لا حرب بلا ضحايا .... ولكن أمن الإنصاف أن يُضحى بالشخص نفسه أكثر من مرة في حرب واحدة؟!
فعندما يُقال أن الناجين من الحرب هم الضحايا الحقيقيون، وليس الشهداء، نعني هنا أمثال وائل الدحدوح.
وائل الدحدوح هو مواطن فلسطيني أولا، باقٍ على عهده، مؤمن بقضية بلده وأحقيته فيها، وواجبه تجاهها من خدمة ومناضلة لنيل الاستقلال، مكث فيها مع زوجته وأبنائه ليكونوا عونا له، لا أن يقدمهم جميعا فداءً.
كان يوم الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي بدايته مع التضحية، عندما استشهد كل من زوجته وابنه وابنته وحفيده؛ وهذا جراء غارة جوية قام بها الاحتلال الإسرائيلي على المنزل الآمن في جنوب القطاع، بعد النزوح إليه استجابة لتهديدات سلطات الاحتلال.
وجاءت النكبة الثانية في يوم 15 ديسمبر، عندما تعرض للإصابة، ورأى استشهاد صديقه وزميله الصحفي سامر أبو دقة، إبان قصف مدرسة حيفا في خان يونس.
واستمر بعد كل ما مر به من صعاب في تأدية دوره وعمله كمراسل لقناة الجزيرة، إلى يوم أمس السابع من شهر يناير، حيث تلقى الخبر الأليم باستشهاد ابنه البكر والسبب وراء كنتيه "أبو حمزة"، الصحفي حمزة وائل الدحدوح، جراء قصف إسرائيلي استهدف صحفيين في خان يونس.
وائل الدحدوح بطل فدائي، هذا أمر مفروغ منه، ولكنه يظل إنسانا. إنسان فقد أعز ما يملك، شيع من ظن أنهم مشيعوه، ولم يجازف بهم يوما؛ حيث ذهب بهم إلى البقعة الآمنة كما قال له أعداؤه ليس ثقة بهم، ولكن خوفا على أحبته.
فإذا كان مبرر القوات الإسرائيلية لما يحدث، أن حماس هي من تصنع من المدنيين دروعا واقية، فلماذا يتم قصف المناطق الآمنة التي لا يقطنها غير المدنيين النازحين؟! ولماذا يتم استهداف الصحفيين صاحبي الرسالة، ومهنة نقل الحقيقة إلى العالم؟! إلى متى سيظل الجرح يدمي؟!
التعليقات