كم تمنيت لو أنني أملك صندوق ذكريات مليئا بمكعبات الليجو. تتعدد أشكال القطع وألوانها وأحجامها..لا يملك أحد غيري تقرير مصير أشكالها وأبعادها. أبني منزلا فلا يروق لي فأعيد بناء آخر بشكل مختلف وقطع جديدة عله يحمل بين جنباته تفاصيل حياة مختلفة. صندوقي مليء بالقطع كلما اشتقت للماضي أفتحه وأرص أجزاءه جنبا إلى جنب أعيد بناء مدينتي وبيتا كان يوما كل عالمي...
أضع القطع كما يحلو لي واستخرج الأشخاص أيضا ليعمروا المكان ويزيدونه بهجة..يقترب هذا من هذا أو يبتعد هذا عن ذاك.....
نعود كلنا معا مرة أخرى في نفس المكان وبين نفس الجدران.
نعيش لحظات ربما لم نعطها حق قدرها آنذاك ولكننا ندرك اليوم كم نفتقدها...
كنا جميعا مكتملين لا ينقصنا أحد؛..
كنا معا لا نفترق...
كانت سعادتنا بسيطة..
في مدينتي تلك كل شي كان مبهجا وحقيقيا.
اتأمل القطع. أكمل تشكيلها وبناءها. ربما يتيح لي صندوقي وقطعه العجيبة إعادة ماضٍ أحببته فأكرره أو تغيير مشاهد ومواقف أود لو يمحوها الزمن من ذاكرتي. صندوقي العجيب يعيد لي حياة مضت ويمنحني سعادة لم أعد أجدها. يمكنني استعادة ذكرياتي السعيدة وحدي بتركيب عدد من القطع والمكعبات فأعيد بناء المشهد وتحريك الأشخاص. أغوص في عالمي القديم بابتسامة رضا وقلب مبتهج.
أما ما آلمني فأستبعده كأنه لم يكن. أغير الأدوار والأشخاص. أبدل الأماكن والأحداث. تتغير الخلفية وتتغير معها الذكريات لأخرى ترضيني.
أفترش الأرض حول قطع المكعبات. اتأملها فأدرك أنني لا أستطيع تغيير ما حدث لكنني أستطيع استرجاع ذكريات حلوة وهذا يكفيني!
التعليقات