الكاتب التركي أورهان باموق شخصية مثيرة للجدل ، فبكونه أول تركي يحصل على هذه الجائزة العريقة تناقلت على لسانه العديد من التصريحات الجريئة وكان أولها ملاحقته قضائيا بسبب هجومه الشرس على شخصية " مصطفى كمال أتاتورك " بسبب إهانة الهوية التركية وهي جريمة يعاقب عليها القانون في تركيا ، علاوة على رفضه التام لمذابح الابادة الجماعية للأرمن ،وإدانته كذلك للفتوى اللتي تبيح دم الكاتب سلمان رشدي بسبب كتاباته المسيئة للإسلام.
تدور أحداث الرواية التي حصل بموجبها على جائزة نوبل ضمن قائمة أعماله العديدة في مدينة أسطنبول حول العلاقة بين الشرق والغرب من خلال شاب إيطالي يقبض عليه العثمانيون أثناء الابحار من مدينة البندقية الى نابولي ، فيدعي أنه طبيب ويقوم بمعالجة المرضى فى السجن ويتعلم اللغة التركية كذلك ، حتى يستدعيه الباشا بعد فترة لمعالجته ويصبح عبدا له ، والعبد هنا هو شخصية الاستاذ القادم من الشرق وتتوالى الاحداث بعرض المفارقات والتشابهات بين الثقافتين عن طريق المواقف المختلفة، وعن طريق تغير مشاعر الشخصيتين تجاه بعضهما.
تناول العديد من الكتاب العلاقة بين الشرق والغرب من خلال احداث واقعية اجتماعيه يشهدها كلا الطرفين ويتم تناول أحداث الصدام أو مرحلة اللاتفاهم من منظور شرقي بحت أو من منظور غربي بشكل سطحى ومهمش، ولكن أن يتم المزج بين الشخصيتين فى أدب رحلات مبسط لتنقلب عقول الشخصيات المحوريه من مكان لآخر عبر سرد طويل غير ممل ، لهو من دواعي التميز لهذا الكاتب.
القلعة البيضاء روايه ملهمة للافكار وتدعو للتساؤل : هل يمكن أن يجتمع فكرين مختلفين تحت سقف واحد بأقل درجات اللاصدام.
التعليقات