بعد خبرة طويلة مع المستشفيات والأطباء، وأطنان من التحاليل الشهرية، توقفت لحظة لأقارن كمية الأطباء الذين كنت أتردد عليهم.
وسرعان ما استطعت التمييز بين المحترف منهم والغير محترف.
وشعرت بطمأنينة وفخر بنفسي في نفس الوقت بأنني سرعان ما أدركت الطبيب المحترف من الآخر...
رغم أنه كان أمرا طبيعيا أن أفعل ذلك خوفا على صحتي..
فالطبيب المحترف يحدث تأثيرا وأثرا إيجابيا على صحتي أما الغير محترف فيحدث العكس تماما.
كانت لحظة فارقة... ولكن لمقارنة ساخرة!!
تلك اللحظة التي توقفت فيها في الشارع كالأبله..
وأنا أبتسم في سخرية شديدة.
لاحظها القاصي والداني..
ربما ظن البعض أنني قد أصابني مس من الجنون وأنا ممسك بظرف تحليلي الضخم المعتاد..
ربما بخصوص ارتفاع أسعار تكلفة التحاليل!!!
أو انهيار العملة المحلية وأزمة الاقتصاد العالمي...الخ.
ولكن الأمر بالنسبة لي - كما سبق وقلت - كان لحظة فارقة للسخرية... ولكن من العالم!
ليس العالم نفسه بذاته أقصد..
بل أسخر من من هو مسئول عن الحكم
على سلوك العالم والدول!!
اتفق العالم منذ بدايات القرن الماضي على أن هناك هيئات ومؤسسات دولية تحكم بين دول العالم المتحضر وعلى كل الدول أن تنصاع إلى قراراتها..
وذلك لتحسين كافة الأوضاع السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية...الخ
مثال: هيئة الأمم المتحدة، مجلس الأمن،
منظمة حقوق الإنسان، منظمة الصحة العالمية، صندوق النقد الدولي، منظمة اليونيسف... الخ، الخ..
وهنا توقفت للتفكير العميق... وكأن نورا قد ظهر في نهاية النفق المظلم..
إن كانت كل هذه الهيئات والمؤسسات موجودة.. فماذا لو حل بالكرة الأرضية؟!!
حروب، منازعات، عقوبات، فيروسات، مثليين... تقسيم دول، انهيار دول، انهيار الاقتصاد العالمي، انهيار المناخ العالمي..
نهب وتدمير وسرقة أهم آثار العالم، بل وبيعها أمام عيون العالم أجمع..
وتحذير أخير بوباء جديد!!! وهنا أعود لمنطقي مع الأطباء..
فعندما أدركت أن طبيبي الأول لم يكن ذا أي فعالية..
وصحتي تتدهور معه ولا يوجد أي تحسن..
لجأت لطبيب آخر..
وهنا حدث التغيير المنتظر..
تحسنت صحتي.. وهو المرجو..
وهنا كان تحركي منطقيا وسريعا.. فهذه صحتي.. حياتي.
لا أترك أحد يعبث بها..
خاصة لو كان غير مؤهل..
غير قادر على التغيير والتحسن وهو الشيء الوحيد
المرجو منه لا أكثر!!
لقد ذاكر ودرس وتخرج ومارس المهنة من أجل هذا الهدف وحده
أن يحدث التغيير.. أن يبدل الحال من أسوأ إلى الأفضل..
وأنا كإنسان عادي كان تصرفي طبيعيا فعندما أدركت أنه غير قادر.. على الفور قمت أنا بالتغيير...
وسؤالي هنا للعالم:
أليس الآن الأوان أن يدرك العالم أن "طبيبه" الذي يعالجه
وظل يكتب له العديد والعديد من الوصفات الطبية..
ووضع مئات الخطط العلاجية
ومنح ومنع وعاقب و.. و... وتحاليل مكلفة..
وما زاد الطين بلة
تجد نفسك جالسا أمامه وهو يتهمك
أنك أنت الذي أفسدت طرق وخطط علاجه السحرية
بسلوكك الخاطئ..
وتشعر أنك طفل يقف أمام مدرسته السادية وهي توبخه..
والتي تحول وجهها القبيح وهي توبخك بشدة إلى
شبح مخيف يطاردك في كوابيسك اليومية..
ياسادة
أليس بعد كل هذه السنين..
وبعد اكتشاف أن طبيبك غير قادر.. فاسد.. غير محترف...
أن تقوم بتغييره؟؟؟؟!
التعليقات