منذ الصغر وأنا أقرأ عن المعجزات التى أنزلها الله عز فى كتابه العزيز وأتمنى لو أن الله ينزل لنا معجزة أراها رؤية العين.
فكل معجزة هي دليل وجودى ويقينى لله عز وجل، وكما أننا نحن البشر فى حاجة دائمة لتثبيت يقيننا ومنها جاءت أهمية وجود معجزات الله فى الأرض، قال تعالى "وإذا قال إبراهيم ربي أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبى".
ومع تقدم الوقت وازدهار التقدم العلمى أصبح وجود المعجزات المادية اللحظية غير موجود لاختلاف العقلية الحالية الإنسانية التى تؤمن بالعلم والمعرفة والتجربة والنتائج، ولكن الله قد أتم نعمته علينا وآثر ألا نرى قدرته رؤى العين لنشهد معجزة تبث فينا روح الإيمان وعظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى واختار أن تكون معجزة عصرنا الحالى "حرب غزة"، فعندما كانت تخرج مظاهرات خلال الانتفاضات السابقة من داخل الجامعات العربية والإسلامية ذاك أمر عادي، ولكن أن تنطلق أصوات الدعوة لحرية غزة من قلب جامعات الولايات المتحدة الداعم الرئيسى للكيان الصهيونى فى المنطقة العربية هو قمة المعجزة فعند رؤيتك لتمثال جورج واشنطن داخل الحرم الجامعى لجامعة كولومبيا وهو يتوشح الكوفيه والعلم الفلسطينى توقن ان الله موجود، قسوة وشدة الضربات التى توجهها آلات جيش الاحتلال نحو الأطفال والنساء والمدنيين العزل وشراهه ونهم الانتقام لكرامه الجيش الإسرائيلى جعله غيرمدرك لحجم تأثير ذاك الدمار والقتل الغير مسبوق على العالم الذى طالما عرف بأنه الضحية التى لا تشعر بالأمان وسط مجموعة من الإرهابيين المدافعين عن حقهم الطبيعى هو قمة المعجزة.
الصمود الغير عادي للفلسطينيين فى مواجهة جيش كامل مدعوم من أكبر دول فى العالم، لماذا لا يترك الفلسطنيين أرضهم؟ لماذا لم تنجح إسرائيل من السيطرة الكاملة على غزة؟ لماذا لم يباد الشعب الفلسطينى من عقود من الزمن رغم القمع والقتل والحصار والتجويع؟ كل الإجابات تقود إلى أنها قمة المعجزة.
تتجلى فى عقلي مجموعة من الأفكار المتضاربة، لم نتصور أن تستمر الحرب إلى بعد اليوم ال 200 ونتسائل متى تنتهى الحرب؟ وجاء لدى خاطر أن الله يترك لنا المجال حتى نلحق بركب غزة ولكن بالطبع فى آخرالعربيات فالدرجة الممتازة محجوزة جميعها لمن سبقونا وضحوا بأرواحهم وعانوا أشد المعاناة، نحن من نستحق الشفقه يا أهل غزة فقد أصطفاكم الله لاختبار يفوق قدرتنا جميعا، فادعوا لنا يوم يكون الحساب قال تعالى "فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا فى سبيلى وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم".
التعليقات