في يوم الإثنين الموافق ١٩ يونيو ١٩٦١، تم إعلان استقلال الكويت وهذا بعد مفاوضات بين أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم والمندوب السامي البريطاني والتي انتهت بإعلان الأخير عن نية بريطانيا في الانسحاب الكامل من الكويت ومنحها الاستقلال الكامل، أي لم يكن الاستقلال نتيجة حرب كما جرت العادة؛ لأنه بالأصل لم يكن وضع الكويت تحت الحماية البريطانية نتيجة حرب.
بعدما ساءت العلاقة بين الكويت والدولة العثمانية طلبت الكويت الحماية من بريطانيا ولكنها رفضت في البداية؛ لأن الوضع لم يكن يتطلب وقتها التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، ولكن بعدما استعانت الدولة العثمانية بألمانيا لدعمها في المنطقة تحت عنوان مشروع سكة حديد برلين، مما أثار ذعر بريطانيا، فتم توقيع اتفاقية الحماية البريطانية مع الشيخ مبارك الصباح الملقب بمبارك الكبير في عام ١٨٩٩ لتتحول لها إدارة الشؤون الخارجية للكويت بعد أن كانت إدارتها تابعة لولاية البصرة التابعة للدولة العثمانية.
كانت تلك الفترة هي مرحلة ازدهار دولة الكويت وانطلاقها نحو مستقبل مشرق حيث استقرار الشؤون الخارجية وحماية الدولة من أي أطماع كانت تجوب في المنطقة وقتها، بدأ الشعب في صب مجهوداته في تطوير بلده واكتشاف أرضه، فاهتموا بالعمران والتعليم فتم بناء المدرسة المباركية والأحمدية، وفي عام ١٩٢١ تم إنشاء مجلس الشورى، وأول انتخابات للمجلس البلدي عام ١٩٣٢، وكذلك المجلس التشريعي عام ١٩٣٨، ومجلس الصحة ومجلس المعارف في عام ١٩٣٦، مع توقيع اتفاقية مع شركات أمريكية بريطانية للتنقيب عن النفط وهذا في عام ١٩٣٤.
اشتهر الكويتيون بداية بالغوص على اللؤلؤ فكانت مهنة أغلب سكان الكويت قبل بداية اكتشاف آبار النفط على أرضها، حيث تم اكتشاف أول بئر نفطي في عام ١٩٣٧ وهو بئر بحره، ولكن بسبب أوضاع الحرب العالمية الثانية لم يصدر النفط إبانها، فكانت أول شحنة في ٣٠ يونيو ١٩٤٦. وبعد استقرار الشؤون الداخلية للبلاد حان الوقت للاهتمام بالشؤون الخارجية حيث ضجر الشعب الكويتي من القيود المفروضة عليه حيث لا يحق لهم السفر إلى الخارج إلا بموافقة المندوب البريطاني، وبعد تولي الضباط الأحرار الحكم في مصر، وبدء جمال عبدالناصر في انتقاد السياسات البريطانية في مستعمراتها في شبه الجزيرة العربية كما طالب بإقامة قنصليات في الكويت لمراقبة أوضاع الكويتيين، طالب أمير الكويت الشيخ عبدالله السالم بنهاية اتفاقية الحماية البريطانية وتبديلها بإقامة علاقة ودية بين الكويت وبريطانيا كدولتين مستقلتين لكل منهما سيادتها وسياستها المستقلة مما يتناسب مع الأوضاع الجديدة الكائن عليها البلاد.
ليتم الاستقلال في يوم ١٩ يونيو ١٩٦١، وكانت الخطوة الأولى في الدعوة إلى إجراء انتخابات عامة لمجلس تأسيسي ليتولى عند تأليفه كتابة الدستور، وفي خلال تسعة أشهر وفي يوم ١١ نوفمبر ١٩٦٢ تم إصدار دستور دولة الكويت الذي يتكون من ١٨٣ مادة، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة حيث دخولها ضمن بلدان المجتمع الدولي، لتصبح عضوا في جامعة الدول العربية، واليوم وبعد ٦٢ عاما من الاستقلال تأتي الأخبار مؤكدة استمرار تقدم وازدهار دولة الكويت الشقيقة أدام الله استقرارها لها وللوطن العربي بأكمله.
التعليقات