قرأتُ هذا المقال أربع مرات علَّني أعرف عمَّن يتحدث صاحبه، وفي كل مرة أعود صفر اليدين ولم أجد إشارة واحدة عن المؤلف الذي يتحدث عنه صاحب الكتاب ولا عن اسم كتابه، لم أجد سوى سطور تزيد الأمر غموضاً مثل: إن قارئ الكتاب يشعر بأن المؤلف قد بذل جهدًا كبيرًا في تأليف هذا الكتاب فأتساءل: من هو المؤلف وما هو الكتاب؟ أو مثل: ولقد كنتُ أتمنى أن يجعل المؤلف عنوان كتابه "الأدب العربي في قطر" لأني ممَّن يعتقد بوحدة الأدب العربي، فإن تجزئة الأدب تزيد من تجزئة أمتنا.
وأتساءل مَن هو هذا المؤلف، وما هو عنوان الكتاب الأصلي قبل الاقتراح المقدم بتغيير عنوانه.
وحتى لا يزيد الأمر غموضاً على القارئ الذي سوف يتساءل بدوره أي كاتب مقال أعني؟ وأي كتاب أتحدث عنه ووردت فيه هذه السطور السابقة التي استشهد بها؟
إن المقال بعنوان "عن الأدب القطري الحديث" الوارد بكتاب "نظرات في الأدب والنقد" الصادر عن سلسلة كتاب العربي الكويتية تحت رقم 28 لصاحبه الأستاذ عبدالرازق البصير.
ويبدو أنه كان هناك إشارة بالهامش تشير إلى اسم الكتاب الذي يتحدث عنه البصير وإلى مؤلفه، ولسبب ما أو لسهو ما حُذفت هذه الإشارة، ذلك أن كتاب العربي الذي (كان) يصدر عن مجلة العربي الكويتية، كان يقوم بتجميع بعض المقالات والموضوعات التي نُشرت من قبل في المجلة وطرحها في كتاب، وهذه المقالات والموضوعات أما تكون لكتاب واحد كما هو الحال مع الكتاب الذي بين أيدينا، أو لمجموعة من الكتَّاب الذين يجمعهم موضوع واحد كما حدث مع كتاب، "آراء حول قديم الشعر وجديده" على سبيل المثال.
أقول يبدو أنه كانت هناك إشارة بالهامش أثناء نشر المقال بالمجلة في ديسمبر 1979 العدد 253 ولكن عند جمع هذه المقالات التي يحتويها الكاتب سقط سهوًا هذا الهامش. غير أنه ينبغي علينا التأكد من صحة هذه الفرضية وذلك بالرجوع إلى هذا العدد من مجلة العربي، وهو ما لم يتوفر لدي حالياً.
ونعود إلى كتاب البصير "نظرات في الأدب والنقد " لنقرأ تقديم الدكتور محمد الرميحي تحت عنوان "الرجل والدور" وفيه يتحدث بشكل موجز عن الحركة الثقافية الكويتية ودور عبد الرزَّاق البصير فيها مع تقديم ترجمة يسيرة عن حياته وأعماله تتخلل ثنايا التقديم.
احتوى الكتاب بالإضافة إلى تقديم الرميحي على أربعة فصول جاءت تحت العناوين: لغويات، وفي الشعر والنقد، ولمحات من الأدب في الخليج العربي، ومتفرقات. واحتوى كل فصل بدوره على عدة موضوعات أو عدة مقالات يتفاوت عددها من فصل إلى آخر.
وقد احتوى الفصل الأول على مقالات بعنوان: لغتنا العربية وحاجات هذا العصر، وفيه تحدث المؤلف عن اللغة والوحدة والنحو العربي الخالص، واللغة العربية عندما صارت لغة دولية ودور القرآن الكريم في تأصيل وحفظ هذه اللغة، والتشدد الذي تجاوز الحدود في استعمال اللغة.
أما الفصل الثاني فتحدث فيه المؤلف عن الفن والشعور بالمسئولية، وعن الشعر باعتباره فنًّا رفيعًا، ثم كان الموضوع الثالث عن أبي ذؤيب الشاعر الذي رثى أبناءه الخمسة.
وفي الفصل الثالث تحدث عن الخليج العربي في الموشحات الأندلسية والأمثال الكويتية المقارنة، كما تحدث عن الأدب القطري الحديث وهو الموضوع أو المقال الذي أشرنا إليه في البداية، وفيه يتحدث عن كتاب لم نعرف اسمه ولا اسم صاحبه.
أما متفرقات الفصل الرابع والأخير فكانت عن أدب المهجر وإحياء التراث، وعن تراثنا العربي والتجديد وصلة التجديد بالنهضة العربية بالإضافة إلى حديثه عن تربية العقول والزمن في حياة الإنسان وأخيراً موقفنا من الحضارة .. إلى أين؟
التعليقات