هل المتعة في الطريق أم في الوصول؟ سؤال يراود الجميع وكثير ما سمعناه كسؤال ثابت في البرامج التليفزيونية. 

وأخيرا ستنتهي الامتحانات قريبا وسأذهب للعطلة مع العائلة ....... وأخيرا ستنتهي مرحلة الثانوية العامة بما فيها من تعب وإرهاق لتبدأ مرحلة الجامعة المعروفة بمرحلة الحرية والسعادة في أذهاننا جميعا.

وبمجرد ما تبدأ العطلة ... تنتهي ونعود ..... و ما أسرع سنوات الجامعة .... وكثير منا خاب أمله فيما يتعلق بالجامعة وحياتها .... وبالعطلة ومتعتها.

اكتشفت ان أجمل ما في العطلة هو انتظاري انتهاء الامتحانات للذهاب إليها ..... وأن أجمل ما في حياة الجامعة هو تفكيري وانتظاري لها طوال سنواتي الدراسية .... 

ببساطة وجدت أن أقوى شعور يكون في الانتظار .... فيكون جميلا في حين انتظار شيء جميل نرغبه .... ويكون بغيضا في حين انتظار شيء نخافه .... انتظار دورك للتطعيم في المرحلة الابتدائية ورؤية من قبلك وهم يتألمون أصعب بكثير من التطعيم بحد ذاته لأن ألمه لحظي .... فكما يقال الموت أسهل من انتظاره .... وكذلك انتظار لحظة تكريمك لتفوقك في الدراسة أجمل بكثير من لحظة التكريم نفسها القصير وقتها .....

حقا ... الجملة التي لو سمعها السعيد يحزن ولو سمعها الحزين يفرح " أن كل شيء يمر ولكل شعور نهاية " 

الحياة محطات ... بين كل وصول فترة انتظار فإما أن نقضيها منتظرين المحطة القادمة في ملل .... أو نستمتع بالطريق.

فلا تهدر وقت انتظارك للحظة الوصول ...... استمتع بكل لحظة في حياتك فهي لن تعود ... فدائما ما نحب تفاصيل استعدادنا ليلة العيد وهي ما تدوم في ذاكرتنا للأبد فهي مليئة بالفرحة والأمل ...... فبمجرد ما يأتي أول أيام العيد لا نعرف كيف ينتهي بهذه السرعة.

مفهوم السعادة يختلف من شخص لآخر فإذا كنت مريضا ستكمن سعادتك في الصحة، وإذا كنت فقيرا ستكون سعادتك في امتلاك ثروة، ويوجد من تكون سعادته في تحقيق النجاح فيظل طوال حياته ساعيا لتحقيق المزيد من النجاحات.

ألبرت أينشتاين عندما سئل عن تحقيق السعادة قال إن الحياة المتواضعة يمكن أن تجلب السعادة أكثر من التعلق بالسعي لتحقيق النجاح.

ولكن أرسطو جمع بين كل هذا فعرف السعادة على أنها "هبه من الله وهي الصحة البدنية، والحصول على الثروة وحسن تدبيرها واستثمارها، وتحقيق الأهداف والنجاحات العلمية، وسلامة العقل والعقيدة، والسمعة الحسنة والسيرة الطيبة بين الناس." 

فإذا أردت أن تكون سعيدا فاجعل هذا أول اهتماماتك مع بداية سنة جديدة؛ لتكون بداية لعمرك كله؛ فبدون السعادة يمر العمر كالهباء المنثور.  استيقظ كل يوم مع أمل جديد، لا تنظر للخلف إلا للذكريات الجميلة أو التعلم من الأخطاء.

واعلم أن السعادة قرار.