في مشهد مهيب للممثل الراحل محمود مرسي في مسلسله الشهير "رحلة السيد أبو العلا البشري" ..... لخص فيه الفرق بين حب الأمس وحب اليوم .... لخص السبب وراء استمرار الحب قديما حتى الممات على الرغم من الفراق ....
كان الحب نظرة من بعيد .... لقاءً تم تدبيره بمعاناة لصعوبة التواصل .... أغنية أسفل شباك الحبيبة .... وباقي الوقت كله تفكير بهيام مع الاستماع لأغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ .... أي كان الحب خيالا أكثر من كونه واقعا يعيشه المحب ....
فإذا لم يكلل هذا الحب العذري بالزواج لرفض الأهل في كثير من الأحيان .... يستمر الحب كما هو .... لبقاء صورة الحبيب كما هي .... وكم من قصص سمعناها انتهت بهذه النهاية الكلاسيكية .... وكان تعليق صاحبها يا ليتنا تحدثنا ولو لمرة .....
وعلى صعيد آخر .... حب اليوم؛ الذي يبدأ بخوف وينتهي بمأساة .... لوفرة الوقت المتاح للمحبين للتحدث ليلا ونهارا .... يجعلهم يضيعون أجمل لحظاتهم في التحدث عما يمكن أن يواجههم من مشكلات في المستقبل في حال رغبتهم في الزواج .... يفقد الحب رونقه تدريجيا .... حيث غلبت المادة على المشاعر ....
يستحوذ الخوف من عدم استمرار الحب العقل كله ... وهنا تأتي المشكلة .... يري كل شخص الوجه الآخر لمن يحب من عصبية وقلق وعقد شخصية .... يتذبذب الحب بداخلهم .... فيصبح حقا البقاء للأقوى .... حيث يبدأ الأضعف بأخذ خطوة للوراء .... فلا يتم الزواج ولا يبقى الحب ....
"كنا بنخاف من القرب أكتر من البعد" هكذا وصف محمود مرسي الحب قديما ....
"لا وجود لحب حقيقي اليوم .... في ظل ما نواجه من صعوبات الحياة ...." هذا مبرر زائف وراء عجزنا عن الحفاظ على الحب .... فالحب هو الحقيقة الوحيدة التي خلق عليها البشر ومستمرة ما دام الإنسان ..... فالمشكلة هي المغالاة .... المغالاة في القرب إلى حد كبير .... يري المحب حبيبه على حقيقته .... فيفقد رونقه .... تختفي الهالة التي ذهبت بعقله في أول لقاء .... فيصبح إنسانا عاديا .... لا يستحق حتى أخذ خطوة الزواج للتعرف عليه والتقرب منه أكثر .... لأنه أصبح كالكتاب المفتوح .... متاحا أربع وعشرين ساعة في اليوم ....
كلنا بشر .... كلنا عاديون .... لنا مميزات تحب ... ولنا عيوب نستحق أن تقبل .... لنا عيوب ولكن نستحق الحب .... كلنا عاديون إلا في عيون من أحبونا ....
اللقاء نصيب ولكن البقاء اختيار .... فلا يجب أن نلقي بكل اختيار سيء في حياتنا على النصيب .... فالحب قرار والفراق قرار ولو كان بدافع الكرامة ....
"شوف بقينا فين يا قلبي .... وهي راحت فين .... شوف خدتنا لفين يا قلبي .... وشوف سابتنا فين ....".
التعليقات