلس عم عيد على مقهى الفردوس في شارع فكيهة
الفصل الثاني ص 28
هذيان العشب
الشخصيات ودلالة الأسماء:
حسين النجار: والد فكيهة
المعلم ابراهيم الصعيدي: اسم يجمع بين قوة الجسد وجبروت الشخصية؛ "الصعيدي" يحيل إلى الصلابة والمهابة لأهل الصعيد، وكأن الكاتب يستدعي في شخصية واحدة إرث الجنوب القائم على التحمل، و"الونش" يرمز إلى القدرة على الحمل والسيطرة. أما زواجه من فكيهة كزوجة ثالثة فيشير إلى نفوذه الاجتماعي واتساع سلطته داخل عالمه الشعبي.
حميدة الدلالة: تمثّل الأداة الإعلامية المزيّفة التي تصنع هالة وهمية حول سلعة أو شخص، فتروّج للأكاذيب وتُجمّل القبح، لتصبح رمزًا للخداع الذي يصنعه الخطاب الشعبي حين يتواطأ مع المصلحة.
توحة بنت اسماعيل البقال زوجة المعلم شحاتة الدوغري صاحب مقهى الفردوس انجبت ولدا يشبه حنبوطة اسمه
رزق شحاتة : اسمه وحده يحمل المفارقة كلها: فهو «رزق» جاء إلى شحاتة ليمنحه مكانة الأبوة، لكنه رزقٌ مُلتبس النسب، إذ تشي ملامحه القريبة من حنبوطة بأن العشب المزيّف هو الأب الحقيقي لهذه المعجزة الزائفة.
بهذا يصبح الاسم رمزًا للرزق الذي يأتي مشوّهًا، وللوهم الذي يتنكّر في هيئة نعمة بينما هو ثمرة خداع ودجل لا أخلاقي..
الشلة التي تجلس على المقهى تتعاطى المخدرات
1- الأسطى حنفي جمعة صاحب ورشة ميكانيكي
2- الأستاذ علي فتح الباب المحام :له دور في توفير الكاحول، ثم إلقاء التهمة على عصام الشريف بعد فراره، وهو من يفتح الباب للنفاذ من كل الثغرات القانونية وبيده مفاتيح كل المخالفات التي تجعل المستحيل قانونيا، ممكنًا.
3- خميس البسيوني صحفي طويل القامة في العقد الرابع من عمره دائما متوتر لا يجلس في مكان واحد
4- سعد عمارة أبو مرزوق مدرس تاريخ وعضو سابق بالحزب الوطني من الشيح زويد توقف عن شرب الحشيش، حضوره متقطع يأتي ليجلس مع أصدقائه، يحمل وجهة النظر التي رفضت أحداث يناير بعدما تسببت فيه من سلبيات مريعة على كل المستويات.
5- فتحي محمد مهندس كومبيوتر، الشهير بفيسبوك
6- صلاح القاضي: يساري يتنقل من حزب إلى آخر موظف بالإسكان،غير راض عن الاوضاع السياسية والاقتصادية، مع ثورة يناير ويرى في نفسه صلاح الفكر والرأي، ويقمع الآخر المخالف بصوته العال ، فهو القاضي والجلاد في آن واحد.
7- الحاج عبد الله زينهم تاجر ملابس وخردوات بالموسكي يرتدي جلبابا وتعلو رأسه طاقية صوف تفوح منه رائحة العود
8- فاروق دربالة طبيب أمراض نساء وولادة له عيادة في باب اللوق يعمل في بعض المراكز الطبية ويرتدي بلوفر وقميص وبالطو غامق لا يعلم شيئا عن النخوة أو أخلاق المهنة، بل أجزم أنه لم يقسم قسم بقراط ويعرض صور مخله له مع النساء اللاتي يترددن على عيادته
9- حسين مرعي عضو حزب الوفد
10- عبده منير عضو في الحزب الوطني الديمقراطي
يعرض الكاتب شخصيات الشلة كنماذج تمثل شرائح من المجتمع يجمعها الفساد وتعاطي المخدرات، بما يتناغم مع عنوان الفصل ويبرز الهذيان الجماعي الناتج عن الوهم والخداع.
كراوية صبي المعلم شحاته يدير المقهى وتزوجته توحة فيما بعد وانجبت من ستة اولاد
الأسطى حسين المنزلاوي سائق بهيئة النقل العام وصاحب المنزل الذي يشغل المقهى الدور الأرضي،يتنشق هو وزوجته الدخان الرمادي المنبعث من المقهى من خلال تندة وشفاط قام بتركيبهما لجمع الدخان المنبعث من المقهى.
عبده حنبوطة صبي المعلم ابراهيم. ضخم الذراع يستطيع جذب سيارة نقل بمفرده يعمل مقابل وجبة من فتة الكوارع، لا يعلم أصله لكن تشي ملامحه انه من الصعيد
حسين مخلص المزور الشهير بالنسر: مفارقة دلالية في اختيار الاسم ،فمخلص هو المزور وشهرته "نسر" حيث يزور الأوراق بأختامها الرسمية.
باتعة صديقة حنبوطة بدينة ومنكوشة وترتدي الشوال هائمة على وجهها مثله
أما قصة شارع فكيهة منذ بداية الستينيات، وكان اسمه شارع الخولي هو أثر للسياق السياسي التاريخي على مجرى السرد.
فأزمة السكن بدأت حين قرر عبد الناصر تخفيض القيمة الإيجارية وأصبح ليس من حق المالك اخراج الساكن. وهو من أثر السياق التاريخي على الأحداث والأحوال الاقتصادية والاجتماعية.
ثم تفاقمت الأزمة في زمن الانفتاح، وزيادة التطلعات، وفي أواخر التسعينيات ظهر قانون الإيجار الجديد، فعاد الاستثمار في الإسكان فزاد سعر الأراضي وارتفعت قيمة العقارات فتحول عم عيد من الحلاقة للسمسرة وحقق مكاسب كثيرة
ونرى جد فكيهة بنى بيتا وسد به الزقاق المتفرع من شارع الخولي المؤدي إلى شارع عبد العزيز فبدلل من أن يثور الناس هليه ويمنعوه، أسموا الزقاق بزقاق السد، وللأسف سياسة الأمر الواقع هي السياسة التي يفضلها الناس في مجتمعاتنا.
والد فكيهة حسين النجار يعمل في تجارة العطارة في الغورية يبيعها على عربة كارو
ابراهيم الصعيدي يرمق الشيخ بعينيه ليجد له مخرجا رسميا قالها بصوت متقطع بعد أن قال بحزم أن المحلل محرم شرعًا، حتى الفتاوى تتعرض للتحريف والشيوخ للابتزاز.
صفقة مع حميدة الدلالة لتقدم دعاية عن عشب معالجة العقم عند النساء، هنا هذيان العشب كعلاج وهمي للعقم ، بينما الشلة تستنشق العشب المخدر، وتنفث دخانه المحترق.
وبسبب كثرة المترددين على فاكيهة، اكتسب الشارع اسمها في مشهد هزلي، حيث يُكافأ المخادع بتوثيق اسمه وإطلاقه على مكان عام. كأن شوارع الوطن صارت مُلوَّنة بالدجل والخداع، إذ نجحت فاكيهة في نزع اسم شارع الخولي ووضع اسمها عليه، متحدية كل السلطات، لتصبح سلطة قائمة بذاتها بما تروّجه من وهم وخداع
مزيد من السياق السياسي التاريخي المؤثر في الأحداث:
موت فاكيهة في آواخر الستينيات وأوائل السبعينيات، والأوضاع الاقتصادية الصعبة في ذلك الحين، طوابير من أجل قطعة صابون أو دجاجة مثلجة أوالعودة الاسبوع القادم لنفاذ الكمية
تتاجر فاكيهة مع حميدة الدلالة في البضائع التموينية التي تسحبها من الجمعيات التعاونية تكدس الاموال في الصفائح وعاد الذهب يملأ يديها ويأتيها الطعام الى المنزل من الحاتي بدلا من مصمت الريحاني. ثراء عن طريق الاستغلال بالاحتكار وتعطيش الأسواق.
بعد موت فاكيهة واستيلاء حميدة على البيت والأموال، تكمل النشاط ثم يأتي عصر الانفتاح وتحول النشاط ،وتنشئ شركة حنبوكو لاستيراد الاجهزة الكهربائية والمواد الغذائية ويصبح اولادها الشرعيين وغير الشرعيين رجال أعمال وموظفو الضرائب والصحة والجمارك، هو عصر ساد فيه الأفاقين واللصوص والمستغلين وكثر فيه الكواحيل،
حنبوطة: يهيم على وجهه كأحد الدراويش المتأملين، يتردد على موالد المشايخ والعارفين: سيدي الرملي، ابن مسعود، الجيشي، أبو الريش، سيدي إبراهيم الدسوقي، والسيد البدوي. ما يجعل من حنبوطة شخصية تائهة بين الدنيوي والروحاني، تبحث عن الانتماء والطمأنينة في عالم مضطرب
كان حنبوطة كاحولًا متعدد الأوجه: مرة كمحلل وزوج بديل، ثم كشريك لفاكيهة في ترويج “عشب الإنجاب الزائف”، وأخيرًا استُغل اسمه دون علمه لصالح شركة حنبوطكو في زمن الانفتاح، مما يعكس تعدد وجوه استغلاله في سياقات مختلفة.
بعد 25 يناير وغياب الأمن لم يعد هناك حاجة للاختباء من السلطة الغائبة فاصبح تعاطي المخدرات في الشوارع والبناء المخالف لا يحتاج إلى كاحول
وينتهي الفصل بالعثور على مشترٍ للشقة، في مشهد يبدو عابرًا، لكنه يحمل في عمقه مُحاكاةً موضوعية مُرّة: بيع الوطن نفسه لمجهولين، تمامًا كما تُباع الشقة لمن لا نعرفهم، بلا جذور ولا انتماء.
الفصل الثالث ص55
الحقيبة السوداء
تعاطي الحشيش أصبح الآن في المقهى، وصور الرئيس مبارك تنزل من على الجدران بعد سنوات لم تبرح مكانها.
لا حاجة إلى الكاحول بعد أحداث يناير، فلا محاضر أو مخالفات تحرر والكل يكسر القانون في ظل الانفلات الامني
مظاهرات تتحرك أمام المبني تنادي بشعارات عيش حرية عدالة اجتماعية فقد قطع عيش الكاحول ليزداد المعلم ثراء فلا عدالة اجتماعية ولكن تحققت الحرية، حرية الخروج على القانون المنظم والانحياز لقانون الغاب.نتيجة للظروف الراهنة التي تغيب فيها الرؤية المستقبلية واصبح كسر القانون وعودة العمل به احتمالان قائمان بنفس القدر، فليأخذ الكاحول نصف ما اتفق عليه
وقول: "نقسّم البلد نصفين" ليست مجرد عبارة عابرة، بل ومضة كاشفة تُجسّد شكل المرحلة وتفضح جوهرها. فالكلمة التي تُقال للاتفاق على نصيب الكاحول، تتحوّل في بعدها الرمزي إلى مشهد للوطن العربي نفسه: فوضى تُمهّد للتقسيم، وغنائم تتقاسمها الفئات الفاسدة، حتى يصبح الوطن كله لقمة سائغة في أفواه الطامعين والمتربّصين.
"حينما سحب أول نفس، أزاح الحشيشُ الذكرياتِ المؤلمة جانبًا؛ فالاولاد — في خياله — يعيشون عيشة رغدة. خدّر عقله ليقبل الواقع البائس الذي كان هو ذاته أحد صانعيه، وليقنع نفسه بأن ما آلت إليه الأمور هو الخيار الأمثل. وهكذا فعل ثوارُ الخريف العربي؛ لم يدركوا من أين تُصاغ الشعارات، ولا من يوجّه المسيرات، ولا من يتحكم في بوصلة الفعاليات. كانوا يظنون أنهم يصنعون الخلاص، بينما كانوا يُساقون — دون أن يعلموا — نحو الخراب."
إذا رغبتِ، أُعيد صياغتها بلغة أكثر شاعرية، أو أكثر أكاديمية، أو بحدّة خطابية أكبر.
استخدم الكاتب محمد اللبودي عناوين الأخبار ومراجعة ما تم نشره على المواقع كمخرج ليسرد لنا كمًا هائلًا من الأحداث؛ دون أن يتسرب إلى القارئ الملل أو يعترض على الأسلوب
"المتظاهرون يفترشون أرض التحرير أمام جنازير الدبابات" جملة بسيطة لكنها تلخّص المشهد كله؛ فالجيش يتولى دور الشرطة في الداخل من دون أن يتخلى عن مهامه الحدودية، كاشفًا حجم الانفلات الأمني المُفتعَل بعد تغييب الشرطة لإشاعة فوضى «خلاقة» لا تخلّف سوى المسوخ في ظل تهور البعض وجهل آخرين وخيانة المتربصين. وفي الوقت نفسه تكشف الجملة انحياز الجيش لشعبه؛ فالناس ينامون مطمئنين أمام دباباته، في رسالة واضحة للعالم: مصر ثابتة، مؤمَّنة، وستعبر أزمتها لأن يد الجيش في يد شعبه.
"العالم اختزل في مصر ومصر اختزلت في القاهرة والقاهرة اختزلت في الميادين التي تحولت إلى سوق تجاري لهجات متعددة ولغات أجنبية جاءت الى القاهرة فأي ثورة شعب تلك؟ وأين هو الشعب وسط الغرباء والرافضون الجالسون في منازلهم".
بعد يومه الأول مع الحشيش وما خلّفه من صداع مُرهِق، حاول عصام الشريف الإقلاع، فتجنب المقهى يومين. لكنه في اليوم الثالث عاد ليحدّق في شاشة تعرض اشتباكات المعارضين والمواليين – تلك "الأغلبية الصامتة" التي أُسكتت بالتهديد والقوائم السوداء ونعتها البعض بفلول نظام لم يهرب أصلاً. ومع تصاعد التدخلات الإقليمية والدولية، سحب عصام نفسًا عميقًا آخر، هاربًا إلى غيبوبة تقيه واقعًا عبثيًا خطيرًا، لينتهي به المطاف داخل الحقيبة السوداء (ص64): خلاصة ثورة أُريد لها تغييب العقول. حتى اللجان الشعبية التي يفترض أن تحميه سرقت حصته من الحشيش بعدما تسلل البلطجية إلى كل مفصل من مفاصل الوطن الغائب.
وهوعلى يقين بما يحدث لأولاده وزوجته يتخيل المشهد ص66 ليبدأ الجزء الفانتازي في واقعية سحرية سوداء كالكابوس لحال أسرته وحال البلد بأصالتها الغائبة وحضارتها النازفة تحت انقاض الشعارات الخرساء لآذان أصمها
تغييب العقل والانسياق خلف راية منكسة وهي مرفوعة في أيدي غرباء بكل أسف.
الفانتازيا والتخييل:
كل من بالميدان وحراس المتحف تحولت الى حجارة بينما التماثيل تدب فيها الحياة
أخناتون يدخن النرجيلة وأحد الرعية يرص المعسل يخبر الملك مينا ان الكاهن الاعظم حول المعتصمين الى تماثيل من حجارة عقابا لهم على إزعاج الأجداد في ديارهم الأبدية وعندما يشرق آتون في الصباح سوف تعود لهم الحياة ويعودون الى ديارهم الفانية فهذا انذار لهم قبل ان بفوت الاوان فقد قسموا الرعية لفئات عمرية بعد ان عجز الاعداء عن تقسيمها جغرافيا وعقائديا، استدعاء للحضارة الاستنجاد بها لوقف هذا الهزل الذي يسحب اخر انفاس الوطن من سجل الاحياء ةالاموات ايضا يرغب ان يمحيه من التاريخ
لكن هنا إشارة إلى أصالة الشعب المصري وجذوره الممتدة في التاريخ؛ تستدعي حضارته وأصالته لتنقذه في الوقت المناسب ص68
جدال الملوك مينا وحور على من كان الاسبق في توحيد البلاد فهي مكرمة يفخر أن ينسبها كل منهما لنفسه، والخزي لمن يفرق ويقسم من الاحفاد فهي ثقافة غريبة عنا ولابد من نبذها والعودة إلى ما تربينا عليه واستقر في الجينات منذ عهود قديمة
ثم حديث الإله باستت والإله ست إله الشر وقدوم توت عنخ أتون الذي سيعيد عبادة الإله أمون وبداية الفرقة بتعدد الآلهة واتصال جنكيز خان به على سكاي بي: إن المال في الطريق فليس لدينا وقت ليتوزع على العملاء من طلاب السلطة -كهان هذا الزمان-
ربط ما حدث في 25 يناير 2011 بما حدث من 4400 عام أثناء حكم الأسرة السابعة حتى العاشرة حيث قامت ثورة الجياع وتم تقسيم مصر واحتلت من القبائل الليبية وغيرها واستمرت لمدة 200 عام ثورة بدون قيادة والحقيقة أن القيادة خفية وهي لن تتخلى عنها لاسم معين بل تسعى ليتخبط الجميع لتنفرد بغنيمتها
حتشبسوت تتهم تحتمس الثالث بمحو آثارها وهو يقول انت فعلت نفس الشيئ في السباق مع زوجك تحتمس الثاني
ص72 حديث عن الخطط البديلة اعتمادا على وجود الاغبياء والخونة والحاقدين والعطشى للسلطة وانصاف المثقفين كهان هذا الزمان واعداء اللد في الخارج فهمها توحدنا سيظل هؤلاء يحاولون جهدهم لاسقاطنا اعتمادا على أوراق بالية لكنها ذات تاثير قوي مثل ورقة الديمقراطية وحقوق الانسان والجهل والفقر والبطالة ومواد الدستور ومواقع التواصل التي تشوه المخلصين والشرفاء وتضخم السلبيات وتشوه الايجابيات.
لتثبت أن مصر تاريخ متصل من المؤامرات الخارجية عليها عبر العصور، التي تستخدم أهل الشر لتنفيذ مخططاتهم الشيطانية التي تُضحض وتُفكك على أعتاب الوطن بأيدي المخلصين من أبنائه، ووعي الشعب المتأصل في النفوس مهما غيبته الادعاءات المرتدية عباءة الدين او الأفكار المستوردة التي لا تطبق حتى في البلدان التي اخترعتها. وهو ما يعد نقطة قوة لا ضعف فالقوي لابد أن تختبر قوته، فالقوة ليست ادعاء خالي من الأحداث الجسام، كما يتبين الطمع فيما تملكه مصر من كنوز وعقول، وموقع استراتيجي، وتاريخ حافل بالانجازات المبهرة المحيرة للعقول.
وفي الحديث عن كليوباترا وجسدها المرمري وشعرها الأصفر ردا على "الأفروسنتريك" الذين صوروها ذات جسد Hسود
ص76 تقوده قدمه Yلى مسجد السيدة أشعر انني مت بالاسكندرية
اقتباس::
"أشاهد الموج يجيء ويذهب في حركته الأبدية يحاول الخروج من حصار الشاطئ له، البحر سجين منذ سنوات. من سجن البحر في الشطآن؟ من هذا الفتى الذي يجلس في الشرفة يشير لي؟ من أتى به إلى بيتي؟" ص77 يقول جملة هي لب الموضوع هي الزبدة
"لو أن الزمان عاد كنت اكتفيت بواحدة حولتها إلى قصر مترامي الاطراف: لو أن الزمان عاد لحافظت على الدفاتر القديمة ومزقت كل أحلام العصافير".. ويشرع في وضع خطة محمومة لاستعادة زوجته وأولاده، غير مدرك أن طريق العودة صار مقطوعًا؛ فالأمر لم يعد مرهونًا بإرادته وحده، بل بإرادتهم هم… تلك الإرادة التي صاغت لهم حياة جديدة لن يتخلّوا عنها، حتى لو بدا لها بديل أفضل. يوم كان القرار بيده، فرّط فيهم بسهولة، واليوم حين تلاشت سلطته وانطفأت حجته، لم يعد يملك شيئًا ليقرّره. هكذا ضيّع الاستسهالُ، وتباطؤُه في اتخاذ القرار الصائب، آخر فرصة للنجاة، والوطن من حوله يحاول التشبث بآخر أمل للنجاة.
أما الأخطر، فأنه حين حاول أن يراجع أخطاءه ليُصلحها، كان كل خطأ يجرّ خلفه مبررًا جديدًا، يبرّر به لنفسه ما لا يُبرَّر. وفي كل مرة ينصح نفسه بالصبر، وتوسيع دوائر خبراته واتصالاته، ثم يعود في النهاية إلى حلم واحد يظنه خلاصًا: الاقتراب من "المعلم رزق شحاتة"… ذاك الذي بدا له كـ مغارة علاء الدين، لكنه في الحقيقة لم يكن سوى بوابته إلى عالم المخدرات.
ترى… هل كان هذا هو الحل الصائب؟
ومن هنا تبرز أهمية عنوان الفصل "الحقيبة السوداء"؛ فكل الطرق تشير إلى الحقيبة السوداء التي سيملؤها بالمخدرات مع عمولة عن كل عملية، ليغدو "الكاحول" الجديد الذي يوزّع السموم نيابة عن المعلم رزق، ويستورد الصنف باسمه… اشترى شقة أربع حجرات وأثاث جديد بينما عمله في المكتبة كان للتخفي وقد علم أن بعض المواطنين صاروا طابورا خامسا للإخوان أي صاروا" كواحيلا"
إنه سقوط متدرّج، لكنه حتمي، صنعه بيديه حين اختار الطريق الأسهل دائمًا.
عيش حرية عدالة اجتماعية ويسقط الفساد من صبيان المعلم والمعلم رزق يهتف على الاكتاف ورابطة مقهى الفردوس ومصر تشرق بفجر جديد
لغة عجائبية 83 تصف حاله، و ص84 يصور حقيقة المتظاهرين من مختلف االأيدولوجيات "الجميع في سباق على ميراث ثورة 25 يناير، كل فصيل يدعي أنه الولد الوحيد الذي يحجب بقية الورثة
ثم ننتقل إلى المقهى، الجميع يتحدث في السياسة ينقل تباين الاراء وتشنجها والمشاجرة بين رواد المقهى وافراد الشلة، وهو من أثر السياق السياسي على البناء الدرامي وتطور الشخصيات.
ثم ينقل مشهد الصخب والاقتتال إلى بني أمية والعباسيين والعثمانيين والأكاسرة والهكسوس وجحافل التتار والمارينز والنازين والخوارج وشيوخ روما يهبطون من قبة السماء الى الميادين حيث تختلط الأحداث والأزمنة وتتداخل، بينما يبقى الوطن واحدًا لا يتبدل، يتحمل ويصمد وينافح عن نفسه وينتصر في النهاية لكن في انتظار مؤامرة جديدة من هذه السلسلة التي لا ولن تنتهي.
ص86 يقول: الكواحيل يرقصون يغنون، يهتفون، والغلمان يعصرون النبيذ، ونيرون يمسك بقنينة الخمر، وباليد الاخرى يقايض بها على العلم والنيل
المعلم رزق يستعد لافتتاح الكافيه الذي يخصص جزء فيه للسيدات وتقوم على الخدمة فيه فتيات محجبات لن يقدم الشيشة بل العصائر والحلبة والينسون، وخلف الكوفي شوب مخزن المخدراتهذا ايضا من اثر السياق السياسي
في قصة عم عيد (ص88)، نرى ملامح زمنٍ تبدّلت فيه القيم. بعد سنواتٍ طويلة من العناء والكفاح، سواء في السمسرة في زمن الانفتاح أو في مواجهة الحياة جنبًا إلى جنب مع زوجته، لتنتهي الرحلة بطلبها الطلاق. وتتزوج من رجل يصغرها بخمسة عشر عامًا، تنفق عليه ما تملك، فيتخلى عنها هو الآخر عند نفاذ المال… بينما يبقى عم عيد وحيدًا، أسير حزنه ووحدته، يدفع وحده ثمن جهله بطبيهة المرأة السمعية التي تقدم كل ما تملك نظيرة كلمة حب او تربيتة ثناء رغم وفائه.
وتنعكس أخلاقيات هذا الزمن في موقفٍ آخر أكثر فجاجة: زوجة ابن فتح الباب —المحامي— التي ترفض أن يمكث معهم ثلاثة أشهر فقط، ريثما يُبنى بيته. وهو الذي حصل على الشقة لابنه هبةً من المعلم رزق، لكنه رغم كل ذلك لم يجد مكانًا فيها.
هكذا تكشف القصة عن زمنٍ لم يعد يُحترم فيه الكبار، ولا تُقدّر المواجع القديمة، زمنٍ سقطت فيه المبادئ لصالح المصلحة، وتهاوت روابط الدم تحت ضغط الأنانية والبحث عن الراحة بأي ثمن.
كذلك برنامج الصندوق الأسود لعبد الرحيم على ، ينشر الوثائق والتسريبات التي تؤكد تورط الكثير فيما حدث في 25 يناير، وتوفيق عكاشة على قناة الفراعين. وجولاته في الوقفات للدعوة ل 30/6 في جميع المحافظات وهي نقطة تحسب للكاتب حيث أغفل الجميع دور هذا الرجل ونسبوه إلى حركة تمرد، التي كانت تستخدم التجمعات في تلك الوقفات لجمع التوقيعات على وثيقة سحب الثقة من مرسي كرئيس لمصر.
يتابع شريط الأخبار على موقع اليوم السابع على شاشة الكومبيوتر ص93
3-3-2012 وحتى 5-8-2012 وصولا إلى بدء اعتصام رابعة 28-6-2013
صفحات من ص92 وحتى وحتى بداية الفصل الرابع ص100
سعد عمارة أبو مرزوق يعتصم عند وزارة الدفاع تأييدًا للجيش والشرطة وحتى 30-6-2-13
الفصل الرابع ص100
صخب الأفكار
يستمر الحديث في السياسة وتفاصيل عن اعتصام رابعة يحكيها عبد الله زينهم، وزيادة الطلب على الشقق الشاغرة من عم عيد، وعلي فتح الباب يتحدث عن ذهول امريكا والغرب مما حدث في 30 يونيو، أوباما وآشتون وتراهات رابعة.
صلاح القاضي مصائب قوم عند قوم فوائد
الكواحيل الجدد عددهم يزداد: عرفهم علي فتح الباب أنهم شريحة من المواطنين ظهرت بعد 25 يناير يستغلها البعض من أجل زيادة الحشد في مظاهرة أو اعتصام من البسطاء، والمهمشين، وبعض الاعلاميين، ونشطاء المجتمع المدني الراغبون في الثراء على حساب أمتهم ممن نفذ أحداث يناير، وهم فئة متحررة متعلمة أو صارت كذلك بعد تلقي تدريبات مكثفة في الخارج على تغيير الأنظمة وإسقاط الدول من الداخ ، وبعض الشرفاء الذي أسميهم أنا فاقدي الوعي، فأي شريف يساهم في تخريب بلده تحت أي مسمى؟ لذلك استحقوا أن يكونوا مع الكواحيل
سعد عمارة ابو مرزوق يحكي ما جعله يشارك في 30 يونيو ولا يشارك في 25 يناير فملاحظاته ذات أهمية كبرى وأهمها التناقضات غير المفهومة التي رصدها؛ من رفع علم القاعدة في المظاهرات، وشعارات يسقط حكم العسكر، مع رفع صور عبد الناصر ثم يشتبك مع صلاح القاضي فخلافات الأيدلوجيات للمشاركين في يناير فيما بينهم وبين بعض أكبر من خلافهم مع النظام الذي ثاروا عليه، وثورة بلا رأس، وشعارات لا تستند إلى خطة أو برنامج لتنفيذها، ثم مناخ الفوضى الذي أدى ألى عدم الاستقرار وهروب الاستثمار وتوقف السياحة وتعطيل العمل
من أهم ماقيل:
- "التغيير للأفضل يتحقق فقط بالعمل وتحمل مشقة وعناء البناء والصبر على الحرمان سنوات طويلة".
- "الحرية المطلقة مفسدة مطلقة في هذا المجتمع" وقسم المجتمع الى أميين أبجديين وأميين ثقافيين
- قال أحد المفكرين: "إن منح الحرية لجاهل كمنح السلاح لمجنون".
الأمثلة التي ساقها سعد مرزوق لتوضيح فكرة تضرّر البعض واستفادة البعض الآخر من أي نظام —كإشارته إلى الحرب الأهلية الأمريكية أو الحرب العالمية الثانية، ثم استفادة مصر آنذاك من تصدير المنتجات الزراعية والصناعية وإقامة المصانع، قبل أن يصيبها الركود بعد توقف الحرب— ليست أمثلة منضبطة تمامًا على الفكرة التي أراد إثباتها.
فالإيجابيات والسلبيات تُقاس داخل المجتمع نفسه الذي خاض التجربة، لا من خلال انعكاسها على مجتمعات أخرى خارجه.
فحين نتحدث عن نظام سياسي أو اقتصادي، فإن تقييم أثره يجب أن يكون من داخل بنيته الاجتماعية: من الذي استفاد؟ من تضرر؟ كيف توزعت المكاسب والخسائر داخل النسيج الوطني ذاته؟
أما التغيرات التي طرأت على مصر نتيجة حروب عالمية خارج حدودها، فهي آثار جانبية خارجية المنشأ، ولا تعبّر عن تفاعل داخلي بين فئات المجتمع المصري أو عن توزيع عادل أو غير عادل للضرر والنفع داخل هذا المجتمع.
بمعنى آخر: القياس الصحيح يجب أن يكون على داخل المجتمع الواحد لا على نتائج خارجية فرضتها ظروف عالمية
ذكر السلبيات من ص110 الى ص 131
ثم الحديث عن الداخل المصري الذي قدس ثورة يوليو لغياب الوعي وٍالحريات مع ما بالشعب من عوز وفقر حتى أصبح الناصريون أكثر ناصرية من ناصر نفسه، فلو عاش ناصر زمننا ربما كان باع القطاع العام، وتخلى عن النظام الاشتراكي، وأقام سلامًا مع اسرائيل كما وافق على مبادرة "روجرز". لكن الفرق في رأيي أن الشعب كان سيوافقه اقتناعا مع عدم الاجتراء على المعارضة أيضا
"تقييم أي رئيس يجب أن يكون من خلال السياق التاريخي والإحاطة بكل الظروف المحيطة"
ص131 يقول سعد عمارة أبو مرزوق في حديثه لأستاذ فتح الباب عن الديمقراطية الشكلية المزعومة:
"العديد من أعضاء البرلمان في الماضي والحاضر يتم انتخابهم على أساس العائلات.. القبائل الصداقة والمعرفة.. الانتماءات السياسية والاقتصادية.. المرجعيات الدينية على مبدأ السمع والطاعة، شراء الأصوات، تأثير الإعلام المسيس، أصحاب الأصوات العالية بالإضافة الى من نجح بطريقة سليمة
ذكرتني بالآية الكريمة في سورة الحج : " أَلَمۡ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ يَسۡجُدُۤ لَهُۥۤ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ وَٱلنُّجُومُ وَٱلۡجِبَالُ وَٱلشَّجَرُ وَٱلدَّوَآبُّ وَكَثِيرٞ مِّنَ ٱلنَّاسِۖ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيۡهِ ٱلۡعَذَابُ فأصبح الأصل نادرًا، وصارت القاعدة استثناء، وتراجعت الفطرة والبديهة حتى غدتا آخر ما يُلجأ إليه في زمنٍ انقلبت فيه الموازين.
عصام الشريف يبلع الاقراص وتبدأ الفانتازيا والتخييلات لسماء تمطر تفاحا والمقاصل المسنونة قابعة على النواصي والنسر يجمع الرؤوس يقدم القرابين للسنبلات السبع العجاف وليس اليابسات
كما تحدث عن سياسة كبش الفداء
تحدث سعد ردا على كلام صلاح القاضي عن الفساد والكسب غير المشروع بصوره المختلفة من الموظف الذي يتقاضى راتبا دون ان يعمل وعامل النظافة الذي يترك من القمامة أكثر مما يرفع .. الفلاحون الذين حولوا الأراضي الزراعية لغابات أسمنتية، ولصوص العقارات والمستشفيات، والمتهربون من الضرائب، الباعة الجائلون، وأصحاب الورش وتجار الدين
سياسة كبش الفداء إرث من أجدادنا الفراعنة تختزل هؤلاء الملايين في شخص واحد هو رئيس الدولة أو الحكومة، نقوم بذبحه، ونعتقد أننا طهرنا أنفسنا؛ لنكتشف أن كل الخطايا لازالت موجودة فنبحث، عن كبش جديد نذبحة ولا نصلح انفسنا
ص134 يشرح حال الشعب وقت ما يسمى بالنظام السابق والطبقة المتوسطة والسيارات الحديثة والوقود المدعم والتكيفات ووو
وطوائف الشعب تساهم في شراء أسهم قناة السويس، أكثر من ستين مليار في أسبوع جمعت في العهد السابق الفاسد كما تزعمون والبعض لم يتمكن من الشراء كلها مؤشرات على ارتفاع مستوى المعيشة
ويثير تساؤلا منطقيا ومشروعا: " هل وجود الفساد يؤدي إلى ارتفاع مستوى المعيشة؟ أم أن كلمة الفساد تم تسيسها؟"
وسؤالا هامًا آخر:" من الذي لم يرتكب فعلا من أفعال الفساد؟"
وفي حديث عن الثورات الفرنسية وماكسيميليان روبسبير المحامي الفرنسي الذي ارتبط اسمه بعهد الارهاب وأعدم الآلآف بتهمة مناهضة الثورة وثورة عرابي و1919 و23 يوليو واستمرار هذه الثورات وما أدت إليه من. نتائج كارثية
والمسلمون السياسيون يطبقون شرع الله بما يخالف شرع الله، والتيار المدني من نخبة وحقوقيين ونشطاء وإعلاميين فقدوا البوصلة، يتاجرون بالفقراء ودماء الشهداء.
والحديث عن عصر الندرة، عصر يشارك فيه الدولة مع المواطن ندرة في السكن المناسب والعمل المناسب و العلاج المناسب ...
و عودة للرواية ولإنهاء الجدال بأي ثمن، مال الجميع إلى صفّ صلاح القاضي؛ ذاك الذي يعلو صوته بقدر ما تضطرب كلماته وتتبعثر آراؤه. التفّوا حوله يؤيدونه، ساخرين من طرح سعد عمارة الرصين، حتى دفعوه —بقسوة غير معلنة— إلى مغادرة المكان. وهكذا حدث ما يحدث دائمًا: تسلّط الصوت العالي، وانتصار الرأي المنفلت بمنتهى الدكتاتورية، بينما انكمش العقلاء إلى الظلال، يختبئون خلف خدر الثورة ودوائر الدخان الرمادي.
بينما عصان الشريف لم يكن مهتما بما يحدث في مصر كان مهتما بجمع المال فقط لاستعادة أولاده
ص144
الرواة:
هناك راويان أساسيان في النص: عصام الشريف وعم عيد.
يقف عصام في موقع الراوي الداخلي الذي يقدّم ما عاشه ورآه وشعر به، بينما يقوم عم عيد بملء الفجوات التي يعجز عصام عن بلوغها؛ فيروي ما خفي عنه من أحداث جرت في أزمنة وأمكنة لم يحضرها، ويكشف ما دار خلف المشهد من تفاصيل لا تُدرك بالعين وحدها.
لا يتحدث عم عيد بلسان الجماعة، ولا يدّعي تمثيلها، لكنه ينطق بما يقرأه في العيون، وبما التقطته خبرته الطويلة من الإشارات المضمَرة والقصص التي لا تُقال. هكذا يصبح صوته امتدادًا للذاكرة الجمعية، وصدىً للطبقات المخفية في حياة الشلّة، دون أن يفقد خصوصيته كراوٍ مستقل.
ويمثل حديث عصام الداخلي ساحة الصراع الحقيقية؛ يناقش نفسه، ويجادلها، وينزع عنها الأقنعة، حتى تنكشف نواياه الدفينة. ومن خلال هذا الحوار الصامت تتبدّى حقيقة تقييمه للأمور، وتتعرّى خياراته واهتماماته ورغباته التي حاول إخفاءها خلف مظهرٍ من الاتزان واللامبالاة.
وينتهي الفصل الرابع بلحظةٍ خاطفة وحاسمة؛ إذ تقتحم الشرطة منور المقهى، فتداهم الشلّة وتلقي القبض على أفرادها، وتحرّز ما كان بحوزتهم، بينما يستطيع عصام الفرار وكل ما يشغله هو انتظار بزوغ الفجر، ليمضي في رحلته إلى الإسكندرية… غير عالم بأن هروبه سيجعل منه الحلقة الأضعف والكبش الذي يفتدي المعلم رزق به نفسه.
الفصل الخامس ص149
فتنة الأصداف
الأثر النفسي: البحر كان كئيبا والضحكة غابت عن الاسكندرية، رائحة الملح مرشوشة على الشوارع كجرح مفتوح، المدينة التي كان يحلم بالعيش فيها جاء إليها مطارد ًا من الشرطة
حوار داخلي يكشف الأثر النفسي العميق الذي تركته الأحداث في داخله؛ ويترجم إحساسه بأن المكان الذي كان رمز خلاصه صار الآن مرآة تعكس ألمه وانكساره،
يندفع إلى حي المنشية ومنها إلى مسجد العارف بالله المرسي ابو العباس واستأجر غرفة مفروشة متواضعة على سطوح منزل بزقاق سد بنصف ما معه من أموال، بينما الحقيبة السوداء بما تحمله من محتوى لا يقل ظلمة عن لونها حيث المخدرات متعددة الأنواع ومستقبل أسود ينتظره يُطوي داخله احتمالات السقوط.
ملاحظة:
استأجر غرفة متواضعة على سطوح منزل في حارة سد، إذ لم يكن يملك ما يكفي للانتقال إلى فندق. دفع نصف ما معه من المال مقابل الغرفة، أما النصف الآخر فاستُخدم لشراء مستلزماته من معلبات، وجبن، وكمية كبيرة من الخبز، وسجائر، وعلب ثقاب.
كان يشعر بالجوع، أي أن شهيته للطعام لا تزال حاضرة، وبقي أسبوعًا أو أكثر دون مغادرة المنزل. ومع مرور الوقت بدأ الطعام ينفد، ثم النقود أيضًا.
وهنا يتبدّى التساؤل المنطقي: إذا كان نصف ما معه كافٍ بالكاد لاستئجار الغرفة المتواضعة، فهل من الممكن أن يغطي النصف الآخر كل هذه المشتريات؟ سؤال يحتاج بعض التدقيق للاجابة عليه، ورغم هذا التناقض إلا إنه يبرز هشاشة وضعه المالي، ويعكس صعوبة تسيير حياته في ظل ضغط الحاجات اليومية والرغبة في الحفاظ على كرامته واستقلاله.
ثم استمر مسلسل السقوط واتجه لسرقة الشقق المفروشة ولما تاخر عن الإيجار عمل كحولا مجددا يقوم بالتزويرر وانتحال الشخصيات والمشاركة في المظاهرات نظير المال ثم ترك ذلك بعد موت الشاب شبارة اتصل للاسطى حسين المنزلاوي من دمنهور وعرف منه الاخبار
اندمج مه مريدي سيدي عطية ابو الريش في مولده وصف رائع وتفصيلي ودقيق لمظاهر المولد صوت وصورة ورائحة مع تساقط الاجساد يدخل الإمام النفري بصحبة السهر وردي ومن الباب الاخر المرسي ابو العباس والسيد البدوي وآخرون ثم يأتي الشيخ ابراهيم الدسوقي والسيد البدوي واخرون وابو مرزوق يكتب ما يدور في الجلسة.
- راو آخر مشارك؛ هو فتى الشرفة "يوسف عبد الجواد السحار" في حي الشاطبي وحديثه إلى نفسه وكذلك البحرالذي يجيد فن الحكي
البحر: "النوارس تسترق السمع تسمع الأسرار والحكايات من أفواه العجائز وثرثرات الجالسين على المقاهي وأحيانا من اوراق الشجر وسعف النخيل واحيانا تعيد صياغة الاحداث بالحذف والاضافة ثم تخفيها في جوف الاصداف".
" تلاشي قيم التسامح وأرسل له بعض الاصداف؛ يحكون أسرار الحياة في"يحدث ال
متابعين
متابعين
متابعين
التعليقات