الفكر التنويري الداعم للدين والعقيدة وتحرير العقل والأخذ بالعلم فى كافة المجالات هذا ما نحتاجه فى حياتنا.
العلم ليس قاصرا على الفقه واحتكار الشيوخ الذين يبحثون عن الشهر ة والمال وهم أشبه بعلماء بني إسرائيل يحرفون الكلم عن مواضعه ،عالم الدين الحقيقي هو من يأخذ بالقرءان والسنة الصحيحة فقط ، ويبين للناس ما دخل على السنة من تحريف ولا يحض على كراهية الآخر وتكفيره أما ما يطلق عليهم شيوخ فهم ليسوا بعلماء ولكنهم تجار يلعبون على وتر الأحاديث الضعيفة وغير الصحيحة من أجل " الترند "، وكم عانينا من جهلهم عندما لعبوا بالسياسة وكفروا الأنظمة الحاكمة وتسببوا فى الفتنة وكونوا ثروات طائلة من التجارة بالدين وكادت البلد أن تضيع بسببهم؟!
العلم التجريبي فى معامل الفيزياء والبيولوجي والجيولوجيا والكيمياء والطب والصيدلة والهندسة والزراعة هو ما نحن بحاجة إليه فى زمن الطفرات العلمية الهائلة ولسنا بحاجة إلى جهل الشيوخ وخرافاتهم ولكن إلى علم بجانب العلوم التجريبية يعطى للإنسان راحة وطاقة روحانية ودينية صافية بعيدا عن شوائب الشيوخ !
هناك ثوابت لا نستطيع الحياد عنها ، ولتوضيح فكرة التنوير الحقيقي الداعم للدين نقدم بعضا من الفكر التنويري والثوابت :
- الدين ليس فيه أي مشكلة مطلقا.
- المشكلة عند المتدينين المتشددين الذين يحتكرون الدين ويظنون أنهم اكثر تدينا وغيرة على الدين من غيرهم بل يظنون أنهم المسلمون وحدهم وما دونهم على باطل!
ونستطيع أن نقول أن صفة متدين ليست فى غير موضعها ولكنها مقبولة مجازا لمن يتمسك بدينه وثوابته.
- الدين ليس مظاهر ولكنه معاملات وجوهر.
- السنة الصحيحة فقط والتى ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم هي ما ينبغي أن نتمسك بها وليتنا نقتدى بأفعال النبي فى سلوكه وأخلاقه ومعاملاته ولا نكون مجرد أبواقا تتكلم ولا تعمل ..
- كتاب الله هو الكتاب الصحيح فقط ولا يوجد بعده كتاب أو كتب أخرى مثل أصح كتاب بعد القرءان ؟
فالقرءان هو مصدر الشريعة و التشريع والسنة الصحيحة فقط تفسر لنا وتوضح الشريعة وتحثنا على الفضيلة والمعاملات الطيبة فى حياتنا وحب الآخر والسلام والتسامح والأخلاق .
- التنوير ليس جريمة والتفكير ليس بدعة وكفرا.
- منهج التنوير يتلخص فى الأخذ بالعلم والدين معا والتكامل بينهما وليس هناك فجوة أو انفصال.
تحرير وإعمال العقل والمنطق أصبح ضرورة فى حياة تتطور بشكل سريع وليس هناك مذاهب فى الدين ولا أحزاب ولا شيع وليس ذلك فى الإسلام فحسب بل فى كل دين لأن الدين خالصا لله وحده ومن عند الله وليس من صنع البشر.
يلعب العلم التجريبي دورا كبيرا من أجل راحة الإنسان ورفاهيته وبجانب ذلك فالإنسان يحتاج إلى الدين من أجل الإيمان وإنسانيته وتعاملاته وسلوكه وروحانياته وسلامه مع نفسه ومع الآخرين.
من أجل ذلك يخافون من التنوير لأنه يكشف كذبهم باسم الدين ويكشف جهلهم أمام العلم الذي يحاولون أن يحجموه ويختزلوه فى علم الفقه والحديث فقط؟!
تحرير العقل ضرورة والتنوير مطلوب أكثر من أي وقت مضى. العلم والدين سوف ينتصران معا فنحن فى مرحلة تحول كبيرة ولسنا وحدنا فى هذا العالم الغريب .
التعليقات