مشهد رصدته عيون بعض المتابعين لرياضة الاسكواش والتى تتميزمصر بتصدر بطولاتها وكذلك التصنيف العالمى لتلك الرياضة ، مشهدنا بين بطلة الإسكواش المصرية "روان العربي" وبطلة الإسكواش المصرية "نور الشربيني" فى بطولة "جي بي مورجان" والمقامة حاليا فى أمريكا .
الإتنين مشاركين في البطولة " نور" المصنفة الأولى عالمياً فازت في المباراة الخاصة بها وتأهلت لربع النهائي."روان" المصنفة الـ 12 عالمياً كانت على استعداد لمواجهة صعبة أمام البلجيكية "نيللي جيليس" المصنفة رقم 4 .
"نور" فى مشهد جميل جلست أمام "روان" لتقدم لها خلاصة تجاربها وخبرتها مجانا وبمنتهى التصالح مع النفس وذلك بعد كل شوط من أشواط المبارة ، الى أن أصابت "روان العربي" الهدف وفازت على المصنفة الرابعة 3/2 وتأهلت لربع النهائي .
المشهد الذى قد يجتهد أى كاتب سيناريو ليسطر من خلاله أحاديث ومضامين تعبر عن السلام النفسي بين البشر والحب والأخوة الوطنية وخلافه أجده مشهداً ثرياً أيضا لأكتب من خلاله عن حالة أسميها "التشبع بالنجاح" تصيب الناجحين من أصحاب القلوب البيضاء .
قبل أن تتسرعوا فى الحكم على المعنى الظاهرى للكلمة وتعتقدوا أنها تعنى الإكتفاء بما وصلنا إليه من نجاحات أو تعنى أن يصيبنا العجز عن تحقيق الذات وتجديد الأهداف أو أنها تعنى أن نركن جانباً لنفسح للأخرين الساحة وكأننا نعيقهم عن التقدم وتحقيق النجاح .
التشبع بالنجاح الذى أقصده هنا يتمحور حول إجتهادك ومثابرتك وأنت تدرك أنك قادر ومميز وأن مكانتك غير ، تعنى أن نجاح الأخرين لا يخيفك ولا يفزعك فأنت تسير فى خطى رسمتها لنفسك ودفعت ثمنها مقدماً ولا يعلم أحد ماذا دفعت ومن حاربت وكيف ذابت أيامك فى خضم تحقيقك لهدف وضعته وركزت عليه ولم يشغلك يوماً الاخرين .
المتشبع بالنجاح لا يبحث عن التصفيق المزيف ولايتخابث ولا يتربص لينقض على فرصتك ، لن تجده ناقدا لاذعا أبداً والأهم لن يبخل عليك بالنصيحة والمساعدة لتنال لذة النجاح مثله .
المتشبع بالنجاح والذى نعنيه فى مقالنا هذا لن تجده باكياً شاكياً إليك قسوة الأيام لأنه مدرك لما هو مقبل عليه ، تجده طواقا إلى التفاؤل والأمل فيما هو قادم بإختصار هو دائما كوبه ممتلىء مهما بدا للبعض فارغا أو يكاد.
فى نفس الوقت هو مدير التخطيط لحياته رقم واحد يضع أهدافاً قد يظنها البعض مصدرا للتعجب وأحيانا للسخرية ، قد تجد لديه هدفاً مثلاً أن يصعد إلى قمة جبل سانت كاترين فى خريفها الرائع ، أن يمارس رياضة التنس ولو لمرة وحيدة فى حياته ، وفى نفس الوقت تجد لديه هدفاً شاقاً يحتاج إلى كل جهده وطاقته وقلبه فيتمنى أن يكون ملهماً للأخرين فتصير قمة سعادته أن كلمة صدرت منه فى معرض ما فغيرت حياة أحدهم أو إحداهن فيدرك أنه خُلق لهدف جميل .
المتشبع بالنجاح ليس مثالياً هو بشرلن يزيد قيراطا من نقصان من حوله ولن تزيد قوته وسطوته من إضعاف الأخرين ، فقط يستمتع بسرد ذكرياته لتحلى أحاديثه بفخرعن عبوره عواصف الحياة بيقين بالله وإيمان بذاته وتقديره لأيادى سليمة القلب مُدت له يوما .
كلمة أسف لا تخاصم لسانه ولا تتعالى على أن ينطق بها ، له ذلاته وأخطائه وقصصه الخفية ، ورغم ذلك يقف على قدميه ليستقبل ماهو أت كاسفنجة تمتص التغيير تارة وكقطعة صلصال مرنة تتشكل بحرفية لتطور نفسها تارة أخرى .
"نور" المصنفة الأولى عالمياً لم تتخلى عن البطولة وستجدها منافس وخصم شرس وقوى ولكنى أثق أنها فى كل الأحول سوف تحتضن غريمتها عند الفوز أو الهزيمة لآن الناجح المتشبع بالنجاح لا يرى نفسه مهزوما أبداً فكوبه دائما ممتلئاًكما ذكرت سابقاً.
المتشبع بالنجاح يختلف عن الناجح العادى فهو مشغول بحاله تلهيه حكايته عن حكايات الأخرين لا يتوفر لديه الوقت للبحث عن حواديت الغرف المغلقة وإن وجد وقتا فيستثمره فى تطوير نفسه وتحقيق أهدافه ومساعدة غيره .
الحياة قد تمتلىء بالناجحين من البشر لكن يندرأحيانا أن تصادف منهم المتشبيعين منهم بالنجاح.
التعليقات