عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا غلام! إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله. واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله تعالى عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف».
بعد عشرين يوم من الآن ستكمل الحرب الفلسطينية الإسرائيلية حول قطاع غزة عامها الأول؛ هذا باعتبار بداية النزاع المسلح الدائر الذي بدأ في السابع من أكتوبر من العالم الماضي وليس بداية القضية الفلسطينية في عام 1948.
كان عاما مليئا بالأصباح والأمسية الحزينة. نستيقظ كل يوم ونفتح الأخبار لنعلم كم فلسطيني قد مات ليلا ونحن نيام وفي نهاية النهار تأتينا آخر الأنباء بمقتل العشرات أو المئات من جديد.
ولكن ولأول مرة منذ زمن نستيقظ على خبر ينم داخله عن بصيص من الأمل؛ حيث أعلنت منظمة الصحة العالمية عن تطعيم ما يقارب من 560 ألف طفل فلسطيني دون سن العاشرة في قطاع غزة ضد شلل الأطفال، وبهذا تكون قد اكتملت الجولة الأولى من التطعيم.
كان وقع خبر استشهاد مدنيين غزة كل يوم موجعا؛ ليس فقط لأنه إهدار لأرواح بريئة، ولكن لأنه كان يندد بالفناء... فناء الفلسطينيين والقضية الفلسطينية من على وجه الأرض وحدوث هذا كان سيصبح وصمة عار يحملها جيل كامل من العرب إلى يوم لقاء ربهم، ولكن الله كان له ترتيب آخر؛ فلم يكتب الله الفناء للفلسطينيين قط؛ بل وهبهم من الحكمة والصبر والإيمان ما يكفيهم لتحمل مصابهم من الابتلاء، ووهبهم من القوة والخصوبة ما يكفيهم لصمود وجود نسلهم أمام حملة الإبادة المستمرة ضدهم.
إن الشعب الفلسطيني يعاني ما لم يعانيه شعب آخر مثله أبدا، وبكل تعاطفنا معه على الرغم من عجزنا عن مساعدته؛ فإن الله يثبت لنا يوما بعد يوم أنه الأكثر رحمة بعباده؛ فهو يعلم ما يحتاج إليه كل عبد من عباده ليتمكن من تحمل ابتلائه.
فإن كنا لم نرَ أملا واحدة في انتصار القضية الفلسطينية فقد منَّ الله علينا بالدليل الذي يوجد الأمل؛ فكل الحمد والشكر لله أن الشعب الفلسطيني شعب غير قابل للإبادة.
التعليقات