تعد الخصوصية الرقمية من القضايا التي باتت تشغل الرأي العام، وذلك بعد التنافس التقني والتجارة الرقمية غير الملموسة التي أصبحت الشركات تمارسها عبر إنشاء وتحديث الأنظمة الرقمية في الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ربّما من أهمها تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل: فيسبوك، تويتر، سناب شات وانستقرام وغيرها.
ولا شك بأن لهذه القنوات التواصلية دورًا إيجابيًا في تقليص المسافات وكسرها للحدود الزمانية والمكانية، ونشر المعارف من حيث وجود حسابات هدفها نشر المعرفة والثقافة والتجارة الإلكترونية، فأصبحت هناك حسابات تدار لأمور التجارة وخاصة حسابات المشاهير التي لاقت رواجًا كبيرًا بسبب كثرة المتابعين لهم.
بالرغم من الإيجابيات التي تضاف في رصيد هذه القنوات من التواصل، إلا أن هناك من السلبيات التي نمارسها أثناء استخدامنا لهذه التطبيقات مع أنها تعد حرية شخصية لمستخدميها، ومن بين ذلك نجد الكثير من الحسابات الشخصية في سناب شات مثلا ينشر "السنابيون" فيها -كما يطلق عليهم- يومياتهم بأدق تفاصيلها، وهذا بالحقيقة يثير الدهشة لاهتمامهم بأدق تفاصيل لحظات حياتهم، رغم أنه موضوع شخصي لكنه إدمان من نوع آخر.
هذه النوعية من الحسابات أكثر عرضة للسرقات والابتزاز، وكثيرًا ما نسمع بحالات هكر وسرقات.
لقد تعدت هذه الحسابات من الخصوصية إلى العموميّة، الخصوصية بمفهومها الرقمي حجب معلوماتنا الخاصة عن الآخرين أو بالأحرى عن الجمهور العام، إذ أنه باستطاعتنا تحديد مجموعة الأشخاص الذين نثق بهم ويستطيعون مشاهدة المحتوى، لكن اليوم وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أنواعها أصبحت سيفًا ذا حدين، ففي الوقت الذي نبحث فيه عن الخصوصية نجد أنفسنا نجمع أكثر عدد من الإعجابات والمشاركات بقصد الشهرة.
لذا يجب علينا التمعن وإعادة النظر في منشوراتنا؛ حتى يتسنى لنا حماية أنفسنا وحساباتنا وبالتالي الاستفادة إلى أقصى حدّ ممكن من الرقمية مع الحفاظ على الأخلاقيات ومراعاة التقاليد، واحترام الخصوصيات، والابتعاد عن كلّ ما يمكن أن يسيء إلى حساباتنا وعلاقاتنا التواصلية مع الآخرين، وعدم المساس بأخلاقيات المستخدمين كي لا تتحوّل من وسائل تواصل اجتماعية إلى وسائل تواصل لحياة غير أخلاقية تعكر نمط حياتنا الاجتماعية وتقاليد تواصلنا.
التعليقات