لا أبالغ حين أقول أن حقيقة الأفكار برمتها لدىَّ تاهت أو تشوشت بين الأسطر والكلمات فلا تنزعج عزيزي القارئ فما بين الكلمة والعقل الذى يكتب هناك أشياء دخيلة قد تعكر صفو الذهن وتُشتت الإنتباه، ولو أنك قليل الكلام، كثير الشرود، تفضل العزلة مثلى، صديق للصمت، مفعم بالطاقة حين تنفرد بنفسك تحب الحياة ولكنك تمقتها احيانا، تستشعر اللذة فى مساعدة الآخرين ثم تختفى كأنك لم تتواجد من الأساس، إذن مرحبا بك في عالمي.
وها قد انتهيت من أعمالى المنزلية اليوم وأخيرا سأذهب إلى عالمى الخاص وأدون أحداث القصة التى مرت بخيالى وأنا بمطبخى أثناء تنظيف "الممبار" الذى أعتقد أنه أسوأ شئ على الإطلاق بعد الإعدام شنقا أو القتل رميا بالرصاص، حقيقة أن مثل تلك الأشياء تقف كالحائل بينى وبين كتابة القصص والغوص مع الأحداث والشخوص التى طالما تأخذ باعًا طويلاً من يومياتى، ولكنى بالنهاية كاتبة ممزوجة بطعم الأمومة أقف بمطبخى لساعات طويلة لإعداد أطعمة صنعتها بالحب خصيصا لأولادى ذلك الشئ الوحيد القادر على إخماد ثورات أبطال رواياتى وعدم الحديث معهم لفترات ليست بقصيرة فأنا أتمتع بالحديث معهم أجل أتمتع والجنون هنا أننى أعتقد أنهم موجودون بالفعل، احيانا أتكلم معهم بلهجة محافظتى الجميلة إنها الشرقية، يمكنك أن تستمتع حين تسمعني حين أقول بلهجة الشراقوة العامية " مش إلك حل علاولاة " هههه أتذكر إنطباعات الآخرين أمامى حين أقول كلمة "علاولة" أو حين اقسم على شئ ما وأقول "الله الواكيل" هنا انت أمام شرقاوية صميمة تعشق شرقيتها بعذوبة، تتفهم بلدتها الجميلة لغةً وطباعًا، وحين الحديث عن الطباع لن يسعنى كتابى بأكمله، أعشق طباعها كل العشق، إنها محبوبتي وجميلتى وبلدتى إنها الشرقية، لن أتحدث عن الأصالة والتاريخ فهناك المئات من تكلموا قبلى عن كل ذلك الجمال، يحضرني الآن أن أشير إلى بطل من أبطال قصصى أنه... آه رباه تذكرت أني وضعت طعاما بالفرن منذ مدة، ربما احترق ! لا لا لم أشعل النيران من الأساس، سأعاود الكتابة من جديد ولكن ابنتى الصغرى تناديني ( يا ماما بصى معملتش حاجة وبرده عايزة تضربنى) إنها تتحدث عن اختها الكبرى ابنتى كما أحب اناديها (أم طويلة) قد تضحك قارئ العزيز من الاسم ولكن حقيقى ابنتى الكبرى كم هى طويلة، حقا للكتابة حضور طاغى بقلبى وفكرى، إنه المذاق الأميز والافضل لدى ولكنى، ولكنى ماذا؟؟ انتبهت لصوت يأتى من الخارج إنه زوجى الحبيب يحاول فى توتر فتح ذلك التابوت الاثرى الذى يدعى بالعامية (النيش) ، فى اعتقادٍ منه بأننى لن انتبه و خُيّل إليه أنه من الممكن استعمال أى قطعة أثرية منه أو مثلا استعمال فنجان قهوة ولكن هيهات، شعرت بالمؤامرة فتنحنحت بصوت عال وناديت (أحمااااد) .. هنا أسرع زوجى بالخروج من البيت مناديًا
- ( عايزة حاجة يا حبيبتى.. انا خارج) ..
- ( لا يا حبيبى شكرًا علاولة)٠٠
وضعت دفترى وقلمى فى صمت وضجر على الطاولة التى طالما انظفها مرارا وتكرارا من أفعال أبنائى وتركهم لكتب التلوين والكراسات المكدسة عليها قائلة فى نفسى "الله الواكيل" لن اكتب شيء اليوم.
التعليقات