رحلت السيدة جيهان السادات قرينة الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، بطل الحرب والسلام، عن عمر يناهز الـ 88 عاما. وكانت نموذجا للمرأة المصرية في مساندة زوجها في ظل أصعب الظروف التي شهدتها مصر بدء من ثورة 23 يوليو وحتى اغتياله عام 1981 .
وجيهان من مواليد محافظة القاهرة في 29 أغسطس 1933، واسمها جيهان صفوت رؤوف والدها كان يعمل أستاذًا جامعيًا، ويحمل الجنسية البريطانية، ووالدتها بريطانية الجنسية وتدعى جلاديس تشارلز كوتريل.
حصلت جيهان السادات على بكالوريوس في الأدب العربي من جامعة القاهرة عام 1977، وحاصلة على ماجستير في الأدب المقارن من جامعة القاهرة عام1980وحصلت على درجة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة القاهرة عام 1986، ونالت درجة الدكتوراه من كلية الآداب جامعة القاهرة، تحت إشراف الدكتورة العالمة سهير القلماوي.
التقت جيهان السادات بالرئيس الراحل محمد أنور السادات للمرة الأولى في السويس لدى قريب لها صيف عام 1948، وتزوجت جيهان السادات بالرئيس الراحل في 29 مايو 1949، وذلك قبل أن يصبح رئيسا للجمهورية عندما كان ضابطًا صغيرًا.
وكانت أول سيدة أولى في تاريخ الجمهورية المصرية التي تخرج إلى دائرة العمل العام، وكان لجيهان السادات مبادرات اجتماعية ومشاريع إنمائية، حيث كان لها دورًا في نصر المرأة والتأكيد على حقها في استكمال تعليمها وخروجها للعمل خاصة في المجال السياسي ومن أهم ما قدمت مشروع تنظيم الأسرة وتعديلها لقانون الأحوال الشخصية وأسست جمعية «الوفاء والأمل»، وكانت من مشجعات تعليم المرأة وحصولها على حقوقها في المجتمع المصري في الفترة ما بين 1970 إلى 1981.
ومن مؤلفاتها، كتاب "سيدة من مصر" ويتحدث عن مذكراتها وقصص تجاربها من خلال العمل السياسي كقرينة للرئيس السادات، والثاني كتاب "أملي في السلام"، الذي نشر في عام 2009 وهو يمثل تحليل ورؤي سياسية لما تشهده منطقة الشرق الأوسط وطرق التوصل إلى سلام منشود وحقيقي.
حصلت على العديد من الجوائز الوطنية والدولية للخدمة العامة والجهود الإنسانية للنساء والأطفال، وتلقت أكثر من 20 درجة دكتوراه فخرية من جامعات وطنية ودولية والجامعات في مختلف أنحاء العالم، ففي عام 1993 تلقت جائزة جماعة المسيح الدولية للسلام.
وتحدثت السيدة جيهان السادات عن الشائعات التي ألفها البعض لإحداث وقيعة بينها مع أم كلثوم وقالت : أنها كانت ترتبط بعلاقة جيدة مع أم كلثوم، وكانت من القلائل الذين يزوروا الرئيس السادات في منزله القديم بعد ثورة يوليو، وقت توليه مسئولية الإشراف على التليفزيون المصري، حيث كان يسكن في الدور الخامس بمنزل لا يوجد به مصعد، كما كان يبادلها الزيارة، وكانت تجمعهما علاقة صداقة قوية، وأنها كانت امرأة ذكية لا تقع في الأخطاء وتحسن التصرف، وتحب أنور السادات للغاية. وأن أم كلثوم كانت امرأة لطيفة وذكية ولبقة ولا تغضب أصدقائها منها.
وأشارت السيدة جيهان السادات، إلى أنها سافرت مع الرئيس السادات خارج مصر، وعند عودتهما عرفت أن أم كلثوم تعرضت لأزمة صحية ونُقلت إلى المستشفى، فذهبت لزيارتها ووجدتها في حالة متدهورة، فحاولت رفع معنوياتها وطلبت منها أن تستعيد عافيتها سريعًا وتعود لممارسة هوايتها في المشي وإلا اضطرت لتنفيذ الشائعة والدخول في خلاف معها، وهو ما أضحك المطربة الراحلة.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، قراراً بمنح السيدة جيهان السادات زوجة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، وسام الطبقة الممتازة الذي يمنح لعقيلات رؤساء الدول، وهو (وسام الكمال)، وذلك تقديراً لجهودها وخدماتها للبلاد وللإنسانية مع إطلاق اسمها على محور الفردوس.
فوسام الكمال عبارة عن رصيعة تحمل على الجهة اليسرى من الصدر مرصعة بفصوص الياقوت الأحمر والفيروز الأزرق والزفير وتتشح من تمنح هذه الطبقة بوشاح عرضه ٨ سنتيمترات من الحرير الرمادي المتماوج بحاشيتين من اللون الأصفر الذهبي.
وفي نهاية الوشاح وسام أصغر حجمًا من الرصيعة، ويرصع بفصوص من الياقوت الأحمر.
ومن أشهر من توج بنيشان الطبقة الممتازة الملكة إليزابيث الثانية، ملكة إنجلترا، في عام 1948، والأميرة ديانا، والملكة صوفيا، ملكة إسبانيا.
وتعد الفنانة الراحلة أم كلثوم أول من حصل على نيشان الطبقة الممتازة من خارج الأسر المالكة، حينما كرمها الملك فاروق عام 1944.
التعليقات