تخيلت نفسي في مكان مجهول وغريب، أرى أشكال غريبة غير مألوفة لي، لقد تعجبت من كل شيء رأيته، أَصبحتُ مثل الطفلة (بلية) في فيلم العفاريت للمخرج حسام الدين مصطفى، رأيتُ نفسي أمام عصابه كبيره من الشاشات والإضاءة والأصوات العالية وغيرها من الأجهزة التي أَجهل ما هي، أصبحت أسأل نفسي كيف وصلت الى هنا؟ هل فعلا اختطفت مثل (بليه) بالفعل، ماذا حصل؟.
ألتفتُ يساراً إذ بي أرى نفسي داخل شاشة كبيرة وتخرجُ منها حيوانات كثيرة، يا إلهي! ستأكلين هذه الحيوانات، جاءت إلي، أغمضت عيني لكي لا أُشاهد ماذا سيحصل بعد مَجيئها إلي، لكنها لم تأتي بالفعل، هل هذا حلم أم واقع؟.
لا أرى حلاً ولا تفسيراً للذي حَصل معي، ثم أِلتفتُ يميناً رأيتُ شيئاً صغيراً عباره عن شاشه و مربعات، اقتربت إليه فَتعجبت لأنها تُشبهُ جهاز الحاسوب في مدرستي لكنه هذا صغير ومُختلف. زاد خوفي من هذا المكان المجهول، يا إلهي أريد النجاة من هذا الاختطاف، أصبحتُ أبحث عن مخرج لِأخرُج من هذهِ المتاهة والرعب، أصبحتُ مثل قائد سفينة في فيلم (تايتنك) عندما كان يخطط لمحاولة إنقاذ البشر لكن دون جدوى، نعم شعرتُ بأحاسيسه المختلطة، لكن مع بعض الاختلاف لأنني أخيراً وجدت بطل ينقٌذني، نعم أسميته (بَطلي) عباره عن صوت خَرج من شاشة صغيرة؛ يقول لي أهلا بِكِ في الغابة الرقمة، شَعرتُ بالخوف وأصبحَ وجهي شاحب اللون.
فسألت ذلك الصوت ما معنى الغابة الرقمية فأجاب: أي أقصد الإعلام الرقمي هو جنين نَتَجَ هذا الجنين بسبب تزاوج ما بين التكنولوجيا والبث الجديد والتقليدي مع جهاز الحاسوب القديم، كل ما رأيته حولك ليست وحوش إنما عبارة عن شاشات متنوعة، وأجهزة حاسوب صغيرة وغيرها من التقنيات الجديدة.
نعم أنت الاّن في واقع الإعلام الجديد (الغابة الرقمية) دعيني أوضح لكِ ما معناه هو إعلام شبكي وتفاعلي لهٌ عدة خصائص وميزات تستفيدي منها أنتِ وكل من حولك، تستطيعين أي شخص البقاء على تواصل مع عالمكِ الداخلي والخارجي، لا حواجز زمانية ولا مكانية بعد الآن، سَيُشاهد أي شخص تنوع في المواد الإعلامية لِتُلبي حاجاته، حيثُ يتيح لكِ ولأي شخص أدوات بسيطة لكي تكوني ناشره وترسلي رسائل إلى الاّخرين وتستطيعين حفظ رسالتك وتقومين بإجراء مكالمة في أي وقت وأي زمان وترسلين رسالتك إلى أكثر من شخص بنفس الوقت، ستشاهدين الصوت والصورة والحركة في عمل إعلامي واحد، ستشعرين وكأنك داخل الفيلم والمسلسل التي تشاهدينه كما شعرتي الاّن قبل سماع صوتي كُنت أعرض لكِ فيلم (كينج كونج).
والعديد من المميزات التي ستحصلين عليها، فأجبت على هذا الصوت ألا يوجد سلبيات؟! فجأة! سمعت صوت ضحكته الخشنة وقال لي: سَأتركُ لكِ معرفتها وتخبريني لاحقاً يا صديقتي ولنا موعد اّخر، أخبريني الاّن بعد كل هذا هل تُريدين أن تتركي غابتنا الرقمية وتعودي إلى مقعدك الخشبي!؟.
التعليقات