الغزالى والحرامى!

الغزالى والحرامى!

عبدالمحسن سلامة

بأسلوبه المتميز والرشيق نجح الصديق د. أسامة الغزالى حرب فى وصف المشهد فى غزة بشكل ساخر لكنه حقيقى تماما حينما شبه إسرائيل بالحرامى الذى يقتحم منزل الأسرة، ويشبعهم قتلا وتدميرا ثم يقدم لهم عرضا سخيا من وجهة نظره «الحقيرة» بأن يترك ما تبقى منهم أحياءً، بشرط أن يغادروا المنزل فورا بعد أن قرر الاستيلاء عليه كاملا مع أخذ تعهد عليهم بعدم الشكوى ويكفى أنهم خرجوا أحياءً.

توقف د. أسامة الغزالى أمام موافقة الحكومة الأمنية الإسرائيلية على إنشاء إدارة لشئون العبور الطوعى لسكان غزة إلى دول أخرى، مشيرا إلى تصريحات وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، فى هذا الصدد والتى أوضح فيها أن هذه الإدارة سوف تنشأ «مع مراعاة أحكام القانون الإسرائيلى والدولى»، وأن هذه الإدارة سوف تعمل على إعداد ممر آمن لسكان غزة لتمكنهم من العبور برا وبحرا وجوا.

شىء يدعو للذهول أن يحاول «الحرامى» أن يبدو فى صورة «الطيب» وهو يجهز ممرا آمنا لكى يغادر من تبقى من أصحاب البيت إلى مكان آخر غير معلوم، على أن يترك البيت كاملا «للحرامى» ليصبح ملكا له يعيش فيه حرا طليقا بعد اغتصابه من مالكه.

ما يحدث فى غزة هو قمة المأساة الإنسانية، وأكبر بكثير مما حدث من أهوال سابقة فى العصر الحديث، لأن العدو الصهيونى يستخدم أقذر الأساليب فى الإبادة، والتجويع، والحصار، والتدمير.

يكفى أن نشاهد مأساة الأطفال هناك وهم يقفون فى طوابير طويلة وممتدة للحصول على كميات ضئيلة من الغذاء لاتكفى شخصا واحدا، أو يهيمون على وجوههم بحثا عن المياه.

منتهى العار والخزى أن يكتفى 450 مليون عربى بالمشاهدة ومصمصة الشفاه، وهم مكتوفو الأيدى أمام تلك المأساة التى وصمت البشرية كلها بالعار والخزى.

نقلا عن جريدة الأهرام

التعليقات