في العالم الأفتراضي الذي نعيش فيه؛ علي الذكور أن يحذروا من الوقوع في منتديات (الحبة الحمراء)؛ التي في البداية تركز على تحسين الذات لدى الذكور، بما في ذلك اللياقة البدنية والاستقلال المالي وبناء الثقة.
مجتمع الحبة الحمراء يتواجد على الإنترنت، على مواقع مثل يوتيوب وريديت و4chan. غالبًا ما تدور النقاشات في المنتدى حول استراتيجيات جذب الشريك. يُحفّز أعضاء المنتدى بعضهم البعض ويُطلعون الجميع على تقدمهم أثناء إنقاص وزنهم في النادي الرياضي وبناء عضلاتهم.
مع أن الهدف المعلن غالبًا ما يكون زيادة القدرة البدنية. لكن للأسف عند الوقوع في براثن (الحبة الحمراء) أما أن تصبح صاحب علاقات نسائية عديدة أو تنضم إلى عالم المثليين.
هذا المجتمع غالبيته من الذكور يدافع عن آراء غير مرغوب فيها تجاه النساء، لكنه يركز بشكل شبه كامل على جذب وإغواء أكبر عدد ممكن منهن.هناك المنتدى المقابل لهم، Red Pill Women.
فكر "الحبة الحمراء" ؛ يعد بمثابة وصفة لانحدار حضاري سريع. سيتحمل تكاليفه في نهاية المطاف جيلٌ لاحق من النساء البريئات،لا الرجال.
"الحبة الحمراء" ليست في الواقع الوجه الآخر للعلاقات بين الجنسين، بل هي مجموعة من المتطرفين البغيضين المتشددين. الهدف المعلن للرجل في مجتمع الحبة الحمراء، عمومًا، هو أن يصبح "قائدًا".
يعود أصل المصطلح إلى فيلم "الماتريكس" عام 1999، حيث يُعرض على بطل الرواية، نيو، الذي جسده كيانو ريفز، خيارٌ بين حبة حمراء وحبة زرقاء. ترمز الحبة الحمراء إلى الوعي بواقعٍ قاسٍ، بينما ترمز الحبة الزرقاء إلى البقاء سعيدًا رغم جهله. وباعتبارها شكلاً من أشكال كراهية النساء الحديثة ونشاط حقوق الرجال، فقد استغلت هذه المجتمعات عبر الإنترنت مفهوم "الحبة الحمراء" لتمثيل صحوة مماثلة لما يعتبرونه الطبيعة الحقيقية للمجتمع والعلاقات بين الجنسين.
تَرسّخ المصطلحُ عام 2016 في فيلمٍ وثائقيٍ يحمل اسمَ "الحبّة الحمراء" أخرجَته الإعلاميةُ الأمريكية كايسي جي متحدّثةً فيه عن رحلة انشقاقها عن النِسْوية بعد تعرّفها على حركة حقوق الرَّجُل في الولايات المتحدة.
كانت حركة الحبّة الحمراء الذكورية في العالم العربي مجرد ظاهرة محصورة في الفضاء الغربي ؛ لأكثر من عقد، إلا أنها انتشرت حديثاً في الفضاءات العربية مولدةً معها إشكالياتٍ جديدة.
إنهم يؤمنون بشدة بأيديولوجية معادية للنسوية .من المبادئ الأساسية لها الاعتقاد بوجود اختلافات جوهرية بين أدوار وسلوكيات الذكور والإناث، والتي تُعتبر متأصلة بيولوجيًا واجتماعيًا. غالبًا ما يجادل مؤيدو الحبة الحمراء بأن النساء مدفوعات بمتطلبات تطورية تتعارض مع التوقعات المجتمعية المتنامية للمساواة والشراكة.
تُرسّخ هذه الأيديولوجية الآراء المُعادية للنساء، وتُختزل المرأة في قوالب نمطية، وتُقوّض المساواة بين الجنسين. وكثيرًا ما يُتّهم هذا المجتمع بتفسير الأدلة بشكل انتقائي لدعم معتقداته، مع تجاهل المعلومات المُناقضة. كما يُمكن للمنتديات والمجموعات الإلكترونية أن تُنشئ "غرف صدى" أو بيئات تُضخّم فيها الآراء المُتطرفة، مما قد يُعزل الأفراد عن وجهات نظر أكثر توازنًا.
وصفت إحدى المشاركات شريكها بأنه مُستغرب من ذكائها وروحها المرحة، لأنه كان يعتقد أن النساء عاجزات عن امتلاك هذه الصفات.
يرى العديد من المشاركين بها بأن جميع النساء غير مخلصات بطبيعتهن، بينما اكتشف لاحقًا أن هؤلاء الرجال أنفسهم كانوا يستخدمون تطبيقات المواعدة والدردشة لإغواء نساء أخريات، مع التلميح إلى أنهم كرجال مرتبطون بطبيعتهم بسلوكيات الخيانة الزوجية.
توصلت دراسة نشرت في مجلة العلاقات الشخصية إلى أن سمات الشخصية المظلمة، بما في ذلك الاعتلال النفسي والنرجسية والماكيافيلية ، مرتبطة بمجتمع الحبة الحمراء (TRP)، الذي غالباً ما يدافع عن مثل هذا السلوك في العلاقات الرومانسية والجنسية مع النساء.
التعليقات