الفصل الثاني
بصمة القلب فى مسيرة العشاق تسوق
وسجل دعوات الحياة عن بعد
ميداليات الفوز
خطوات الوصول لمحبوبة القلب
أسرار الحمام
الكعبة والنظرة الأولى
شدو التلبية وروحانيات الطواف
روح زفة
السعي بين قطبي مغناطيس روح
واغتسال الذات
عرفات المنى
ق ..ف .. إنها الوقفة
عمرة فى عمرة
مسيرة الزفاف
الفصل الثالث:
جزوع حورية الماضي
أحد يحبنا ونحبه
فستان المدينة الأبيض
روح .. لارينزفاف فى العيد
بيت المدينة
ورازازات وشعاع الذات
الفصل الرابع:
دار السلام
زوينة بلزاف
قصبة أيت بن جدو
مما سبق من كتابة عنواين الفصول وما يتبعها من عنواين من حيث الشكل والتقسيم المتعمد من د/فتحية نشعر أنها قامت بتقسيم الرواية إلى مجموعة من القصص التى أخذت كل قصة منها عنوانا وكل قصة تسلم أحداثها للقصة التى تليها فيشعر القاريء أنه فى مقام المشاهدة وكأن المشاهد تم تقطيعها كما لو كانت سيناريو
مرئيا على شاشة عرض وليس فقط فى صفحات كتاب.
عناصر الرواية
فى شدو لارين عندما نتحدث عن عناصر الرواية المثالية فإننا نتحدث عن فكرة الرواية وهدفها ومضمونها وطريقة السرد وهذه العناصر تقع تحت مضمون الحبكة الروائية وقد اعتمدت د/ فتحية فى هذا العنصر على فكرة الحلم الذي كتبت عنه تحت شدو لارين فى عنوان .
الكتاب:
حينما الأحلام تصبح جزءا من الواقع.
وأضيف أن الأحلام والرؤى تصبح جزءا من الواقع وتتحقق فى الوقت الذي لا نتوقع حدوثها وتحقيقها فتحقيق الرؤيا والحلم لأصحاب الشفافية فى صورة جائزة ومكافأة خاصة عندما تكون الرؤيا طيبة ويكون الحلم فى صورة بشرى للرائي وهذا ما تحقق لبطلة الرواية "روح" وكانت الحبكة فى صورة متوالية قصصية كل قصة لها عنوان يبوح عن سر من أسرار الرواية ثم تكون المفاجأة فى الثلث الأخير تقريبا من الرواية الذي يتحقق فيه الحلم فى صورة رومانسية روحانية شفافة فكانت المكافأة والجائزة التى لم تخطر على قلب وفكر "روح" فتجعلنا د/ فتحية نعيش مع كل لحظة من لحظات الواقع الذي كان حلما حتى إذا ما وصلنا لنهاية الرواية فجأة نشعر بالحزن لأنها توقفت وأننا لا نستطيع أن نعيش مع روح وحبيبها "المفاجأة" الذي احتفظت به المؤلفة للثلث الأخير فكان ذلك عاملا كبيرا من نجاح الحبكة الروائية فى شدو لارين.
وإذا انتقلنا لعنصر آخر من أهم عناصر الرواية وهو عنصر الشخصيات ورسمها وتقديمها للقاريء فعدد شخصيات الرواية قليل جدا حتى كأننا بعد أن ننتهى من قرائتها لا نشعر إلا بوجود روح وأبيها وأمها وجدتها ولارين التى التقت بها ثم حبيبها الذي إدخرته للثلث الأخير منها، ومما يحسب للمؤلفة أن جعلت الشخصيات كأنها حية تدب فيها الروح وتتحرك فى بساطة وتواضع وتحزن وتفرح ليتفاعل المتلقي معها فى هدوء حتى أنه يحزن وقت الحزن ويفرح وقت الفرح وكل ذلك من خلال بطلة الرواية "روح" التى رسمت ملامحها وعمقها النفسي والفكري وكأنها درست الجانب والعمق النفسي لشخصية روح فكانت الصورة ثلاثية الأبعاد
مكونة من روح وجسد ونفس فنجد النفس العاقلة المفكرة الحالمة ونجد الجسد المتعب بالحزن ثم يحدث التحول فنجده فى عنفوانه وقوته يتغلب وينتصر على أحزانه ثم نجد الروح الشفافة المحبة للخير والجمال والسلام كأنها تعيش فى المدينة الفاضلة وكأن الكاتبة تقول :
بداخلنا مدينة فاضلة للخير علينا أن نكتشفها ونبحث عنها ونعيش فيها فى سلام ومحبة مع كل من حولنا من البشر والطبيعة.
** إذا انتقلنا للعنصر الثالث من عناصر روايتنا ومدى ظهوره وكأنه أحد أبطالها رغم كونه عنصرا غير بشري فإننا نتحدث عن المكان والزمان .. فالمكان فى الرواية يلعب دورا كبيرا لأن الحلم وتحقيقه ارتبط بالمكان ..لماذا؟
لأن المكان هنا الذي تدور فيه الأحداث لأكثر من ثلثي الرواية هو (مكة والمدينة المنورة) حيث يصبح الحلم واقعا وتتحقق الرؤيا والبشرى التى رأتها فى الحلم وهذه البشرى كانت لم تكن من بشر عادي ولكنها كانت من " نبي" والنبي هنا هو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فكانت مكة والحرم المكي حيث بدأت لارين مناسك الحج ورأت وشاهدت من الأنوار ما رأت ثم كانت رحلة الروح وتحقيق الحلم فى المدينة حيث رأت حبيبها سيدنا النبي فرزقت بحبيبها الذي كان المكافأة الربانية والبشرى النبوية فيتجلى المكان وكأنه بطلا يبوح بأسراره مع الزمان الذي أشارت له المؤلفة وكتبت أن الأحداث كانت فى عام ٢٠١٩ العام الذي سبق عام جائحة الكورونا.
** العنصر الأخير الذي أستطيع أن أتوقف أمامه كثيرا وأبدي إعجابي به هو عنصر "اللغة" فكما أشرت قبل ذلك أننا أمام لغة شاعرية فيها كل مفردات البلاغة من تشبيه واستعارات ووصف وجمال وسرد يتدفق كنهر عذب الكلمات وربما أشبه تجربة الدكتورة فتحية فى كتابة هذه الرواية أشبهها بالتجربة الشعرية والوجدانية بل التجربة الروحانية التى يعيشها الشاعر ليكتب قصيدته بعيدا عن الإحترافية والصنعة.
وبالفعل كان هناك الشعر ينطلق فى كل لحظة وجد وكل لحظة تأثر روحانية وقلبية فنجد القصيدة تنطلق دون توقع وكأنها ترتجل فنشعر أن "روح" قد شدت ببوح ومكنون قلبها وصدرها وليس كاتبة الرواية هى من كتبت وألفت القصائد وشدت بكل قصيدة.
التعليقات