معركة عين جالوت وقعت في 3 سبتمبر 1260 م، تعد من أهم المعارك الفاصلة في تاريخ العالم الإسلامي؛ انتصر فيها المصريون انتصارا ساحقا؛ على المغول وكانت هذه هي المرة الأولى التي يهزم فيها المغول في معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان؛ أدت المعركة لانحسار نفوذ المغول في بلاد الشام وخروجهم منها نهائيا وإيقاف المد المغولي المكتسح الذي أسقط الخلافة العباسية سنة 656 هـ- 1258م.
وجاءت المعركة لتعزيز موقع دولة المماليك ؛من مصر كأقوى دولة إسلامية ؛في ذلك الوقت لمدة قرنين من الزمان ؛أي إلى أن قامت الدولة العثمانية.
وقعت المعركة في منطقة تسمى عين جالوت بين مدينة جنين والناصرة و بيسان، في شمال فلسطين خارج الحدود المصرية.
وقبل معركة عين جالون عقد سيف الدين قطز اجتماعا مع وجهاء مصر؛ وعلمائها كان من بينهم العز بن عبد السلام؛ وتم الاتفاق على التوجه لقتال التتار إذ لا مجال لمداهنتهم، وكان العز بن عبد السلام قد أمر أمراء ووجهاء الدولة أن يتقدموا بنفائس أملاكهم لدعم مسيرة الجيش المصري فطلب قطز الأمراء؛ وتكلم معهم في الرحيل فأبوا كلهم عليه وامتنعوا من الرحيل.
ولما وجد منهم هذا التخاذل والتهاون ألقى كلمته المأثورة «يا أمراء المسلمين، لكم زمان تأكلون أموال بيت المال، وأنتم للغزاة كارهون، وأنا متوجه، فمن اختار الجهاد يصحبني، ومن لم يختر ذلك يرجع إلى بيته، فإن الله مطلع عليه، وخطيئة حريم المسلمين في رقاب المتأخرين».
وقد اختلى قطز ببيرس البندقداري؛ الذي كان أمير الأمراء واستشاره في الموضوع؛ فأشار عليه بقتل الرسل، والذهاب إلى كتبغا متضامنين ؛فإن انتصرنا أو هزمنا، فسوف نكون في كلتا الحالتين معذورين؛ فاستصوب قطز هذا الكلام.
وقام بقتل رسل المغول لإيصال رغبته في قتالهم وأنه جاد بذلك؛ وقد زاد من عزيمة المسلمين وصول رسالة من صارم الدين أزبك بن عبد الله الأشرفي -وقد وقع أسيرا في يد المغول إثناء غزوهم الشام ثم قبل الخدمة في صفوفهم- أوضح لهم فيها قلة عددهم وشجعهم على قتالهم وأن لايخافوا منهم
أن قطز قد أفاد من رحيل هولاكو إلى فارس على رأس معظم جيشه بعد سماعه بوفاة أخيه الخان الأعظم، فمن تبقى بالشام من عساكر المغول تحت قيادة كتبغا يتراوح ما بين 10آلاف إلى 20 ألف رجل.
حاول المغول عبر كتبغا النسطوري التحالف مع مملكة بيت المقدس الصليبية؛ ولكن بابا الفاتيكان منع وحرم التحالف مع المغول؛ ثم أتت حادثة قتل ابن أخي كتبغا بواسطة الفرسان الصليبين بصيدا فاكتسح صيدا عقابا على ذلك.
أما الصليبيون في عكا فقد اتجه قطز إلى مسالمتهم ومهادنتهم, واستأذنهم بعبور جيشه الأراضي التي يحتلونها وطلب منهم الوقوف على الحياد من الحرب ما بين المماليك والمغول؛ وأقسم لهم انه متى تبعه فارس منهم أو رجل يريد أذى عسكر المسلمين إلا رجع وقاتلهم قبل أن يلقى التتار.
إلا إن الصليبيين سلموا بأن المسألة هي مسألة وقت ثم يكتسحهم المغول ويدمرونهم كما دمروا غيرهم، فلذلك غضوا الطرف على عبور المصريين أراضيهم ولم يتصدوا لهم. وقد بر على مابدى اولئك الصليبيين بوعدهم فلم يغدروا بالمعسكر الإسلامي من الخلف.
في 15 شعبان 658هـ/أغسطس 1260 م خرج قطز يسبقه بيبرس البندقداري ليكشف أخبار المغول. واجهت سرية بيبرس طلائع جنود المغول في منطقة قرب غزة، كان قائد المغول في غزة هو بايدر أخو كتبغا الذي أرسل له كتابا يعلمه فيه بتحرك المسلمين، أخذ بيبرس في مناوشة وقتال المغول حتى انتصر عليهم.
اتجه بعدها قطز إلى غزة ومنها عن طريق الساحل إلى شمال فلسطين. في تلك الأثناء اجتمع كتبغا الذي كان في بعلبك بالبقاع مع وجهاء جيشه، فاستشار الأشرف صاحب حمص والمجير بن الزكي، فأشاروا عليه بأنه لا قبل له بالمظفر حتى يعود سيده هولاكو خان
دٍ، ومنهم من أشار إليه -اعتمادا على قوة المغول التي لا تقهر- أن ينطلق لقتالهم. اختار كتبغا أن يتجه لقتالهم فجمع جيشه وانطلق باتجاه الجيش المصري حتى لاقاهم في المكان الذي يعرف باسم عين جالوت؛
التقى الفريقان في المكان المعروف باسم عين جالوت في فلسطين في 25 رمضان 658 هـ/3 سبتمبر 1260 م (وقت وصول الجيشين تماما مختلف فيه).
قام سيف الدين قطز بتقسيم المصريين لمقدمة بقيادة بيبرس وبقية الجيش يختبئ بين التلال ؛وفي الوديان المجاورة لتنفيذ هجوم مضاد أو معاكس؛ وكان قطز قد اجتمع بالإمراء، فحضهم على قتال التتار وذكرهم بما وقع بأهل الأقاليم من القتل والسبي والحريق.
وخوفهم وقوع مثل ذلك، وحضهم على استنقاذ الشام من التتار ونصرة الإسلام والمسلمين، فضجوا بالبكاء، وتحالفوا على الإجتهاد في قتال التتار ودفعهم عن البلاد
في 15 شعبان 658هـ/أغسطس 1260 م خرج قطز يسبقه بيبرس البندقداري؛ ليكشف أخبار المغول. واجهت سرية بيبرس طلائع جنود المغول في منطقة قرب غزة، كان قائد المغول ؛في غزة هو بايدر أخو كتبغا الذي أرسل له كتابا يعلمه فيه بتحرك المسلمين، أخذ بيبرس في مناوشة وقتال المغول حتى انتصر عليهم. اتجه بعدها قطز إلى غزة ومنها عن طريق الساحل إلى شمال فلسطين.
في تلك الأثناء اجتمع كتبغا الذي كان في بعلبك بالبقاع مع وجهاء جيشه، فاستشار الأشرف صاحب حمص والمجير بن الزكي، فأشاروا عليه بأنه لا قبل له بالمظفر حتى يعود سيده هولاكو خان
قامت مقدمة الجيش المصري بقيادة بيبرس بهجوم سريع ثم إنسحبت متظاهرة بانهزام مزيف هدفه سحب خيالة المغول إلى الكمين، في حين ك قطز قد حشد جيشه استعدادا لهجوم مضاد كاسح، ومعه قوات الخيالة الفرسان الكامنين فوق الوادي.
وانطلت الحيلة على كتبغا فحمل بكل قواه على مقدمة الجيش المصري واخترقه وبدأت المقدمة في التراجع إلى داخل الكمين، وفي تلك الأثناء خرج قطز وبقية مشاة وفرسان مصر وعملوا على تطويق ومحاصرة قوات كتبغا.
حيث كان المصريون ينزلون من فوق تلال الجليل، والمغول يصعدون إليهم. ثم هجم كتبغا بعنف شديد إلى درجة أن مقدمة الجيش المصري ازيحت جانبا، فاستبسل كتبغا في القتال، فاندحر جناح ميسرة عسكر مصر؛ وإن ثبت الصدر والميمنة، وعندئذ ألقى السلطان المصري قطز خوذته عن رأسه إلى الأرض وصرخ بأعلى صوته «واإسلاماه».
وحمل بنفسه وبمن معه حتى استطاعوا ان يشقوا طريقهم داخل الجيوش المغولية ؛مما أصابها بالإضطراب والتفكك. ولم يمض كثيرا من الوقت حتى هزم الجيش المغولي ونصح بعض القادة كتبغا بالفرار فأبى الهوان والذل؛ وقتل بعض أصحابه وجرت بينه وبين رجل يدعى العرينان مبارزة حيث لم يمض وقت طويل عليها حتى سقط كتبغا صريعا مجندلا على الأرض وكان انتصار كبير للمسلمين.
وسجل التاريخ في هذه المعركة تمكن فرسان الخيالة الثقيلة للجيش المصري من هزيمة نظرائهم المغول؛ بشكل واضح في القتال القريب، وذلك لم يشهد لأحد غيرهم من قبل.
كانت النتيجة النهائية لهذه المعركة هي توحيد الشام ومصر؛ تحت حكم سلطان المماليك في مصر ؛على مدى ما يزيد عن نحو مئتين وسبعين سنة حتى قام العثمانيون بالسيطرة على أراضيهم في عهد سليم الأول.
التعليقات