يناقش معرض ومؤتمر سوق السفر العربي «الملتقى 2017» بدبي , قضيتين أساسيتين هذا العام هما : الانفاق على السفر الخارجي والسياحة الحلال في البلدان الإسلامية . وكلاهما امران هامان جدا اذ انهما يرتبطان بعصب الاقتصاد الخليجي والعربي والعالمي.

وحسب الخبراء , تُقدّر قيمة الإنفاق على السفر الخارجي من منطقة الشرق الأوسط بـ 165.3 بليون دولار بحلول عام 2025، في حين يتوقع خبراء السفر الإسلامي في العالم وصول قيمة قطاع السياحة والسفر الاسلامي إلى 233 مليار دولار بحلول عام 2020 والذي وصلت قيمته إلى 145 مليار دولار في عام 2015 مما يمثل 10% من قطاع السياحة العالمية.

ويمكنني القول ان دولة الامارات تتصدر قائمة دول السياحة الحلال حيث توفر بنية تحتية سياحية إسلامية و التي تجذب أعداد متزايدة من الزوار المحليين و الإقليميين و الدوليين بالإضافة إلى وجهة رئيسية لوجهات إسلامية أخرى حول العالم , كما انها أيضا من ابرز الدول الخليجية والعربية في الانفاق على السفر الخارجي بعد السعودية .

نحن نتمنى من المسؤولين العرب والخليجيين المشاركين في هذا المعرض الذي يُتوقع أن يستقطب أكثر من 30 ألف زائر على مدى أربعة أيام، مع وجود أكثر من 2800 شركة عارضة , نتمنى ان يبادروا الى إزالة العراقيل التي تحول دون استقطاب السياحة الحلال

والسياحة البينية العربية لتوطين الأموال التي تنفق في الخارج على السياحة لاسيما وان منطقة الخليج ودول منطقة الشرق الأوسط تملك نسيجاً غنياً من العروض السياحية والتجارب المميزة، فهناك ملايين السياح العرب لايستطعيوا زيارة لبنان او مصر او تونس او المغرب بسبب مشاكل التاشيرات , للأسف هناك جنسيات عربية غير قادرة على السفر الي بلاد عربية كثيرة مثل الجزائر او السودان للأسباب ذاتها .

 رغم سوء الأوضاع الأمنية والسياسية في العديد من الدول العربية الا ان عدد المسافرين إلى الخارج يرتفع سنويا بنسبة 9 الى 12 في المئة، مما يؤكد ان حاجة الناس الي السفر في ازدياد مهما كانت المصاعب الاقتصادية وتردي الأحوال المعيشية للعديد من المواطنين العرب .

ولذلك فانني ادعو الى تنشيط السياحة البينية العربية من المحيط الى الخليج نظرا لان قطاع السفر الخارجي من المنطقةي نمو في شكل ملحوظ مع وجود أعداد متزايدة من الأفراد، الراغبين في قضاء أوقات فراغهم في أرقى الأماكن والوجهات حول العالم .

فالارقام تؤكد أن قطاع السفر الخارجي ينمو باستمرار على رغم انخفاض أسعار النفط وتباطؤ النمو الاقتصادي في المنطقة، وعلى سبيل المثال شهدت الإمارات زيادة 19 في المئة في عدد الرحلات الخارجية إلى أوروبا بين عامي 2013 و2015 .

مؤسسة «يورو مونيتور» الدولية للبحوث، تشير إلى أن عدد الرحلات الصادرة من الإمارات وحدها «ازدادت بنسبة 5 في المئة لتصل إلى 3.5 مليون رحلة عام 2015، وبلغ حجم إنفاق هؤلاء المسافرين 19.35 بليون دولار بارتفاع 10 في المئة مقارنة بعام 2014». هذه المعطيات والأرقام كلها تؤكد ان متسقبلا مشرقا بانتظار السياحة العربية – العربية والسياحة الحلال لو بادرت الدول العربية الى الثقة في مواطنيها ورفعت القيود التي تحول دون تنقلهم بحرية .

د.جمال المجايدة            

رئيس شركة ايريس ميديا في ابوظبي