كثيرًا ما يساء استخدام التقنيات وتسخيرها في إشاعة الفتن وزعزعة أواصر المحبة، وخاصة بين الدول، ويقوم به أشخاص أو جماعات مسخرة لهذا الغرض باستخدامها وسائل التواصل الاجتماعي وتجنيد جيوشها الإلكترونية كسلاح فتاك في ظل سهولة توفر التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت.
إن الجيوش الإلكترونية أخطر ما يكون، فهي تتغلغل في البيوت والمقاهي، وتستهدف جميع الشرائح العمرية، ولنا أن نشبهه بالفيروس المدمر في سرعة انتشاره.
والجيوش الإلكترونية عبارة عن مجموعة جنود مسلحين بالعلم وبالخبرة الإلكترونية، ومجهزين بآخر أساليب الاختراقات وطرق التصدي لها، لهم القدرة والإمكانيات لاختراق وصد أي هجمة إلكترونية تتعرض لها الدولة، والذي لا يمكن إنكاره أن الشعب الآن يعتبر جزءًا مهمًا من جيش الدولة الإلكتروني.
إن الهجمات الإلكترونية الناجحة يكون مصدرها قلة وعي المستخدم العادي بالأخطار الإلكترونية البسيطة، فالمستخدم هو الحلقة الأضعف في أي نظام كان، لذا فإننا نجد أن الجيش الإلكتروني دائمًا في هجوم ضد المستخدم العادي يسعى إلى بلورة أفكاره وبث الرعب فيه، وفي الكثير من أمور الدولة والدين، ويسعى بشتى الطرق والوسائل إلى زعزعته حتى يصير محركًا له في بث التوتر في مجتمعه.
هذا النوع يقوم بالدخول عبر حسابات وهمية في قنوات التواصل الاجتماعي كالتويتر والفيسبوك وغيرها من وسائل التواصل، من خلالها يدلون بتصريحات من شأنها تشويه شخصيات سياسية مشهورة أو التذمر من الوضع الحالي أو مهاجمة حزب أو سياسة بعينها، ويصرحون في حساباتهم بتصريحات خطيرة، وتراهم يتطاولون على الحكومات، كما أن هذه الجيوش الخطيرة تقوم بالتحريض والابتزازات بأنواعها المختلفة.
وهنا يجب أن يلعب ربّ الأسرة دورًا ومحوريًا في غرس الثقافة التكنولوجية وتنشئة أفراد البيت والإشراف عليهم، وتبصيرهم بأن التقنيات سلاح ذو حدّين وليس كل ما يتم تداوله صحيح، فهو عالم افتراضي مليء بالشائعات وحروب الفتن التي تقاد بواسطة جماعات تسعى إلى غرس الفتن وتدهور شؤون البلاد والعباد؛ لغايات تود الوصول إليها بصفة شخصية أو لأغراض دولية، وغالبًا ما تجدهم مسخرين من قبل منظمات تسعى للفتن والخراب وزعزعة الأمن في البلاد، لذا يجب علينا أن نكون مواطنين واعين متطلعين لمصلحة وطننا ساعين للنهوض بشؤون بلادنا وتطورها ونمائها، ومتصدين لكل فكر متطرف، ومتصيدين لكل من يسعى إلى تدمير أمننا وسلامنا، لذا علينا أن نسعى جاهدين بعلمنا، مسخّرين عقولنا النيّره والمفكرة في الكشف عن هذه الجماعات والتصدي لها، ورد كل تدخل خارجي يسعى إلى بث البلبلة داخل البلد.
التعليقات