ما من ذكرى متعلقة في أذهاننا جميعا أكثر من ذكري الثانوية العامة .... تمر الأيام والسنين وعندما يأتي وقت امتحانات الثانوية العامة نشعر بالقلق والتوتر .... وتؤرقنا الكوابيس التي من قبيل الخلود إلى النوم وعدم الاستيقاظ للامتحان .... أو نسيان كتابة موضوع التعبير الإبداعي في امتحان اللغة العربية ....
الثانوية العامة ليست سنة عادية مثلما يقول أحدهم رغبة في التخفيف من رهبتها .... الثانوية العامة هي سنة مصيرية يتوقف عليها مصيرك وحياتك .... فإذا أردت أن تقسم حياتك إلى شقين ... سيكون التقسيم الصحيح هو ما قبل الثانوية العامة وما بعد الثانوية العامة .... حياة أخري بكامل تفاصيلها .... من اختلاف خط السير اليومي .... إلي دائرة جديدة من الأصدقاء .... وبيئة جديدة .... واهتمامات وأحلام مختلفة ....
فمن الطبيعي أن ترهبها .... ولكن إذا كان الخوف من الآثار الجانبية الطبيعية للثانوية العامة .... فهناك ما يعرف باستغلال الآثار الجانبية .... حيث يستخدم العلاج أحيانا بغرض تحقيق هذا الأثر الجانبي .... فيمكنك أيضا أن تستغل هذا الخوف لدفعك إلى الأمام .... أن يجعلك الخوف ساهرا طوال الليل للدراسة وليس للبكاء فشتان الفرق في النتيجة .... اقتناعك ب " إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا " سيبقيك راضيا هادئا أثناء الامتحانات .... لأنك وببساطة بذلت كل ما لديك من طاقة وتنتظر المكافأة الكبرى من رب العالمين فربك قال: " أنا عند ظن عبدي بي " .... وإذا لم تصل إلى مرادك فعلى الأقل لن تشعر بألم الندم بأنك قصرت تجاه نفسك ....
مع تقدم العلم ومع مرور الأيام .... يظل الأب أبا وتظل الأم أما .... فهما لن يطلبا منك إلا أن تصبح طبيبا أو مهندسا .... فهذه هي لعنة كليات القمة التي يزعمان أنها ضمان للمستقبل كما أوضح لهما من قبلهما .... ولكن قمتك في فرحتك بدخولك إلى الكلية التي لطالما حلمت بها .... فليس من الطبيعي أن تدخل إلى الكلية الأقرب من مجموعك لهذا السبب فقط .... لأن هذا لن يضيع حلمك أنت فقط بل سيضيع حلم شخص آخر وهو الذي أخذت مكانه في تلك الكلية التي دخلتها رغما عن رغبتك لمجرد أنك حصلت على درجات أكثر منه .....
الحياة حياتك .... والاختيار اختيارك .... والقرار قرارك .... فلن يعيش النتيجة سواك وحدك .... فأحسن اختيارك ....
وإذا كنت مؤمنا بأن كل شيء نصيب .... فتذكر أن لكل مجتهد نصيب .... ومع الله لا يوجد مستحيل ...
التعليقات