الكاتب الصحفى الكبير موسى صبري من مواليد عام 1925 بمحافظة أسيوط؛ حيث حصل على شهادة التوجيهية وغادر أسيوط عام 1939 إلى القاهرة ليلتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1943، انتقل بعد ذلك للعمل بالأهرام، لكن أنطون الجميل اعتذر عن عدم السماح له بالعمل بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها الصحف المصرية نتيجة الحرب العالمية الثانية.
لم ييأس بل ذهب وقابل مصطفى أمين الذي كتب عنه مقالا بعنوان "جناية النبوغ" لأن أحدا لا يريد أن يلحقه بأي عمل نظرا لصغر سنه .
ثم قابل فكري أباظة فكتب عنه مقالا بعنوان "ذكاء المرء محسوب عليه"، ونشر المقالان في مجلتي "الاثنين"، و"المصور"، ذهب بعد ذلك إلى عميد الأدب طه حسين، فأعد العميد خطابا إلى صبري أبو علم وزير العدل وقتها وصدر قرار بالفعل بتعيين موسى صبري معاون نيابة واستدعي لحلف اليمين أمام النائب العام إلا أن حلف اليمين لم يتم لأنه اعتقل بتهمة توزيع "الكتاب الأسود" الذي وضعه مكرم عبيد، وبقي في السجن لمدة تسعة شهور.
كان موسى صبري يرسل أخبار المعتقل إلى مصطفى أمين رئيس تحرير مجلة الاثنين وقتها لينشرها، ولكن الرقابة منعت مجلة الاثنين من النشر، بعد خروجه من المعتقل عمل موسى في مجلة بلادي التي أصدرها محمود سمعان.
حصل موسى صبري على أول جنيه في حياته مكافأة من محمود سمهان مقابل الحديث الذي أجراه مع السيدة نبوية موسى - أول سيدة تدير مدرسة في مصر - ثم ترك مجلة بلادي بعد اغتيال أحمد ماهر في البرلمان.
قرر العودة إلى أسيوط ليبدأ حياة جديدة إلا أنه يومها فاز بمكافأة خصصها جلال الدين الحمامصي للقارئ الذي يرسل قصة واقعية تصلح للنشر وسمح له الحمامصي أن يعمل معه كسكرتير للتحرير في مجلة الأسبوع التي أصدرها، وصدر عدد واحد منها بعد تعيين موسى صبري، وأبلغه الحمامصي أنه آخر عدد من المجلة وكانت بمثابة صدمة لموسى.
عمل بعد ذلك مع محمد زكي عبد القادر في مجلة الفصول، ثم انتقل عام 1947 للعمل مشرفًا على الصفحات الأدبية بصحيفة الأساس لسان الحزب السعدي
انتقل بعد ذلك إلى صحيفة الزمان وعمل سكرتيرا للتحرير في الوقت الذي كان جلال الدين الحمامصي رئيسا لتحريرها، ولكن بعد أن تولت حكومة الوفد الحكم غير "إدجار جلاد" صاحب صحيفة الزمان موقفه من حكومة الوفد وبعد ثلاث سنوات كان موسى صبري ورفاقه خارج الزمان.
في عام 1950 بدأ مشواره مع أخبار اليوم وعمل محررًا برلمانيا، ثم اختاره علي أمين ومصطفى أمين نائبا لرئيس تحرير صحيفة الأخبار ثم رئيسا لتحرير مجلة الجيل، ثم رئيسا لتحرير صحيفة الأخبار.
انتقل موسى صبري بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر للعمل بصحيفة الجمهورية ثم عاد مرة أخرى رئيسا لتحرير الأخبار، غضب عبد الناصر من موسى صبري بسبب ما كتبه عن قضية المشير ومحاكمة عباس رضوان وما كتبه في آخر تحقيقه جملة "وما خفي كان أعظم"، فكانت هذه الجملة السبب في إصدار قرار بإبعاد موسى صبري عن أخبار اليوم نهائيا، ويذهب مرة أخرى إلى الجمهورية بشرط ألا يكتب شيئا باسمه وكان وقتها يكتب مقالين في عمود واحد بعنوان "آدم يصرخ" و"حواء تستغيث".
وافق عبد الناصر على عودة موسى صبري إلى أخبار اليوم، وكان الفضل يرجع إلى السادات الذي كان يتولى وقتها مسئولية الإشراف على أخبار اليوم، فوقع الاختيار على موسى صبري ليتولى رئاسة تحرير الأخبار. بعد خروج مصطفى أمين من السجن وعودة علي أمين من لندن عام 1974 وتوليه رئاسة مجلس إدارة دار أخبار اليوم
قفز موسى صبري إلى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى أصبح عام 1975 رئيسا لمجلس إدارة دار أخبار اليوم.
ظل محتفظا بمنصبه كرئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس لتحرير صحيفة الأخبار طوال فترة حكم السادات وفترة من حكم الرئيس محمد حسني مبارك، إلى أن حان موعد خروجه على المعاش في نهاية عام 1984.
كتب خطاب الرئيس السادات الذي ألقاه في الكنيست عام 1977، في مبادرة السادات.
عضو مجلس الشورى منذ 1980، وجددت العضوية عام 1988، عضو بالمجلس الأعلى للصحافة، عضو نقابة الصحفيين.
توفي الكاتب الصحفي الكبير في 8 يناير عام 1992؛ تاركا ما قدمه للمكتبة العربية من المؤلفات السياسية والصحفية مثل: "قصة ملك و 4 وزارات"، "وثائق 15 مايو"، "ثورة كوبا"، "اعترافات كيسنجر"، "وثائق حرب أكتوبر"، "السادات الحقيقة والأسطورة"، "نجوم على الأرض"، ورواياته "الجبان و الحب".. "العاشق الصغير".. "الحب أيضا يموت".. "حبيبي اسمه الحب"، و"الصحافة الملعونة".. "عشاق صاحبة الجلالة".
التعليقات