هل لاحظتم يوماً العلاقة المشتركة بيننا كبشر وبين الإسفنج؟
يرى بعض العلماء أن الإسفنج هو أساس لجميع الحيوانات في العالم، فالخلايا بسيطة في الإسفنج وبدائية فالخلايا بسيطة في الأسفنج وبدائية فالكثير من العمليات في الحيوانات العادية غير موجودة في الإسفنج مثل الهضم ونقل الدم.
الجسم مثقوب بثقوب أو فتحات عديدة تنتهي إلى حجرات التي من خلالها يمر الماء، خلايا الجسم غير متخصصة وتعتمد في وظيفتها كل على الآخر.
فى السيرة الذاتية التى ينصحك الجميع بإضافتها فى السمات الشخصية أنك تستطيع العمل تحت ضغط لإثبات جدارتك بالعمل وأنك بتعبير أخر إسفنجة تتحرك على الأرض.
عليك أن تكون مثقوبا مثل الإسفنج تمتلىء فتحاتك بضغوط العمل لتتحرك سريعا وتنجز الأكثر ليأتى عليك أخر اليوم فتعتصر نفسك مثلما تُعصر الإسفنجة لتتخلص من كل تلك الشوائب اليومية.
علينا أن نتسائل هل نستطيع جميعا أن نعتصر أنفسنا ونُبقى على سلامنا النفسي؟ وألا تنتقل نظرية الإمتصاص إلى كل جوانب حياتنا فنصبح مجرد إسفنجيات تمتص كل ما يمر علينا سواء فى نطاق العمل أو الحياة الخاصة فيلاحقنا الإرهاق ليغلبنا فنسقط وقوفا؟ والأخطر أن نتطور فنطالب الجميع من حولنا أن يحذو حذونا وأن يعيشوا طوال أوقاتهم مجرد إسفنجة لنا.
يؤكد العلماء أن أغلب الإداريون يعانى في كافة المجالات من ضغط العمل الكبير والمسؤولية الملقاة على عاتقهم والتي لا تقتصر على ساعات العمل الرسمية بل وتمتد خارج العمل أيضاً، الأمر الذي يعرضهم للتوتر الشديد ويؤثر على علاقاتهم الاجتماعية سواء بالموظفين أو على الصعيد الشخصي.
على موقع التوظيف الإلكتروني صرح 65٪ من الموظفين بأنهم فكّروا بترك وظيفتهم الحالية في مرحلة ما بسبب إختلال التوازن بين حياتهم المهنية والشخصية، كما قال أكثر من نصف المهنيين (57٪) إنهم يهملون بعض المسؤوليات الشخصية والعائلية بسبب العمل.
هذا يسوقنا للتساؤل عن كيفية تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
التوازن بين العمل والحياة هو مفهوم واسع بما في ذلك تحديد الأولويات بين «العمل» (المهنة والطموح) من جهة و«الحياة» (الصحة، متعة، وترفيه، الأسرة والتنمية الروحية) من جهة أخرى.
بعض الدراسات قامت بوضع بعض الخطوات حتى لا نصبح يوما مجرد حيوانات بدائية التكوين نجرى فى الحياة مجبرين على إمتصاص كل الشوائب.
منها الإلتزام بالجدول الزمني في حياتنا وجدولة كل دقيقة وأن ندرك أن جدولة هذا الوقت تحتاج إلى تواجدنا الكامل وألا نكون مجرد جسداً فارغ التركيز يتحرك وسط الجميع محملاً بأفكار خارج المحيط الذى يتواجد فيه.
مشاكل العمل وضغوطه لن تنتهى إذن لا بأس ببعض الراحة التى نستحقها ونعلم جميعاً أننا سنعود لوضع الإسفنجة فلا بأس من إلتقاط الأنفاس قليلاً.
لا تسمح لنفسك بأن تقترب من إيميلك الشخصى أو تتلقى إتصالات عمل يمكن تأجيلها إذا كنت تجتمع بأسرتك أو أصدقائك فالسماح بالخلط الدائم بين مواعيد العمل والحياة الشخصية تدخل من خلاله إلى نفق مظلم وللأسف لا تدخله منفرداً بس تصطحب أسرتك معك مجبرين لا مخيرين.
إعداد قائمة يومية بالمواعيد وتفاصيل اليوم مع تحديد كل المطلوب منك إنجازه من شأنه تنظيم يومك وعقلك وإعتبار هذا من طقوسك اليومية هو البداية الصحيحة للنجاح فى التنفيذ .
يوصي العلماء بعدم تناول ما يتجاوز 400 ملغ من الكافيين يومياً أي ما يعادل 3 أكواب صغيرة، حيث ثبت أن الجرعات الكبيرة منها تسبب القلق والتوتر.
نعلم جميعا أن الحياة أصبحت قاسية وصرنا نعيش فى عالم مادى يلاحقنا جنونه أينما كنا ، تلك حقيقة ندركها جميعاً ولكن لنسأل أنفسنا لماذا نستمر فى السعى والحياة إذا كان الثمن هو أنفسنا أو أقرب المقربين لنا ؟
التوازن بين حياتنا العملية والشخصية هو فى حقيقة الأمر نجاة لنا من هذا الجنون الذى يلاحقنا والبحث عن أفضل الطرق لتحقيق هذا التوازن ليس فكاهه أو سخافة بل واجب علينا لنبل الهدف وجديته .
العيد على الأبواب ولنجعله البداية الحقيقية لتحقيق التوازن بين حياتنا العملية والشخصية فالعمل والأسرة كلاهما يستحق الاهتمام والرعاية فقط إجعل لكل منهما وقته (كل عام وأنتم فى أمن نفسي وصحى).
التعليقات