إذا كنت امرأة عاملة فغالبا أنت لا تملكين الوقت لقراءة هذا المقال وحتى إن كنت تملكين القليل منه فأرجوكي لا تضيعين الوقت في أمر قد يقلب عليك الذكريات والمواجع. هذا المقال موجه لعائلتك الكريمة لتدرك كيف تؤثر طرفة العين الغير محسوبة في نظامك المقدس بل، والأقدس ل (يوم السبت)
فكما لا يمكن أن تتخيل أيها الشاب المصري ليلة الخميس بدون (شلة القهوة) التي تتسامر معها على صوت اصطكاك قطع الدومينو الخزفية و أوراق اللعب ومؤثرات ال(play station) الصوتية، ومثلما لا يمكن أن يمر يوم الجمعة على العائلات المسلمة بدون صلاة الرجال في الجوامع وصوت شعائر صلاة الجمعة التي تصدح من الراديو او التليفزيون المختلط برائحة البخور ورائحة الطعمية المقلية من هذا المطبخ أو ذاك، فإن المرأة العاملة تحاول طوال الوقت أن تحافظ علي إيقاع يوم السبت المنضبط من كل أسبوع.
تستيقظ المرأة العاملة يوم السبت مهما حاولت ومهما اتخذت من قرارات أيضا في نفس الموعد المعتاد لإستيقاظها طوال أيام الأسبوع،وهنا تأتي أولى الصدمات للإخلال بالخطة التي رسمتها لنفسها ولسان حالها يقول (كنت أمني نفسي طوال الأسبوع بالمزيد من النوم وها هي الفرصة تضيع ولن أتمكن من الحصول علي غيرها قبل أسبوع أخر) تقرر في هذه اللحظة أن تأخذ نفس عميق وترتب أفكارها قبل القيام من سريرها:
١- التمارين: التي قررنا ضغطها جميعا في يوم السبت حتى أتمكن من توصيل الصغار اليها حتى وإن كلفني هذا الأمر حملًا على حملي،فمستقبل الأطفال الرياضي أصبح على المحك وصحتهم الجسدية على وشك الإنهيار مع عدم إهتمامي بهم وإستسلامي لأجهزة هواتفهم النقالة اللعينة التي أحاربها طوال الوقت وحدي وكلما فشلت تخرج مني الصرخة المعتادة (كفاااااية موبيل).
٢-الخزين: أثناء التمرين سأقوم بالذهاب الى السوبرماركت أو استخدام هذه التطبيقات الجديدة الذكية لطلب مؤنة البيت عن طريق الهاتف (شكرًا لوجود الموبيل).
٣-الطبخ: تجهيز وجبات تصلح للتسخين طوال الأسبوع…عشرة أصناف على الأقل، فمن يحب البامية لا يقبل بالكوسة ومن يفضل البطاطس باللحمة يجب أن أصالحه بشئ أخر في حين قررت صنعها هذه المرة بالفراخ من باب التغيير،أما أنا ورغباتي فهي آخر إهتماماتي.
4-الواجبات المنزلية: والمذاكرة لمن يحتاج الى مساعدة أو حث من لا يحتاج الي مساعدة للقيام بدوره في الاهتمام بمستقبله (وهذا الأمر سيحدده سن الأطفال الذين ستنظر اليهم الأم كل أسبوع لتسأل نفسها سؤالين في غاية التضاد كل خمس دقائق: متى كبروا هؤلاء الصغار؟ ومتى سيكبروا هؤلاء الصغار؟ )
السؤال الأول مخيف والثاني محبط ،والغريب أن كلاهما سيطلقان في وجه الشخص ذاته.
5-الغسيل: هذا التل الذي لا يختل،تنظر اليه كوحش يتغذى على أعصابها ويتهكم الرجل بسؤال مستفز : ما صعوبة أن تضعي الملابس في الغسالة؟ تود أن تصرخ في وجهه،ليس المشكلة في وضع الغسيل في الغسالة أيها القائد الكسول، المشكلة يا أيها المشرف الذي لا يعلم عن الواقع شئ يكمن في نشره على حبال أعصابي لأنك لا تحب مجفف الملابس الذي يؤثر على ملابسك الاثيرة، وقبل أن تنفجر فيه بغضب تتذكر الكارثة الأكبر وتدعوا الله كل أسبوع أن تكون من الجيل الذي سيشاهد عظمة الاختراع الذي سيغير البشرية بجهاز يقوم بكي الغسيل وتطبيقه دون تدخل الإنسان…تقسم أنه لو كان بمئة ألف جنيه ستشتريه فور طرحه في الأسواق وأنها ستجبر صغارها على مساعدتها في تسكين الملابس المكوية في الأدراج المخصصة حينها…ربما ستستطيع إقناع زوجها أيضا في المشاركة في هذا الأمر.
وبينما تفكر في هذه الأمور وهي لازالت في سريرها تنظر الى الساعة وتتذكر كارثة تنظيف البيت.
6-تنظيف البيت :(إن كانت هذه المرأة محظوظة فسوف يكون لديها امرأة تساعدها في التنظيف) وبعيدا عن ندرة وجود مثل هذه المساعدة أو جودتها فإننا سنعتبر الأمر قابل للتحقق وسنتخطى هذه التفصيلة في الوصول الى هذه السيدة التي سيكون لوجودها أفضل الآثر على حياة المرأة العاملة، ولكنني لن أستطيع أن أتخطى تصوير المشهد الذي تأخرت فيه (أم x) عن موعدها وهاتفها مغلق وتلك المرأة العاملة التي بدأت في التعرق وهي تتخيل كيف سيصبح الأمر كارثي إن لم تظهر (أم x) اليوم، ويا ويلاه ويا ألف آه إذا كانت قد قررت أن تختفي للأبد…
عزيزي الرجل إن المرأة في هذه اللحظة لا تختلف عن العروس التي ارتدت فستان زفافها ولم يظهر العريس منذ الصباح وهي غير واثقة إن كان سيظهر أم لا، هل وضحت الصورة؟ أتمنى أن تكون قد وضحت.
7-وأخيرا وليس آخرا في قائمة طلبات لا تنتهي مطلوب من هذه المرأة التي لم تأخذ قسطا من رفاهية الراحة الأسبوعية التي نص عليها القانون ،أن تبقى امرأة مرة أخرى من الغد، جميلة، مشرقة، أنيقة، ذكية، متفهمة وعاملة، ليبدأ أسبوع جديد في أنتظار يوم سبت آخر، ليظل في كل أسبوع يوم سبت.
من مذكرات مرأة كانت عاملة.
التعليقات