يتباهى الانسان كل يوم وفى كل موقف بذكائه الخارق فى اجادته للتشبيه بالحيوانات كأمثلة لكل أفعال البشرالبغيضة والسيئة فهذا الفعل الذى قام به فلان مثل "الكلب" يقوم بعض اليد التى امتدت له ، يالله هل تقارنون أفعالكم بهذا الحيوان الوفى الذى قد يفقد حياته حزنا على صاحبه الذى قد أطعمه يوما أو سقاه !؟.
ونجد تلك التشبيهات التى قد يجدها البعض للأسف عميقة حينما يشبهون بعض النساء بالحيات تلك الكائن الذى تم إتهامها بأبشع الإتهامات متلاعبين بصفات خلقها الله عليها ولم تخدع أحداً أو تتملق أوتتباهى بإنسانيتها فحينما تلتف حول ضحيتها يدرك الطرفان أنها النهاية فلا نجدها تبتسم لضحيتها قبل أن تغمد سمها في قلبها .
ولم تفلت من دعابتهم "الحرباء" وتلاعبو بميزة عظيمة خلقها الله عليها للتخفى واستكمال كفاحها من اجل البقاء ليتشدقوا بان تلك او هذا مثل الحرباء يتلون من أجل الضحك والغدر والخداع للأخرين فصرنا مثل الحمار يحمل أصفارا لا ندرك أو نتعمد أن لا ندرك حكمة الله فى خلقه .
ولن يفلت منا أولى ضحايا الإنسان منذ الخليقة هذا "الغراب" الحزين الذى دفع ضريبة ذكائه غالياً فصار رمزا للشؤم والنحس وياويلك إذا كان نصيبك رؤيته صباحاً فقد يتكدر يومك وترى الدنيا سواداً فى سواد ولا مانع من إطلاق إسمه على هذا الزميل ونجعله رمزا للفأل السيىء ونرفق إسمه مسبوقا أو متبوعا بإسم (الغراب ) .
تخيل أيها الإنسان العبقرى أن "الغراب" يستطيع أن يتعرف على وجوه البشر ليس ذلك فقط بل يستطيع أن يصنف البشر إلى جيدين وبشر سيئين صفة قد لا تجدها فى العديد من البشر .
ولن تبتعد عنه كثيراً تلك "البومة" والتى تتم حولها كافة الدراسات العلمية لبيان تفاصيل حياتها ومعجزات الله فى خلقه لها ويمكن للبوم تحويل رؤوسهم حوالي 270 درجة لتستكشف ماحولها فى ميزة تحدسها عليها كافة الكائنات الحية وأوقن أن منا من يتمنى تلك الصفة به.
ولكن هيهات أن نغفل عنها ولا نرشقها بصفاتنا فهى صارت تعبيراً على الخراب الذى سيلحق بنا إذا لاقدر الله سكنت شرفتنا أو صارت جارة لنا فوق الشجرة العالية التى خلقها الله لها لتسكنها ، فصارت تلك الجارة التى لا ندرك ما تعانيه فى حياتها لنستكمل ذبحها ونلقبها "بالبومة جاءت البومة ذهبت" !.
وانتهى معكم بكارثة الكوارث والتى لا تخلو الدراما العربية تحديداً بالتنكيل بها وهى "اللبؤة " زوجة الأسد التى تتمتع بالسرعة والذكاء والقوة المتمثلة فى قدرتها على الاعتماد على نفسها فى صيد فرائس تفوق حجمها فى بعض الأحيان لتأمين غذائها وغذاء أشبالها بل وللأسد نفسه ملك الغابة.
بعد كل تلك الصفات التى يندروجودها فى أغلب الحيوانات يتمطع البعض فى مجتمعاتنا العربية ليوجه الإهانة للنساء بإطلاق لفظ "لبؤة " عليهم أولتوجيه الإهانة للرجال فيتحول كائن خلقه الله إلى لفظ خارج فقط من خلال ترك كل الصفات التى سبق ذكرها والانسياق وراء صفة وغريزة خلقها الله عليها وليس لها منها حيلة او أمر .
فمالكم ومخلوقات الله إذا كنا نريد أن نتمثل بهم فكيف وقد كرمنا الله بخلقه للإنسان وقال للملائكة "إني أعلم ما لا تعلمون" سورة البقرة الأية (30) كيف نتجرأ ونتملص من أفعالنا القبيحة ؟ فالبشر يملكون شراسة قد تفوق الكائنات الأخرى والأدلة لا تعد ولا تحصى منها ما سمعنا عنه ومنها ما شاهدناه ومنها ما عاصرناه .
هل وجدنا يوماً حيواناً خلقه الله مَثل بجثة فريسته بعد ذبحها ؟ هل رأيناً يوماً حيواناً حبس أخر من أجل تجويعه؟ أو أطلق أسلحة محرمة على أطفاله بهدف تعذيبهم وقتلهم ؟
إختصاراً هل رأينا يوماً حيواناً تملص من غريزته الشرسة وألصقها بالإنسان وإرتدى ثوب الإنسانية وهو يقف بقدميه عليها مثلنا ؟
فلندرك أن "ذئب " يوسف لم يكن يوماً مذنباً .
التعليقات