في 8 فبراير 1931 ولدت فاطمة كمال الدين أحمد شاكر، التي عرفت فيما بعد بالفنانة الكبيرة شادية، بالحلمية الجديدة بالقاهرة، لأم مصرية من أصل تركي وأب مصري الأصل كان يعمل مهندساً زراعيا بالمزارع الملكية؛ كان ترتيب شادية الخامسة بين اخوتها؛ حيث يكبرها أشقاؤها محمد وسعاد وطاهر وعفاف.
لقبت من قبل أفراد الأهل والعائلة باسم "شوشو" بينما الأصدقاء من الوسط الفني؛ والمقربين ينادوها باسم "فتوش".
خفق قلب الفنانة شادية بالحب لأول مرة عام 1947 ؛لضابط أسمر من الصعيد؛ وبينما كانت شادية تتأهب لعد قرانها كانت يد القدر أسبق فخطفت حبيبها الذي سقط شهيداً في ساحة الحرب بين العرب وإسرائيل عام 1948.
قدمت شادية في "قطار الرحمة" عام 1952؛ مع عماد حمدي الذي كان متجهاً للصعيد وله أهداف إنسانية واشترك فيه عدد كبير من الفنانين.
وتزوجا أثناء تصوير مشاهد فيلم "أقوى من الحب"؛ بالإسكندرية عام 1953 ورغم فرق السن بينهم الذي كان يتعدى الـ20 سنة؛ إلا أنها وافقت على الزواج منه عندما فاتحها دون تردد.
ومضت مسيرة هذه الحياة الزوجية لمدة ثلاثة أعوام؛ وطلقت شادية من زوجها الفنان عماد حمدي عام 1956م.
عملت شادية مع فريد الأطرش في فيلم "ودعت حبك" ليوسف شاهين، وعندما اقتربت منه أحبت فيه صفات عديدة على حد قولها مثل الحنان ؛والرقة والأمان وخفة الدم.
ولقد ظهرت قصة حب شادية وفريد على صفحات الجرائد والمجلات ؛وهو ما رحب به الاثنان يفكران في الزواج.
وسافر فريد من أجل إجراء الفحوصات الطبية ؛وبعد عودته تم انتهاء هذا الارتباط العاطفي؛ وقد كانت شادية تعيش في شقة بنفس العمارة التي بها فريد وهو ما جعل الشائعات تقول انهم عقدا القران، ما أكدا دائماً انه غير حقيقي.
وانتهزت شادية فرصة سفر فريد لتبيع الشقة؛ وتسكن في مكان آخر محاولة بذلك إسدال الستار على ثالث قصة حب بعد الضابط الصعيدي وعماد حمدي.
في سبتمبر1957 تزوجت شادية من الإذاعي المعروف فتحي عزيز ؛تعرفت شادية به في سرداق عزاء الفنان سراج منير؛ وقد كان فتحي ابن المهندس المعماري محمد فتحي وتعد ميمي وزوزو شكيب شقيقتي والدته، كما أن والدته هي عمة الفنان عمر الحريري.
سرعان ما طلبت الطلاق بعد عامين ؛وذلك بسبب غيرته الشديدة عليها والتي أدت إلي وصول العلاقة بينهم إلى نهاية المطاف؛ هذا إلى جانب سبب آخر أسرع من الوصول لهذه النهاية .
وهو حملها منه وفقدانها الجنين في شهره الثاني، حيث أصيبت بصدمة نفسية وعصبية جعلتها لا تطيق غيرته عليها؛وتم الطلاق فى ٨ يونيو 1959.
عام 1964 ارتباطت بالفنان صلاح ذو الفقار؛ الذي كان زواجها منه بمثابة شهر عسل لمدة سبع سنوات أسفر عنه نجاح سينمائي غير عادي لهم كثنائي، حيث كان استقرارها العاطفي منعكس على فنها بالنجاح والنضج والعطاء. وانتهى بالطلاق1969 وذلك بعد فقدانها الجنين للمرة الثانية بعد حمل دام 4 شهور .
بعد مشوارها الفني الطويل التي قدمته من خلال أكثر من 150فيلماً؛ ومسرحية واحدة هي "ريا وسكنية" وأكثر من 500 أغنية؛ وكان منها العديد من الأغاني الوطنية، أشهرها أغنية يا حبيبتي يا مصر.
اعتزلت الفنانة الكبيرة شادية الفن عام 1986 وتفرغت للأعمال الخيرية؛ وقد قدمت للفقراء دار للأيتام ومسجد؛ ودار لتحفيظ القرآن تم بنائهم في شارع الهرم.
وأيضاً شقة كانت تملكها في منطقة المهندسين قامت بالتبرع بها لصالح جامع مصطفى محمود؛ وهو ما أكده العالم نفسه في أحد البرامج التلفزيونية ؛مؤكداً أنها كانت تساوي وقتها ربع مليون جنيه.
وبتاريخ 28 نوفمبر 2017، رحلت معبودة الجماهير شادية عن عالمنا مخلفة؛ وراءها تاريخ فني وإنساني كبير يجعلها خالدة في قلوب محبيها.
التعليقات