لم يأخذ الصحفيون كلام الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي، على محمل الجد لكنه مع ذلك احتل مانشتات الصحف، وفي خطاب كبير له يرمي لتعزيز حربه على المخدرات، قبل قمة لعدد من قادة العالم في العاصمة مانيلا، أعلن أنه طعن شخصا حتى الموت عندما كان لا يزال مراهقا.
اعتراف رسمي
واعترف الرئيس الفيليبيني قائلًا :"عندما كنت مراهقا، كنت أدخل وأخرج من السجن، كنت أخوض شجارات هنا، وشجارات هناك؛ مضيفا :"في السادسة عشر من عمري، قتلت شخصا.. شخص فعلي، حصل شجار، طعنته بسكين.. وحصل لمجرد نظرة.. كم زاد العدد الآن وقد أصبحت رئيسا؟". –بحسب قوله-.
ونشرت مجلة "إسكوير" مقابلة مع دوتيرتي الذي أكد فيها إنه "ربما" طعن شخصا حتى الموت في السابعة عشرة من عمره، وربما كان يشير إلى الحادث الذي وصفه في دانانج ؛ وخلال الحملة الانتخابية، روى دوتيرتي أنه تعرض للطرد من الجامعة لأنه أطلق النار على طالب كان يشتمه، ونجا الطالب، كما ذكرت وسائل الإعلام، ويطلب مساعدو دوتيرتي باستمرار من الصحفيين إلا يأخذوا كلامه بحرفيته، مشيرين إلى أنه يحب المزاح، وأنه من أنصار "المبالغة"؛
ومن جانبه قال المتحدث الجديد باسمه، هاري روكي أن تصريحاته الجديدة يمكن أن يكون مبالغا بها أيضا، وأضاف في رسالة نصية لوكالة فرانس برس "أعتقد أنها كانت مزحة.. يستخدم الرئيس دائما لغة منمقة عندما يلتقي فليبينيين في الخارج".
صفع كالامار
وفيما يتعلق بأنييس كالامار المقررة الخاصة للأمم المتحدة، التي غالبا ما انتقدت الحرب على المخدرات، قال الرئيس الفيليبيني: "هذه المقررة، سأصفعها أمامكم. لماذا، لأنك تشتمينني".
عدالة بالقتل !
انتخب دوتيرتي (72 عاما) في 2016 بعدما أطلق وعدا باجتثاث تجارة المخدرات، من خلال السماح بقتل حتى مئة ألف مهرب ومدمن مفترض على المخدرات.
وأعلنت الشرطة منذ وصوله للحكم قبل 16 شهرا، أنها قتلت 3967 شخصًا؛ وقتل مجهولون 2290 مشبوها في قضايا مخدرات، وقتل آلاف الأشخاص الآخرين في ظروف لم تتضح، كما تفيد أرقام الشرطة.
"دوتيرتي" مازال يتمتع بشعبية كبيرة في الأرخبيل، حيث يرى عدد كبير من الفليبينيين أن الأمن قد تحسن؛ لكن معارضيه، سواء في الفليبين أو في الخارج، يتهمونه بتنسيق عمليات قتل جماعية خارج نطاق القانون، ارتكبتها عناصر شرطة فاسدون وعناصر ميليشيات.
حرب المخدرات
وينفي دوتيرتي أحيانا تحريض عناصر الشرطة على القتل، لكن تصريحاته وخطبه العنيفة، تتصدر بصورة منتظمة العناوين الكبرى للصحف.
فيما اعترف أيضا في ديسمبر الماضي، بقتل مشبوهين، ليعطي الشرطة المثال عندما كان عمدة مدينة دافاو الكبيرة في جنوب الفيليبين؛ وحاول المتحدث باسمه آنذاك على الفور توضيح هذه التصريحات، قائلا إن عمليات القتل تلك قد حصلت خلال "عملية شرعية للشرطة".
ويستقبل دوتيرتي في بداية الأسبوع المقبل قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا التي سيحضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكان الرئيس الأمريكي أشاد بسياسة مكافحة المخدرات التي يطبقها نظيره الفليبيني، مشيرا في اتصال هاتفي في إبريل إلى "عمله الذي لا يصدق حول مشكلة المخدرات".
التعليقات