في صحراء الحقيقة القاحلة، أقف عاريًا من كل قناع، متحديًا رمال الزيف المتحركة. أشمئز من تلك الوجوه المتلونة، كحرباء تتراقص على غصن النفاق، تبدل جلدها مع كل نسمة مصلحة تهب.
أنفر من تلك المساحيق الكاذبة، كأنها سحابة سامة تحجب شمس الذات الحقيقية. أبحث عن نفسي في مرآة الحياة، فلا أجدني..هل سأنساق وراء شبح مغطى بطبقات من الخداع البصري، كلوحة باهتة غطاها غبار الزمن؟! ..
أمقت تلك الفلاتر الرقمية، وكأنها أقنعة إلكترونية تخفي وراءها أرواحًا ضائعة. أين ذلك البريق الأصيل الذي ينبعث من العيون، كشعاع نجم بعيد يخترق ظلمة الكون؟ أين تلك الشرارة الإلهية التي تميز كل روح عن الأخرى؟
أزدري كل ما يلمع زيفًا، إلا ما كان أصيلًا كذهب الروح النقي. فما جدوى أن أكسب إعجاب العالم بأسره، إذا خسرت جوهري وضيعت بوصلة ذاتي؟ ما قيمة تصفيق الجماهير لشخص لا أعرفه، لشبح مزيف يرتدي ثوب هويتي؟
في عصر الصور المزيفة والحقائق المشوهة، أفضل أن أكون كقطرة ماء صافية تعكس حقيقة السماء، على أن أكون بحرًا من الزيف يغرق فيه الآخرون والذات معًا.
فيا روح اصمدي، وليكن شعارك في الحياة: أن أكون حقيقيًا، ولو كنت وحيدًا. أن أعكس نور روحي الخاص، حتى لو خفت بريقه أمام أضواء المسارح الكاذبة. فالحقيقة، مهما كانت بسيطة، تبقى أجمل من ألف كذبة مزخرفة، وصدق الذات هو الجوهرة التي لا تقدر بثمن في سوق الحياة المزدحم بالتقليد والتزييف
التعليقات