كنت أتعجب وأنا صغيرة وفي بداية فترة المراهقة من فخر أصدقائي الذين قضوا بعض سنوات طفولتهم في الإمارات وكيف يتحدثون عنها وكأنها هي الوطن…
أغار على مصر وأتهم هؤلاء الأصدقاء بعدم الإنتماء، أجيب بفخر على كل كلمة يمجدون بها الإمارات وأقول ”لو لم أكن مصريا،لوددت أن أكون مصريا“.
دارت الأيام وجاء اليوم الذي أصبحت أنا نفسي أعيش في الإمارات وتحديدا في دبي، لازلت بملء نفسي أقول بكل فخر: ”لو لم أكن مصريا لوددت أن أكون مصريا“، لكنني أيضا وبنفس ذات الحماس أقول ”وأحب أن أعيش في الإمارات ما دام ليها فيها عيش“.
بالأمس واجهت نفسي بالسؤال الذي لطالما ألح على: لماذا أصبحت أحب الإمارات هكذا؟ لماذا أحب أن يقضي صغاري طفولتهم على أرضها حتي لو كان ذلك على حساب بعدنا عن الأهل والوطن؟سيقول ضيقي الأفق أنه سحر أموال الخليج، وسيجيب الخونة أننا لم نجد راحتنا على أرض بلادنا، لكن في الواقع كانت الإجابة في سماعي لنشيدها الوطني الذي كان يعزف على مدار ثلاثة أيام في كل مكان في الإمارات بمناسبة عيدها الوطني الخمسين.
١- (أَقْسَمْنَا أَنْ نَبْنِيَ نَعْمَل) وكان هذا هو أول سبب لحبنا لهذه الأرض:
إن أي إنسان طبيعي سيرتبط عاطفيا بالأشياء التي تتكون أمام عينيه، تبدأ في التكون خطوة بعد خطوة، تكبر ونزدهر، تسطع وتتألق. هكذا هي الإمارات يوما بعد يوم، تبنى وتتطور أمام أعيننا بلا توقف فنرى إمارات اليوم أجمل وأبهى من إمارات الأمس، ننتظر لنرى إمارات الغد، فنحبها أكثر، ونفتخر بها أكثر، ونرتبط بها أكثر وأكثر.
٢- السبب الثاني (دَامَ الْأَمَانُ):
في تسلسل ماسلو الهرمي للإحتياجات يأتي في المرتبة الثانية بعد الحاجات الفسيولوجية مباشرة حاجة الفرد للشعور بالأمان، هنا على أرض الإمارات نحن نشعر بالأمان على أنفسنا وصغارنا وأملاكنا، هل تعرف عزيزي القارئ أن الإمارات إحتلت المركز الأول عربيا والثاني عالميا في بيان (جلوبال فايننس) السنوي لهذا العام للدول الأكثر أمانا، ليس فقط على مستوى الحرب والسلام ولكن أيضا الأمن الشخصي، ومخاطر الكوارث الطبيعية بما في ذلك عوامل الخطر الناجمة عن وباء كورونا.
أظن هذا السبب كافيا لنحب هذه الأرض ونحترمها.
٣- أما السبب الثالث والأخير في مقالي هذا وليس الأخير في جعبتي هو(عَاشَ الْعَلَم يَا إِمَارَاتِنَا):
إن الإمارات العربية المتحدة ستستضيفك على أرضها ككل مضيف كريم، ستمنحك الأمان والسعادة والرفاهية، لكنك أيضا يا ضيف عليك أن تكون ضيفا محترم، تحترم الأرض التي تقضي أيامك السعيدة عليها، تلتزم بقوانين البلد التي استقبلتك، وسيطبق عليك النظام مثلك مثل غيرك من أهل البلد والضيوف الأخرين، لا فرق بين جنسية وأخرى، ولا جنس وأخر،وعليك ثم عليك أن تلتزم أولا وأخيرا بإحترام العلم، وتبجل الأرض بإحترامك وثباتك عند سماع تحية العلم.
فلو كنت في أي مكان وتم عزف موسيقى النشيد الوطني فعليك أن تقف إحتراما، إنتباه بلا حركة ولا صوت، فهذه هي الطريقة التي ستظهر بها مدى إمتنانك وتقديرك لتجربة فريدة لإتحاد الإمارات العربية التي مر عليها خمسون عاما من العزة والفخر، وقدمت لنا جميعا مثلا لعظمة وقوة الإرادة في أن تصبح الإمارات في أولى صفوف البلدان التي يرغب أي إنسان أن يعيش فيها وتحت ظل سمائها.
عيشي بلادي عاش اتحاد اماراتنا
عشت لشعب دينه الإسلام هديه القرآن
حصنتك بسم الله يا وطن
بلادي بلادي بلادي بلادي
حماك الإله شرور الزمان
أقسمنا أن نبني نعمل
نعمل نخلص نعمل نخلص
مهما عشنا نخلص نخلص
دام الأمان وعاش العلم يا إماراتنا
رمز العروبة
كلنا نفديكِ بالدماء نرويكِ
نفديك بالأرواح يا وطن
النشيد الوطني الإماراتي: كلمات الشاعر الإماراتي الدكتور عارف الشيخ وألحان الموسيقار المصرى سعد عبد الوهاب.
التعليقات