لكل زمن مميزاته وعيوبه وإن بدأنا بذكر عيوب زمننا فلن يكفي ذلك مئات السطور... ولكن والحق يُقال هناك بعض المميزات التي تميزنا بها عما سبقونا من أجيال في أزمنة قديمة.
ومن أهم تلك المميزات التمسك بالصدق وترك التجمل الزائف، والقدرة على التعبير عن المشاعر المختلفة بطرق مختلفة ببساطة أو بتكلف فلك مطلق الحرية وأيا كانت الطريقة لن تؤخذ عليك عيبا بل ستلقى العطف والاحترام.
لا تستطيع أن تتخيل كم المعاناة النفسية التي كان يلاقيها الإنسان في بيئة ضاغطة فارضة عليه ارتداء عباءة المثالية والتكلف المستمر مع البذلة الرسمية للرجل والفستان والكعب العالي للمرأة... لا خروج من المنزل إلا بتلك الهيئة الموقرة أيا كانت حالتك النفسية، بل وصل هذا الضغط إلى داخل المنزل أيضا... كيف تبكي ولا يصح للرجل أن يبكي؟! لا يصح للرجل أن يبكي! وهل يستطيع أن يحيا إنسان بلا المرور بفترات تشتت وتأرجح نفسي... تلك الفترات التي لا يحتاج المرء فيها إلا للبكاء مع مواساة من أقرب أقربائه؟! بلا وجود لأي سبب قوي... مجرد دافع لحظي ناتج عن سلسلة من التراكمات.
حتى أصبح من الطبيعي أن ترى أحدا يسير في الشارع وهو يبكي كالطفل الصغير وتراه وتقول: "آه من ضغوطات الحياة" وتكمل في طريقك وكأن شيئا لم يكن، ترى أحدهم يبكي بنحيب بسبب ارتطام أحد المارة بفنجان قهوته فأضاع وش البن اللذيذ، فتراه ولا تسخر منه ولا من سبب بكائه؛ لأنك تعلم أن ما حدث هو مجرد دافع لحظي ولكنه ليس سبب البكاء، وهو بكى بحرية لأنه يعلم أن لا أحد سيقول عنه مجنونا بل سيتفهمه الجميع...
أصبح كل شيء عاديا... افعل ما شئت... فقط كن صادقا وعبر عما في داخلك من انفعالات لحظية لتعيش مرتاحا سعيدا ولن يلومك أحد على فعلتك.
وإياك وكتم المشاعر... فالمشاعر كالجمر فإن لم تستطع إخمادها.... قم بإلقائها خارجك وتخلص منها... فلن تستريح عمرك وهي بداخلك وكلما انتظرت عليها أكثر كلما سببت لك ألما أكبر.
حبا كان أو كرها... فرحا كان أو غضبا... أملا كان أو يأسا.... فقط عبر وعش...
انفعل ولا تحزن
التعليقات