ولِدَ حسين علي محمد في قرية العصايد، مركز ديرب نجم، محافظة الشرقية، بمصر عام 1950 وتوفي في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 2010 ودُفن هناك.
حصل على الليسانس في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب، جامعة القاهرة عام 1972. حصل على الماجستير من كلية دار العلوم، جامعة القاهرة عام 1986 عن رسالته "عدنان مردم بك شاعرًا مسرحيًّا". حصل على الدكتوراه عام 1990 من كلية الآداب ببنها، جامعة الزقازيق عن رسالته "البطل في المسرحية الشعرية المعاصرة في مصر".
عمل مدرسًا للغة العربية في الفترة ما بين 1972 ــ 1991. ثم عمل أستاذًا مساعدًا للأدب العربي في كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض.
كان عضوًا في اتحاد كتاب مصر. ورابطة الأدب الحديث. ورابطة الأدب الإسلامي العالمية.
أسس عام 1980 سلسلة "أصوات معاصرة" التي أصدرت نحو أربعين عددًا ما بين مجلة وكتاب.
له عدة مؤلفات في الشعر، والمسرح الشعري، والدراسات الأدبية والنقدية، إلى جانب اهتمامه بكتابة الشعر للأطفال.
تناول تجربته في الكتابة للأطفال كلٌّ من: د. أحمد زلط في رسالته للدكتوراه "شعر الطفولة في الأدب المصري الحديث"، وأحمد سويلم في كتابه "أطفالنا في عيون الشعراء"، وأحمد فضل شبلول في كتابه "جماليات النص الشعري للأطفال" (ص ص 61 ــ 70)، ود. محمد صالح الشنطي في كتابه "في أدب الأطفال: أسسه وتطوره وفنونه وقضاياه ونماذج منه" ولكنه أغفل اسم الشاعر في دراسته للقصة الشعرية "مذكرا ت فيل مغرور" (ص ص 227 ــ 234). كما قررت بعض قصائده ضمن مادة "أدب الأطفال" في كلية التربية النوعية ببور سعيد، بمصر، في فصول دراسية مختلفة.
وفي رأي أحمد سويلم فإن الشاعر لديه أدواته الجيدة التي يستطيع من خلالها أن يضيف الكثير إلى شعر الأطفال خاصة مضامين من تراثنا العربي، سواء على مستوى القصيدة أو القصة أو الدراما الشعرية.
* من أعماله المنشورة في مجال شعر الأطفال:
ــ ضمن ديوانه "الحلم والأسوار" ثلاث قصص شعرية للأطفال. القاهرة: المجلس الأعلى للثقافة، 1984.
ــ ضمن ديوانه "الرحيل على جواد النار" مسرحية شعرية للفتيان بعنوان "الباحث عن النور: أبو ذر الغفاري". القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1985.
ــ مذكرات فيل مغرور (شعر قصصي للأطفال). عمَّان: دار البشير للنشر والتوزيع بالتعاون مع مكتب رابطة الأدب الإسلامي العالمية بالرياض، 1993.
* يقول في القصة الشعرية "ملجأ الأيتام":
اسمي حَمْدانْ
أتحدَّثُ معكم عبر قرون التاريخ
بلدي الفُسطاط العربيَّةْ
أصنع سجَّادًا وأزخرفه كعروس
تعرفني كلُّ المدنِ وتعشق مصنوعاتي.
في أثناء الأسفار
أجدُ الأطفال عرايا يفترشون تراب الأرضِ .. فأحزنْ
أتمنى أن يجد الأطفالُ بيوتًا
تحميهم من حرِّ الشمسْ
وتقيهم شرَّ الأمطار
لكن ــ ماذا أفعل؟
ماذا يمكنني أن أفعل ؟
***
بالأمسْ
جاء إلى السوقِ الفارسُ نِعْمَاتْ
كان يرافقه قارعُ طبل الملك .. وأعلنَ في الطرقات
أن الملك يُنظِّمُ في غدِهِ أُمسية للقصص وللأشعارْ
والفائزُ في هذي الأمسيةِ سيأخذ ألفي دينارْ
***
حان الوقتُ
ووقفت أمام الباب كثيرا أنتظر الدَّوْر
قال الشعراءُ الشعرَ ..
وقصَّ القصاصون حكايات
لما أدخلني الفارس نِعماتْ
قلت:
"أفسح لي صدرك يا مولاي
كانْ ..
يا ما كانْ
في يومٍ من أيَّام الصيف
ذهب "سمارا" النجارُ لقطع الأخشابِ من الغابةْ
فاقترب الفارسُ منه وقال
أرجو أن تبتعدَ الآنْ
فالملكُ سيأتي بعد ثوانْ
في موكبه الملكيّْ
وقف "سمارا" خلف الأشجار
يرقب هذا الملك المحبوب
وتصادف أن جلس الملكُ وأصحابُهْ
في ظل الشجرة
أغفى الملكُ قليلا
فتشاجر رجلانْ
من حاشيتهْ
وصحا الملك سريعًا مفزوعًا
وهو يقول:
"لا أقدر أن أغفو أبدًا
في ظلِّ مكانٍ تصطحباني فيه
لا أدري أيكما الملَكُ وأيُّكما الشيطان؟"
في هذا الوقت
لمح الملِكُ خيالَ "سمارا" النجار
فأشار إليه
حضر النجارُ، ووقف شجاعًا بين يديه
قال الملك: لماذا جئتَ هنا؟
قال سمارا:
إني أسمعُ عن عدلك
ولذا أحببتك
مثل جميع رعاياك
كان الحلمُ الشاغلُ ذهني
أن أبصرك، وأن استمتع بجميلِ حديثك
ولقد جئتُ ليعرفَ مولاي الآن
هذين الرجلين
أيهما الملَكُ، وأيهما الشيطانْ؟
***
رسم "سمارا" خطَّينْ
أحدهما أكثر طولاً من صاحبه
وتوجَّه للشخصين
يسأل ويحاور:
كيف يصيرُ الخطُّ الأقصرُ أطولَ من صاحبه الأكثر طولاً؟
قالا في صوتٍ واحدْ:
"نمسح جزءا من هذا الخطِّ الأكثر طولاً"
ضحك "سمارا" النجار، وقال:
فَدَعاه وشأنه
العاقلُ من يجعل هذا الخطُّ الأقصر أكثر طولاً
حين يضيف
بعض السنتيمتراتْ
وابتسم المَلِكُ وقال: أصبت
إن الإنسان
لا يقدر أن يصبحَ شيئًا في هذي الدنيا
إلا لو قدر يضيف
بعضَ اللبناتِ ويسعى للخير
لا تمْحُ الشخصَ الآخرْ
بل حاول أن تتفوَّقَ وتضيف إلى ما يفعله الآخر؟
فرح الملك وقال
إنك رجلٌ عاقلْ
أنت من الآن "وزيري"
***
سُرَّ الملكُ من القصةْ
أعطاني ألفي دينار
شكرًا لله
فسأبني ملجأ أيتامْ
لن تجد الأطفال عرايا بعد اليوم
هأنذا أقدر أن أفعل شيئا
من أجل قلوبٍ تتعذَّبُ، ونفوسْ
في وقت فراغي
ستراني أصنع سجادًا
وأزخرفه كعروس.
التعليقات